الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسفة الليرة .‏

فريد العليبي

2018 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية





تقدم أستاذ الفلسفة المتقاعد بالجامعة التونسية أبو يعرب المرزوقي قبل أيام باقتراح مثير عندما كتب : " ‏أعْتقد أنّه من واجب كبار المفتين أن يفتوا بأنّ الزكاه هذه السّنة يحلّ صرْفها في ودائع ‏في بنوك تركيا " وذلك فى الوقت الذى عانت فيه الليرة التركية من انهيار بلغ خمس قيمتها وهو نفس ‏ما كان يعانيه الدينار في بلده تونس ويبدو أنه رأى ثغرة مالية في البنوك التركية ولم ير تلك التى تماثلها ‏بل ربما أكبر منها في البنوك التونسية مما طرح السؤال عن سر التفاته الى ترنح الليرة وإعراضه عن ‏الاهتمام بانزلاق الدينار ؟
‏ السيد المرزوقي منخرط في السياسة من بابها الواسع منذ أعوام خلت فقد كان قريبا من الوزير الأول ‏السابق محمد المزالي الذي كتب عنه مقالا وصفه فيه بالوزير الفيلسوف كما يذكر عنه مناشدته زين العابدين ‏بن على تولى عهدة رابعة والإقدام على اصلاحات تلافيا للمجهول وذلك قبيل احراق البوعزيزي جسده ‏بأشهر وهو ما نقلته عنه مجلة جون افريك ، كما وصف في جريدة القدس العربي قبل سنوات القذافي ‏وصدام والأسد وعبد الناصر بأبشع النعوت بينما تأسف على رحيل الملوك من فيصل الأول الى السنوسي ‏حتى فاروق.‏
وكان أن توج ذلك الانخراط بالتقدم الى انتخابات المجلس التأسيسي الذي أصبح عضوا فيه كما تقلد خطة ‏حكومية زمن الترويكا قبل أن ينسحب محذرا حركة النهضة التى رشحته على قائماتها من الذوبان في ‏العلمانيين والخضوع الى الغربيين .‏
ولأبي يعرب في السياسة تصريحات مثيرة فقد وصف السياحة بأنها بغاء سري و الساسة العلمانيين ‏الحداثيين بأنهم مدمنى خمور كما دعا الى الجهاد في سوريا الخ ...وهنا بالذات يتنزل مقترحه الأخير فهو ‏مهوس بإثارة الغبار من حوله والصياح في نفس الوقت بأعلى صوته أنه لا يرى شيئا حتى يتساءل ‏الناس عمن يكون وماذا يريد ؟ وهو يقدم نفسه على أنه داعية من دعاة النهضة الاسلامية وعندما ‏يصطدم بفقدانها لحامل سياسي قوي يرفع لواءها ويجسدها واقعيا يخترع لها قائدا عثمانيا ، أما حين يغرق ‏ذلك القائد في أزمة اقتصادية وتتربص به المؤامرات كما يرى المرزوقي فينبغي أن يهب فقهاء المسلمين ‏الى نجدته بما في ذلك اصدار فتاوى " المال" . وربما رأى في تونس ولاية عثمانية عليها ارسال الجباية ‏الى الباب العالي المخترع مجددا مثلما حصل طيلة قرون قبل أن يصاب الرجل المريض بالداء الذى ‏قضى عليه ويحاول الآن ورثته الايديولوجيون احياء عظامه وهى رميم.‏
بقي القول أن السيد المرزوقي يغلف ما يكتبه في السياسة بالفلسفة وهو يقدم نفسه في وسائل التواصل ‏الاجتماعي على أنه بروفيسور الفلسفة الذي يشمل اختصاصه فلسفة العرب كما فلسفة اليونان والألمان ‏ويبدو أنه فيلسوف من طراز خاص فتلك المواقف المثيرة في السياسة لا تقل عنها مواقفه الفلسفية اثارة ‏وهو الذى اعتبر مكفري الفلاسفة مثل ابن تيمية فلاسفة بينما اعتبر فيلسوفا مثل ابن رشد مجرد قشرة موز ‏توجب رميها بعيدا عنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة جديدة من برنامج السودان الآن


.. أطباق شعبية جزائرية ترتبط بقصص الثورة ومقاومة الاستعمار الفر




.. الخارجية الإيرانية: أي هجوم إسرائيلي جديد سيواجه برد إيراني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي حانين وطير حرفا جنوبي لبنان




.. إسرائيل وإيران لم تنتهيا بعد. فماذا تحمل الجولة التالية؟