الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصفات الجوهرية للفكر الرسالي ح1

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2018 / 6 / 30
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


صفات الفكر الرسالي
في مجال الصفات العامة هناك متسع من الأمكانية لتعديد العشرات من الصفات فيما يخص الفكر الرسالي وحسب تحديد أساس معين وهذا ما يثقل على البحث لاسيما وأن موضوع البحث الأصلي لا يتوجه أساسا نحو هذا المحور ولكنه مقدمة مناسبة للبناء وفق ما نستخلصه من روحية البحث.
فمن الصفات الجوهرية التي تميز الفكر الرسالي مثلا الوحدة والشمولية والتكامل والترابط بين المقدمات والمبادئ,كما أم موضوعية الفكر الرسالي تعطيه روح إنسانية تستهدف نفعية الإنسان من خلال ربطها بالمصلحة الشمولية للوجود الكوني ,أما لو نظرنا أليه من زاوية الشكل الخارجي فالصفة الواضحة فيه التناسق بين ما هو عام شامل وما هو في الخصوصية الذاتية مؤطر وهذا يعني أن الفكر الرسالي وإن كان فكرأ أجتماعيا بالكلية إلا أنه يتدخل أحيانا في توضيح بعض الخصوصيات الصغيرة للدور الذي تلعبه في الحفاظ والتوضيح في المجالين البنائي والتخصصي وخاصة في موارد المطلق والمقيد من الأحكام لفسح المجال أمام المرونة العملية في التعاطي بالتكليف.
إن إنعدام صفة القصور والحاجة للتعديل اللاحق والتدخل في حسم الكثير من القضايا الفكرية التي يزعم من يزعمها بلا دليل مرده إلى أتساع القاعدة الأستيعابية والمرنة في مناحي الفكر الرسالي ومن ثم تكوين منظومة فكرية تأخذ بالحسبات التبدل والثبات بالأحوال المحيطة وتغيرات أسس التبدلات الكونية وفرعيتها التبدلات الأجتماعية الضرورية والمتوقعة في الوجود أعطى الفكر الرسالي صفة الحيوية.
عليه فلا بد ولنا ومع هذا التشعب بالصفات وكثرتها أن نأخذ بما يسمى بالمنحنيات الفكرية التي تؤطر الفكر السياسي وليس البحث في مفردات الصفات,هذه الطريقة البحثية تستوعب أولا دراسة جميع الصفات بوجه عام وكذلك تبين مستوى هذه الصفات على المستويين الكلي والتفصيلي دون الدخول بين ثانيا وتفصيلات ما هو عام من الصفات وما هو خاص له.
المنحنيات المزمع بحثها تمثل القواسم المشتركة بين مجموعة من الصفات تشترك بنحو ما من التوافق الوصفي الذي ينطبع ليس بشكله الظاهري فحسب في ذهنية المتلقي ولكن كونها قياسات فعلية بحثية علمية تستعمل عادة في عمليات التقييم والسيطرة والقياس الفكري المعرفي ,فهي ليست وليدة فهم محدد لحالة بعينها بقدر ما هي أسس منطقية قادرة على العمل بذاتيتها على الكشف والتقدير مع تبدل الحالات المقاسة وأرتباط ذلك بالمتغيرات الحولية لكل ظاهرة فكرية أو عقلية وبالتالي فالنتائج التي تتمخض عنها تستند في حقيقتها للقوانين العلمية اللازمة في ضرورة التوصل إلى اليقينيات بعيدا عن الأحتمال والظن والترجيح.
أن أول هذه القياسات وفق المنحنيات المرسومة لها هو مقياس العقلانية السوية, فالفكر الرسالي فكر عقلاني من جهة كونه ذا أتصال بالعقل ويستهدفه بالمخاطبة والتكليف والتوضيح ويستعمل العقل طريقا لضبط إيقاعات العمل السلوكي الإنساني الذي فيه وعليه يقوم مبدأ تقويم النتائج والمحصلات,وهذا يعني أن المخاطبة الفكرية الرسالية لا تخاطب الإنسان ككائن متعدد الجزئيات التكوينية ولكن تخاطبه ككائن عاقل يستطيع من خلال ما يظهر له ويوضح من أساسيات الفكر الرسالي أن يتصرف سلوكيا لتحويل المفردات الفكرية النظرية إلى عمل منظم ومنسق أجتماعي قادر على البناء والعطاء.
فلو أخذنا النص التالي والذي يحكي قصة الإيمان والعقل وسر الترابط البيني بينهما ندرك عقلانية الفكر الرسالي بالمنحى القياسي فهو يبلغ القمة الحرجه فيه دون أن يرهق ذلك مقدرات العقل وقواه الطاقوية{أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلَا يَعْقِلُونَ }الزمر43,فالشفاعة كجزئية من النسق الفكري الإيماني يملكها الله بالمطلق تحديدا وتصرفا وملكا تستوجب محددين لازمين لها أولها أن من يدعي الشفاعة أن يكون مالكا لها وثانيا أن يكون متعقلا لها أي يستعملها وفق الضوابط العقلية الحاكمة,فعندما يخاطب النص البشر بهذا الخطاب فهو يتحدى المخاطب بما هو معقول ومدرك ومتناسب مع ميزانه العقلي في هاتيين النقطتين الملك والعقل وهو يعلم أن العقل السوي يرفض هذين النقطتين المحددتين للبشر بما عهد عن العقل من تحسين الحسن وأستقباح القبيح الذي لا يوافق ضوابطه,وبذلك فهو ترك للعقل حرية التقدير والتقرير السلوكي وليس التقرير بدلا عنه.
إن مخاطبة الفكر الرسالي للعقل يتخذ أساليب عدة منها مثلا عرض الوقائع والصور التعجيزية أو التي تكشف زيف القدرة البشرية على الأتيان بما هو في أختصاص الله ويترك للإنسان التقرير كما في المثال السابق{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }البقرة164,هذه الآيات التي سطرها النص في كشف عن ضرورة أن يكون العقل حاكما فيصلا بين ما يدعو إليه الفكر الرسالي وبين ما هو في ضمير الفكر الأجتماعي الوضعي من باب ألفات النظر إلى مواطن يريد الله من البشر أن يلتفتوا إليها بما ملكت عقولهم وبما رسم الله لهم من طريق في الكشف والأستدلال فهو يضع الإنسان في أول الطريق الذي يوصله إلى الكشف عن الذات الواعية التي يقودها العقل وتوصله إلى نفس النتائج التي يتوخاها وجاء بها الفكر الرسالي دون تدخل منه في تحديد التفصيلات الكسبية التحصيلية {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ }الروم8.
إن العقلانية لا تتمثل في هذا الجانب وحده بل الدعوة إلى أن يكون العقل هو القائد للمسيرة البشرية في الحياة الدنيا وتحويل الطاقة العقلية إلى طاقة منتجة مستظهرة لما في الوجود من أسرار وخبايا قد تكون في لحظة من اللحظات غيبا مستعصيا على فهم الإنسان,فحث العقل وتحفيزه أسلوب أستخدم في أسلوبية الفكر الرسالي وأعتمد علية لأستيفاء الجزء المتصل بالإنسان من موقع المسئولية لا من موقع التبعية له{وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }النحل76.
لقد أستخدم الفكر الرسالي المفردات الفكرية بموجب القواعد التحصيلية لمخاطبة العقل وتحريضه للعمل والكسب وبذلك فأنه لم يستخدم أجناس فكرية غير مألوفة أو مطروقة للبشر في المخاطبة والتنبيه وبذلك يدعي الإنسان أنه لم يكن قادرا على الفهم والتواصل مع الرسالة وفكرها فهو مكلف بالقدر التكويني المصنع به ولا أرهاق ولا تجاوز للقدرة الذاتية {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }الحج46,فالقلب كونه الباعث لقوى النفس الحسية هو الذي يلتمس الأثار الحسية للفكر الرسالي ويستشعرها ويقوم بدور الناقل لها إلى العقل من خلال تحويلها إلى شعور يدرك في قوى النفس الناطقة القدسية التي بينها وبين العقل تداخل عملي وتواصل بشكل فعل أدراكي ينتقل بالمجهول نحو المعلوم وفق بنائيات القوى النفسية الناطقة التي هي ذكر وفكر وعلم وحلم ونباهة وبذلك يكون العقل قادرا علة التمييز والتقرير مستندا إلى نفس محددات القوى الناطقة فيقبل بما يقبل ويستنكر ما نكرته النفس الناطقة بحسب درجات القطع التي توصل إليها وفق المقدمات المتحصلة سابقا {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ }النمل14.
والاحاديث في فضل التدبر في القرآن كثيرة. ففي الجزء التاسع عشر من بحار الانوار طائفة كبيرة من هذه الاحاديث، على أن ذلك لا يحتاج إلى تتبع أخبار وآثار، فإن القرآن هو الكتاب الذي أنزله الله نظاما يقتدي الناس به في دنياهم، ويستضيؤن بنوره في سلوكهم إلى اخراهم. وهذه النتائج لا تحصل إلا بالتدبر فيه والتفكر في معانيه. وهذا أمر يحكم به العقل. وكل ما ورد من الاحاديث أو من الآيات في فضل التدبر فهي ترشد اليه. ففي الكافي بإسناده عن الزهري. قال: سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول: " آيات القرآن خزائن فكلما فتحت خزينة ينبغي لك أن تنظر ما فيها ",والنظر لا يكون إلا من خلال البصر بواسط العين التي هي من الحواس التي تستخدمه النفس الحسية للأستشعار المؤدي إلى الأدراك والفهم الواصل للفعل العقلي والمقدم له,فالفكر الرسالي لا يدخل العقل بالمباشر كالزق المخصوص أو الألهام المنصوص لذوي الأيحاء والألهام ولكن تدبرا وتفكرا وتعقلا.
أما القيمة القياسية الثانية بموجب المنحنى هي العمومية التي تتصل بأنشغال الفكر الرسالي بجميع العموميات التي تحيط بالفرد الإنساني وليست بمعنى التعميم الفوقي الذي لا يتصل بأصغر الجزئيات,فالنص التالي مثلا يشير إلى حالة الأحاطة العامة بكل ما يتصل بشؤون الإنسان صغيرها وكبيرها وهذا لا يعني تناقض بين القدرية في الكل والتفويض بالجزء بل يشير حقيقة عدم ترك أي صغيرة في حياة الناس دون تفصيل حكمي وتنظير لها وفق المنطلقات الكلية للفكر الرسالي {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً }الكهف49,هذا في مستوى التحصيل وقبله في مستوى التدبير والتكوين.
فالعمومية المقصودة في منحيات القياس هو شمولية الفكر الرسالي في تناول الحاجات وعدم ترك بعض الجوانب العملية والسلوكية دون تحديد منضبط يبين أثر هذه الجزئية أو تلك خصوصا إذا كانت هذه الجهة لها دور ما في بناء وصناعة السلوك التحصيلي التكسبي فكثيرا من الصغريات إن تركت لا بد ولها أن تؤسس إلى ما لا يحمد في العاقبة وبالتالي فلابد من توضيحا والكشف عن أحكامها بالقدر الذي تؤثر فيه على مجريات الحياة الدنيوية وخاصة في تراكمها وتكرارها لذلك نجد التركيز على السلوكيات في الفكر الرسالي أكثر منها على المثل والمبادئ التعبدية بصورتها العلائقية لا بصورتها السلوكية,ففي وصف الإمام علي عليه السلام للقرآن في أحد خطبه يكشف عن العمومية التي أرادها الله لكتبه ومنها القرآن الكريم فيفصل فيها الإمام معرفته له بقوله((" ثم أنزل عليه الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه،وسراجا لا يخبو توقده،وبحرا لا يدرك قعره،ومنهاجا لا يضل نهجه، وشعاعا لا يظلم ضوءه،وفرقانا لا يخمد برهانه، وتبيانا لا تهدم أركانه، وشفاء لا تخشى أسقامه، وعزا لا تهزم أنصاره،وحقا لا تخذل أعوانه،فهو معدن الايمان وبحبوحته،وينابيع العلم وبحوره،ورياض العدل وغدرانه وأثافي الاسلام وبنيانه،وأودية الحق وغيطانه،وبحر لا ينزفه المنتزفون،وعيون لا ينضبها الماتحون،ومناهل لا يغيضها الواردون،ومنازل لا يضل نهجها المسافرون،وأعلام لا يعمى عنها السائرون، وآكام لا يجوز عنها القاصدون،جعله الله ريا لعطش العلماء،وربيعا لقلوب الفقهاء، ومحاج لطرق الصلحاء،ودواء ليس بعده داء،ونورا ليس معه ظلمة،وحبلا وثيقا عروته،ومعقلا منيعا ذروته،وعزا لمن تولاه،وسلما لمن دخله،وهدى لمن ائتم به،وعذرا لمن انتحله،وبرهانا لمن تكلم به،وشاهدا لمن خاصم به،وفلجا لمن حاج به،وحاملا لمن حمله،ومطية لمن أعمله،وآية لمن توسم،وجنة لمن استلام،وعلما لمن وعى، وحديث لمن روى وحكما لمن قضى ")),فهذا الوصف المبارك يغني عن البحث عن دليل العمومية التي نبحث عنها.
فهو يصف بالبحر الذي لا تدرك أسراره بالكلية ولا يحاط بما فيه إلا لمن عمل فيه بهدى وبرهان لمن أدعى به وأأتمه ووعى وحكما لكل ما قضى الله به أن يكون أو كان,فهو لا تنقصه قضيه ولا تشكل عليه مسألة وخاصة لمن أستشعر أنواره وتتبع أركانه,فهو المناج الذي لا يضل ولا يضل به,فهو في كل مسألة حاضر وفي كل موضوع ناظر,هذه الصفات التي أوردها الإمام عليه السلام إنما تتوفر في الفكر الرسالي دون أن تكون حاضرة لغيره من الأفكار والنظريات التي ديدنها جميعا حاجتها للتطوير الدائم والبحث المستمر عما يسد نقصها ويعين على عيها في تناول الحاجات والقضايا المستحدثة والمستجده لذلك نرى أن كل النظريات الفكرية وعلى مدى العامل الزمني يلحقها التغيير والتحديث والتطوير وتبقى في النهاية عاجزة عن الأحاطة والأستجابة ,بل والأكثر من ذلك نرى أن هذه النظريات والأفكار قد تختلف في نهايتها عن أولياتها ومنطلقاتها مع مرور الزمن وكأن الذي نتعامل به الآن ليس هو ما سطر في أول الأمر وأنطلق منها وهذا ما لم يحدث مع الفكر الرسالي الذي حافظ على الثوابت الفكرية ومنطلقاتها برغم من مرور الزمن تاريخيا عليها ونجدها في كل مسألة حاضرة ومستجيبة ومدركة لها لما فيها من عمومية النظر وشمولية الأحاطة.
وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال لعمر بن يزيد لما سأله عن قوله تعالى {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ }الرعد21,هذه نزلت في رحم آل محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وقد تكون في قرابتك، فلا تكونن ممن يقول للشئ: إنه في شئ واحد ". وفي تفسير الفرات: " ولو أن الآية إذا نزلت في قوم ثم مات اولئك ماتت الآية لما بقي من القرآن شئ، ولكن القرآن يجري أوله على آخره مادامت السماوات والارض، ولكل قوم آية يتلوها هم منها من خير أو شر ". إلى غير هذه من الروايات الواردة في المقام (مرآة الانوار ص 3، 4.).
ومنهاجا لا يضل نهجه " يريدبه أن القرآن طريق لا يضل سالكه، فقد أنزله الله تعالى هداية لخلقه، فهو حافظ لمن اتبعه عن الضلال. " وتبيانا لا تهدم أركانه " المحتمل في المراد من هذه الجملة أحد وجهين: (الاول) أن أركان القرآن في معارفه وتعاليمه، وجميع ما فيه من الحقائق محكمة لا تقبل التضعضع والانهدام. (الثاني) أن القرآن بألفاظه لا يتسرب اليه الخلل والنقصان، فيكون فيها إيماء إلى حفظ القرآن عن التحريف. " ورياض العدل وغدرانه " معنى هذه الجملة: أن العدل بجميع نواحيه من الاستقامة في العقيدة والعمل والاخلاق قد اجتمع في الكتاب العزيز، فهو مجمع العدالة وملتقى متفرقاتها.
هنا نستكشف مثلا أن نصوص الرسالة التي هي الناطقة بما في الفكر الرسالي من روحية وقصدية لا تمتنع أن تكون مقاصدها العامة وإن جاءت بخصوصية معينة في وضع خاص في أسباب النزول أن تكون دائمة الحكم في تشابة المعالجة بوحدة القصد منه دون أن تختل فيه العمومية التي نقصد,فمثلا قوله تعالى والقول متجه بالقصد إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وأله وسلم بأمر لم ينتهي بمجرد تطبيقه ولكنه يبقى منهاجا دائم الحضور مع حضور نفس الأسباب الموجبه فلو نظرنا إلى النص التالي مثلا {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً }الفرقان52,فالكلام مخصص بالقصد إلى حامل الرسالة ومأمورا بها على وجه اللزوم وهذا ما كان وما يحصل فهل ينتفي القصد المستلزم لها مع التطبيق الأول؟ ,الجواب كلا بدليل أن الأمر نافذ إلى اليوم مع توفر المستجدات التي حتمت نزول النص.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بالله عليك يا دكتور علي
ايدن حسين ( 2018 / 7 / 1 - 08:35 )
ما الشمولية في هذه الاية
لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ-;- حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَىٰ-;- أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلوا مِن بُيُوتِكُمْ
انا اتمنى من احد المسلمين ان يكتب مقالة بما جاء الاسلام بها من الاخلاق و القوانين التي لم تكن قبل الاسلام
هناك ستة الاف اية .. اكرر .. 6000 اية .. يا ترى ما الموجود في كل هذه الايات من جديد .. هل هناك على الاقل 3000 امر جديد جاء به الاسلام لم تكن قبل الاسلام
هل هناك الف امر جديد جاء به الاسلام
اشك في ذلك .. القران اغلبه ترهيب و ترغيب .. جنة و نار .. و لا شيء اخر
ان كان لك راي اخر .. فارجو ان تكتب لنا مقالات توضح لنا فيه .. ما الذي جاء به الاسلام و لم تكن موجودة قبل الاسلام
طبعا ليس شيئا او شيئين .. بل بما يليق ب 6000 اية
و احترامي
..

اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران