الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


” خط آب ٦٤ “ وإزدواجية المعايير والمواقف التنظيمية….

حسان عاكف

2018 / 6 / 30
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية



بأمكاني القول، دون تردد، اني لم أصادف خلال الخمسين عاما الماضية من حياتي, شيوعيا عراقيا واحدا او صديقا ومناصرا لحزبنا الشيوعي العراقي، دون ان أجده يتحدث بتباهي واعتزاز عن الدور الذي نهضت به منظمات الحزب وقواعده في رفض السياسة التي اقرها إجتماع اللجنة المركزية للحزب عام ١٩٦٤، والتي عرفت بــ“خط آب ٦٤“. الخط الذي دعا الى حل الحزب والاندماج في تنظيمات ” الاتحاد الاشتراكي العربي“، الذي اسسه عبد السلام عارف اقتفاءً بآثار الرئيس المصري جمال عبد الناصر وخطواته آنذاك.

كثيرون منا سمعوا قصصا عن اشكال الرفض الجماعي والاحتجاج، التي مارستها منظمات الحزب القاعدية ورفاقه في مدن عديدة، رغم ان الحزب كان في ظروف عمل سري قاسية يضمد جراحه العميقة التي سببها انقلاب ٨ شباط الفاشي.

وحتى اليوم يجري التداول بين صفوف الشيوعيين والكتابة عن الحدث بتباهي وإعتزاز، وتروى قصص وحكايات عن منظمات وهيئات حزبية قام بعضها بحجب البيان وعدم توزيعه واخرى بتمزيقه وثالثة بحرقه.

أزاء ذاك الواقع وامام تصاعد الاحتجاجات والاعتراضات من القواعد الحزبية حينها اضطرت اللجنة المركزية الى الرضوخ امام ضغط القواعد والتراجع عن قرارها بحل الحزب.

أعادتني الى ”خط آب“ متابعاتي لما اشاهده من مواقف وردود افعال متشجنة يبديها المتحكمون بمصير الحزب والتوجيهات وقوائم الممنوعات التي تصدر عنهم، وردود افعالهم أزاء الاحتجاجات المتزايدة، التي يبديها شيوعيون واصدقاؤهم بحق تحالف سائرون، واعتراضهم على تفرد السيد مقتدى الصدر في المفاوضات والتحالفات التي تجرى باسم سائرون، ويفاجيء فيها حلفاؤه قبل الاخرين، رغم ان الرجل لا يشغل اي موقع رسمي في سائرون على الاطلاق.

ينبغي ان يكون واضحا هنا أني أسوق الحدثين، خط آب وتحالف سائرون، بعيدا عن اية رغبة لتقييمات ومقارنات سياسية او فكرية بينهما. كما اني لست هنا في معرض تقييم ردة فعل قواعد الحزب على الحدثين على سياسة قررتها قيادته، أو تقييم ردة فعل اللجنة المركزية تجاه القواعد الحزبية عام ١٩٦٤ وردود افعال المكتب السياسي اليوم تجاه الراي الاخر الذي يبديه عدد متزايد من الرفاق والاصدقاء ومريدي الحزب ومؤيديه.

ما ابغيه هنا فقط، هو طبيعة المعيار التنظيمي الذي ينبغي ان نحكم به على سلوكين تنظيميين لقواعد الحزب، فيهما الكثير من التشابه، بعيدا عن ازدواجية المعايير.

فاذا كنا مازلنا نعتبر موقف القواعد الحزبية التي خرقت قواعد النظام الداخلي ورفضت تنفيذ قرار حزبي اتخذ بالاجماع عام ١٩٦٤ صحيحا وبطوليا، فعلينا اليوم ان نعيد النظر في ردود افعالنا ومواقفنا المتشنجة من تحفظ رفاق واصدقاء، والابتعاد عن الاتهامات الجاهزة بحقهم والكف عن التلويح بعقوبات واجراءات حزبية، وتقيق قوائم الممنوعات التي نعممها.

اما اذا كنا نعتبر الاجراءات والاتهامات التي يوجهها المكتب السياسي للرفاق من المعترضين والمتحفظين على ما يجري اليوم، في ظروف عمل علني شبه مطلقة وظل ديمقراطية وتجديد داخل الحزب، نعتبرها صحيحة، اذن لابد لنا ان نعيد النظر بتقييمنا لمواقف القواعد الحزبية من خط آب، ونعيد التثقيف بان موقف تلك القواعد، في ظروف عمل سري مطلق كانت تسود فيها قواعد المركزية الديمقراطية، كان تمردا على سياسة أقرها رفاق اللجنة المركزية بالاجماع أو باغلبية مطلقة، وخرقا صارخا للنظام الداخلي وقواعد العمل التنظيمية، وانه كان ينبغي معاقبة الشيوعيين الذين تمردوا على النظام الداخلي وقيادة الحزب حين اعترضوا وامتنعوا عن توزيع بيانها واحرقوه عام ١٩٦٤.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خط آب خسر معركة فقط ولكنه ربح الحرب كلها!
طلال الربيعي ( 2018 / 6 / 30 - 16:02 )
اتفهم وجهة نظر الكاتب المحترم في اجراءه المقارنة بين خط آب وقتها وما يمكن تسميته خط سائرون او الصدر. ويبدو ان مقارنة الكاتب مبنية على اعتقاده ان قواعد الحزب في زمن عارف قد افشلت خط آب القاضي بحل الحزب ودمجه في التنظيم الحاكم. ولكن هكذا الاستنتاج هو للاسف استنتاج ميكانيكي ويتبع قواعد المنطق الشكلي, وهو ليس استنتاجا منسجما مع الماركسية وبالاخص منطقها الديالكتيكي الذي بدونه لا يمكن الكلام عن اي تحليل ماركسي اوعلمي. صحيح ان خط آب لم ينتصر وقتها, اي انه لم يتم حل الحزب ودمجه مع التنظيم الحاكم, ولكن هذا لا يعني بتاتا فشل خط أب. فقد حققت قواعد و كوادر الحزب فقط انتصارا تنظيميا ولكن انتصارها بقى شكليا فقط ولم يعالج الجذور الفكرية او الطبقية التي سببت ظهور خط أب. وهو ايضا خطأ فادح ان تلقى مسؤولية ظهور ذلك الخط فقط على بعض الافراد القيادين وقتها. ان خط آب هو تعبير عن اتجاه يميني تصفوي في الحركة الشيوعية العالمية, وهذا الاتجاه داخل الحزب خسر معركة وقتها ولكنه لم يخسر حربه. كلا انه استفحل لاحقا واتخذ شكالا اكثر خبثا وتمويها واصبح كالسرطان.
يتبع


2 - خط آب خسر معركة فقط ولكنه ربح الحرب كلها!
طلال الربيعي ( 2018 / 6 / 30 - 16:06 )
فقد انتصر خط آب من جديد بدخول الحزب جبهة مع البعث حيث كانت الناس تتندر بالقول -الحزب الشيوعي العراقي لصاحبه حزب البعث-. لقد انتصر خط آب انتصارا عارما بدخول الحزب في مجلس حكم الاحتلال ومواففة الحزب على قرارات بريمر النيوليبرالية المائة التي باعت العراق في سوق نخاسة الرأسمالية (المتوحشة) و بموافقته كذلك على دستور يتبنى اقتصاد السوق (المنفلت). لذلك ان دخول الحزب في كتلة تاريخية نيوليبرالية مع قوى تتلبس لباس الاسلام السياسي هو نتيجة منطقية لانكسارات وانهيارات سابقة. صحيح ان تحالف سائرون او العمل مع مجلس الحكم وفي مجمل العملية السياسية لم تنهي وجود الحزب شكليا, ولكنها الغته من الوجود واقعيا, اي الغته من الوجود كحزب شيوعي بدلالة ,مثلا, و اضافة الى ما سبق ذكره, ان الحزب يدعو لاصلاح العملية السياسية من داخلها! ولكن كيف يمكن اصلاح العملية بدون الغاء دستورها وقوانينها البريمرية المتبنية لسياسات الرأسمالية المتوحشة؟ انه ضحك على الذقون! لقد انتصر خط آب الآن بتصفية (شيوعية) الحزب وتحويله (كتنظيم) الى اداة فعالة للحط من سمعة الشيوعية وخدمة القوى النيوليبرالية.
يتبع


3 - خط آب خسر معركة فقط ولكنه ربح الحرب كلها!
طلال الربيعي ( 2018 / 6 / 30 - 16:08 )
و خط آب يرفع الآن اعلام النصر عاليا ويلوح بها ويهنئ نفسه على انتصار شامل وساحق لم يكن ليخطر حتى ببال زعماءه وقتها.


4 - الكيل بمعيارات و ليس معيارين مزية لزمن غزو امريكا
علاء الصفار ( 2018 / 7 / 1 - 14:42 )
تحية طيبة
المعروف! للحزب الشيوعي,القواعد اللينينية في حياة الحزب!هو ما يعني التنظيم الحديدي لمواجهة السلط الفاشية والعسكرية والقياصرة!نحن اليوم في عصر هجوم امريكا لنهب العراق’فكم نحن بحاجة لنشرالقواعد اللينينية ليس فقط لمواجهة الغزو بل لضبط القيادات الحزبية المنحرفة والخائنة,كان لينين جداً متخوف من الانتهازية.فنحن اليوم بمستنقع القيصرية!هذه المقارنة تعني لي,ان القدسية للنضال وللقواعد اللينينية للحزب.والسلطة الاساسية تعود للمؤتمرات الحزبية,هذا يعني العمل لاجتثاث موروث القيصر و الملكية والصنمية الحزبية بتقديس وعبادة الشخصية. لهذا في القواعد اللينينية تكمن عظمة الاحزاب الشيوعية الفكرية والسياسي والاخلاقية للعمل الجماعي والنقد الحزبي,اي ان القادة ليسوا مجلين وخاضعين للنقد. وللعلم هناك قادة خونة ومدسوسين على مدى التاريخ, تضبطهم اللينينية, فالانحرافات اليمينية تسعى لخلع اللينينية من الحزب فعندها يتم ضياع الحزب’اي اليمين بغبائه يفتح الطريق امام الاعداء للقضاء على الشيوعية وليس الحزب فقط. وبنظرة فاحصة نرى كيف اليمين الانتهازي دمر الحزب عبر تمجيد ستالين عبر تحطيم القواعد اللينينية.خطرجدي!!!ن


5 - قبل خط اب و كان عام 59 ملايين الجماهير سبقت الحزب
علاء الصفار ( 2018 / 7 / 2 - 01:39 )
ان سلام عادل ارتأى ان القومجية والبعثية يحاولون ضرب السلطة الوطنية, فقارن وضع السلطة بانها تشابه حال الحكومة المؤقتة التي ضربها لينين, خوفا من عودة القيصر, لكن الذي حصل ان اليمين خاف وجبن من التفكير بالهجوم على اعداء السلطة من خلال العمل لاستلام السلطة من عبد الكريم قاسم الذي عجز من المحافظة على السلطة, فكان الخطر دائما من القومجية والاسلامويين, بهذا تخلص اليمين من سلام عادل بابعاده عن العراق,هنا نرى, كان الرفاق الثوريين والجماهير قد سبقوا القادة في امر استلام السلطة! فماذا حصل ؟؟ أن تم تعذيب سلام عادل على يد القومجية والبعث وباشراف علي السعدي وصالح عماش,ليموت تحت التعذيب,سلام عادل في عام 63, فماذ الذي حصل؟؟؟ هو قيام العا ر اليميني بمحاولة حل الحزب,
وكما يقال _غاب القققط إلعاب يا فا رر_ لكن تفاجأ قادة اليمين أن خرجت القواعد الحزبية منتفضة على نهج التصفوية _بالنعا ل كماقيل_بعدها ظهر خط آب في محاولة للعودة للنهج الثوري ولكن اليمين جاء بعزيز, في بداية ال 70 لتصفية الثوريين وكان ان صدام قد اشرف على اغتيال محمد اخضري وليعلن اليمين ان الجبهة عمدت بالدم, طبعا بدم م.الخضري وليس ع. محمد !ن


6 - آسف للخطأء في التعليق رقم 5
علاء الصفار ( 2018 / 7 / 2 - 10:27 )
في السطرين الاخيرين لم انقل النص من ذاكرتي بشكله الصحيح, بعد ظهور خط آب جاءت خطوة حسن السريع, للرد على نهج اليمين الانتهازي التصفوي, وهي تعد شطحة ثورية,غير مدروسة و محبوكة كما علمنا ماركس ولينين في دروس الثورة لكن ما أود التذكير ومع سياق المقال باختلاف المواقف والآراء والتصرفات والانحرافات في الحزب, نرى أن الخلل يعود بالاساس إلى الانحراف عن المبادئ اللينينية في الحياة الحزبية,تتجلى بقمع القيادة اليميني المر, لذا الجبهة كانت اساساً حدث خلف الكواليس كما كان خط آ,لكن في الجبهة تم الخداع والدهاء المسموم خوفا من ردة فعل القاعدة الثورية, فتم جلب القاعدة للطاعة كما يجلب الثو ر للمصلخ وتم القضاء على التفكير والنفس والنهج الثوري.فالحزب من يوم تحقيق الجبهة ضاع ,وضاع الكفاح الثوري المطلبي, الذي سار عليه الرفيق يوسف يلمان *فهد* لذا ان التحلفات صارت مطمطة بلا اسس ايديولوجية بل مجرد اصطفافات آنية*بين حانة ومانة ضاعة لحانة* ويكون رفاق في القاعدة هم الضحايا و يعيش القادة معمرين في الخيسة لعمر يتعدى ال 90 عام مجلل بالعا ر كما يطل علينا باقر وبهاء بالقيح الفكري والتمجيد للقومية وحتى الصهيو نية هه!ن


7 - لكن لي راي آخر في الاحزاب خاصة في شخصية
علاء الصفار ( 2018 / 7 / 2 - 13:12 )
مقتدى الصدر أو ظاهرة خط التحدي لامريكا من نوازع تاريخية ثورية! أي أن ليس جميع الشيوعيين ثوريين ولا جميع البعثيين سفلة ولا جميع الاسلام الشيعي بلا تاريخ ثوري, لذا ان معيار التحالفات هو يقوم بالمنظور الاساسي أو الستراتيجي, مع تكتيك عالي المراس والحذق السياسي المبدئي الثوري. للعلم ان الثورة في أيران كانت اخر نموذج للقرن العشرين, اطاحت بالشاه والقاعدة الامبريالية والصهيونية في ايران,عجز اليسار العلماني وتودة الايراني من تحقيقه رغم أن عمر تودة يتجاوز عمر الكثير من الاحزاب في ايران. لقد خطى مقتدر الصدر على نهج الثورة الايرانية المعادي لامريكا و كونها الشيطان الاكبر, اي أن للشيعة في العراق تاريخ و جذور ثورية, فلا غروة ظهرت مقولات _ شين تكعيب_ اي شيعي شروكي شيوعي_ كذلك التفت الشاعر مظفر النواب لامر ثورة الحسين وشخصية الامام علي في نهج الثورة ضد الفساد,لتردي النضال الثوري,أي استثمار التاريخ الثوري الاسلامي والتذكير بثورة الزنج القرامطة, ما اريد قوله ينبغي دراسة واقع انهيار القيم في العراق! فالرجل م.الصدر يقوم بدور اساسي لرفع روح الوطنية بمعاداة امريكا, أفضل من أمثال صهيو_ مسعود علماني جرخنجي!ن

اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي