الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كن شتّاماً تصبح سوريّاً مناضلاً

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 6 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


السوري يصعّد الشّتيمة
إن قانون معاداة السّامية الذي يستطيع أي يهودي أن يقاضي من يعاديه علناً في جميع مناطق العالم -طبعاً العالم الحر، أو الديموقراطي، وليس في دول استبدادية، فالدول الاستبدادية تعادي وتصالح وفق هوى كفيلها الغربي-لكن لماذا يستطيع اليهودي أن يقاضي؟ لأنّ هناك قانون معاداة السّامية، ومعاداة السامية يخصّ اليهود الأوروبيين، ولا علاقة له بالشعوب السّامية في الشرق، ولا يشمل الغجر الذين تعرّضوا للإبادة، وبقوا غجراً يعتدي عليهم من هبّ ودبّ.
لا زالت العنصرية ضد اليهود في أوروبا بنسبة -ربما قليلة- لكن هناك مثلاً حركة نورديا في أوروبا الاسكندنافية، وشعارها هو شعار هتلر، ولا زال بعض من لجأوا إلى الغرب من الدول العربية، وبخاصة من سورية وفلسطين يحاولون الاعتداء
أحياناً على مقرّات العبادة اليهودية ، وكان الأجدر بهم أن يتخلوا عن فتح وحماس. إذن معاداة السّامية موجودة، لكن القانون يعاقب عليها، ولذا لن يكون معاداة لها سوى ربما بالقلب.
هو مثل كان ينطبق في بداية الثورة على -المسلمين السّنة -الذين حاولت إيران،-عندما أقول إيران أغني النظام أيضاً - قتلهم وتهجيرهم وإفقارهم. علماً أن أغلب الأغنياء السّنة هم كانوا ولا زالوا مع النّظام حتى المعارضين منهم ينتظرون أن يكون لهم دور، ويعيدوا أمجادهم في الاستبداد.
الأحداث على الأرض مفهومة، وليس لأحد علاقة بها سوى السّوريين. هم من قبلوا أن يصبحوا مليشيات مأجورة عن هذا أو ذاك السّمسار، لكن نحن السّوريين السّذج الذين انتمينا إلى اليسار-الشيوعي، البعثي، الناصري، القومي- وبيننا من سجناء الرّأي أكثر مما تتوقعون. نرفض أن نتخلى عن سذاجتنا، فبعضنا يقف مع النظام لأن الثورة خرجت من الجوامع، وبعضنا يقف مع المعارضة-عدا الإخوان لأنّه يرغب بالتغيير، ولا زلنا-نحن السّذج – نؤمن بالخطاب البلاغي ونقدر أن ذلك البليغ وطنياً عروبياً، أو وطنياً سوريّاً ، أو انفصاليا.
ربما بسبب سذاجتنا، أو طيبنا، أو أنّنا لازلنا نصفّ على اليسار المتمثّل في عشق روسيا، فإنّنا نجهل أن-جميع – رجال الأعمال في الخليج العربي يقومون بتبييض الأموال، ورجال الأعمال هؤلاء هم سارقو الثروة الوطنيّة، وجميعهم من قمة النظام التي انقسمت إلى فلقتين، وأن تكون رجل أعمال فإنّك لا تبيض بنفسك ، ولا بد لك من شريك كفيل وشريك ظاهر. هؤلاء السّوريون هم من يتلاعب بمصيرنا الفعلي سبيل المثال هؤلاء الشباب اليافعين في درعا، والذين أصبح مستقبلهم يساوي رصاصة .هناك من يدفع رواتبهم، وقبل عدة سنوات كان هناك شخص من الجيش الحر يراسلني في عام 2014، وقال لي أن راتبي 7 آلاف ليرة. بعد أسبوع من صداقتنا على الفيس قتل، ورحل مع أحلامه. أحد هؤلاء المبيضين والسماسرة عرض قبل أحداث حوران آليات وشباب تبث روح الحماس عند جميع السّوريين فذهب بهم الوهم أن النّصر قريب، واعتبر هذا الشخص نفسه المدافع الأول عن حوران، واليوم يشتم تركيا وقطر، وقد علق عليه أحدهم بلطف أنت في بلد خليجي، والتبييض فيه من قبل شركات إيرانية وتركية، فأجابه أن كلامه بعيد عن الصّحة وأنّه شخص منحطّ، وفي منشوراته قال أن الإمارات هي الدولة الوحيدة التي تقدم مساعدات، نحن لم نسمع بذلك من أيّة محطة إعلامية. إضافة إلى ذلك يعطي يوماً لسقوط الملالي . أي ان لديه كارما وطاقة إيجابية. هو واحد من مئات. بعضهم يسّوق لهيئة التفاوض، وبعضهم لغيرها.
أنت شخص منحط!
أنت حقير!
أنت مجوسي!
طوبز!
ابن العاهرة!
كس أختك!
وأشياء تصل إلى التهديد بالقتل.
جميع المليشيات في سوريّة سواء كانت مع المعارضة أو مع النظام مموّلة من تبييض أموال المخدرات والسلاح، والسّوريون هم سماسرة في حوران، وعفرين، وحلب، وغيرها من المدن السّورية.

لا بد لي من ان أشير إلى ما يدعى بالجيش العربي السّوري، والذي يسوق أبناءنا مرغمين إلى القتال، ومثله في مناطق سيطرة فئات أخرى كالإدارة الذّاتية. هؤلاء الشباب لا يرغبون في الموت، وهم ليسوا متطوّعين. هم عساكر أغرار. عليهم التنفيذ مثل من يحمل السّلاح في أماكن تواجد المليشيات الأخرى، ولو استطاع الشّباب من النظام والمعارضة الهرب من الموت لفعلوا، ومن يمنع الأردن اليوم من قبول اللاجئين هم مبيضو الأموال فالأردن دولة غير مستقلة تعيش على المعونات.
بقي أن أشير إلى الإعلاميين السّوريين، والفنانين، والسوبر ثوريين في الخارج الذين يستعرضون عظمتهم وعظمة آبائهم، وتفوقهم علينا. هؤلاء لهم مفاتيح فإن كانوا في العربي الجديد فمفتاحهم-المفكر الثوري العربي الكبير عزمي-وإن كان في صحف أخرى كذلك لها مفاتيح. عليك أن تكتب بشكل يطابق رؤيتهم شريطة أن لا يغضب عليك المفتاح، وهذا ما جعلني أعتزل الكتابة في جميع المواقع، والصحف العربية عدا الحوار المتمدن، مع أنّني أحتاج لمن ينشر لي رواياتي مطبوعة، وقصصي، ومقالاتي، فعندما تعمل، ولا تحقّق دخلاً مادياً تشعر بإحباط. الآن أحاول التعويض عن ذلك في السويد، لكن الأمر يحتاج إلى وقت، أشعر بالحزن عندما يرسل لي صاحب موقع سويدي بأنّ قصتي شعريّة، وأنّه يتمتّع بكتابتي، فأبكي لأنّني لم أحقق ذلك بين أبناء وطني، ولأنّ إجادتي للغة العربية قطعاً أكثر من إجادتي للسويدية، لكن الرّجل يقرأ القصة، ومن خلالها يقرأ الشخص. أما مفكرينا العظام، فيقرؤون من الثقب الذي يدخل فيه المفتاح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الوساطة القطرية في ملف غزة.. هل أصبحت غير مرحب بها؟ | المسائ


.. إسرائيل تستعد لإرسال قوات إلى مدينة رفح لاجتياحها




.. مصر.. شهادات جامعية للبيع عبر منصات التواصل • فرانس 24


.. بعد 200 يوم من الحرب.. إسرائيل تكثف ضرباتها على غزة وتستعد ل




.. المفوض العام للأونروا: أكثر من 160 من مقار الوكالة بقطاع غزة