الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


Coming out .. 8 .. Shattered dreams .. 2 / 2 .. جزء ثاني ..

هيام محمود

2018 / 7 / 2
سيرة ذاتية


لا تَبحثْ عن السلاسة واِرتباط 1 بـ 2 بِـ 3 ؛ ستجدُ ذلك عند أهل الأدب والقصة "المُتخصصين" .... الحلّ الأَمثل أن تَرى ما سَتَقرأ كفيلم قصير من تلك الأفلام "المجنونة" التي عندمَا تَنتهي تَتَفَاجَأ بنهايتها لأنك كنتَ تَظنّ أنّ الفيلم لمْ يَبدأ بعدُ وأنّه كان هناك أمورًا كثيرة على المخرج قَوْلها على ألسن شخصياته في حين أنه قَالَ كلّ شيء واِنتهى , وما عليك إلا إعادة المشاهدة مرات أو الاستعانة بِـ "متخصص" .

وإذا أردتَ "نَصيحتي" لتستطيعَ الولوجَ إلى كتاباتي تَذكّرْ أنّها تَعكسُ شخصيةَ مَنْ تَكْتُب وأنّها تَنطلقُ من تَجربةٍ شخصيّة هدفُهَا الأوّل ( الفرد ) .... وربَّمَا تَكونُ مُحاولةً يائِسةً للتّخلصِ مِنْ بداوةٍ مُدَمِّرة , من إيمان يَتجاوزُ كلّ الأديان والآلهة : الوطن ! .... ربَّمَا .... "صدِّقني !" وأنتِ أيضا "صدِّقيني !" ....

.... .... .... ....

* أنا , ( تامارا ) و ( علاء ) .. 2 ...

تَجسيدُ وطني فِي ( أميرة ) حقيقةٌ أُوَاجِهُهَا كلّ لحظَة مُنذُ رَحيلهَا دُونَ رِجعَة .... أَلَمٌ لا يُطَاقْ ....

يتداخل مفهوم الوطن مع ثلاثتهم منذ زمنْ وقد حرصتُ على إبقاء ذلك التشابك كي لا أنسى شيئا ولو للحظة ..

"السخط يجبُ أن يَبقى بُركانًا ثائرًا إلى الأبد , نحن لا نَغفرْ ولا يَجبُ لنا أن نَفعلْ .. أبدًا !" هكذا قالتْ ( تامارا ) في البدء عندما بَدأَتْ "عملها" معي يوم كنتُ "مسلِمة إسميّة" , معها اِكتشفتُ معنى الوطن ومعها أَحسستُ ألَمَ اليُتْمْ , كانت عنيفةً جدًّا ولم أكنْ أتخيَّلُ أني سأرى مِنْ وجهها "الملائكي" تَخرجُ كل تلك الوحوش التي لا تَعرفُ الرحمة ....

لنْ أَغفرَ للأرض ومَنْ عليها دُموعها وهيَ تَتكلّم عن وطننا وعَنِ البدو الذين دمَّروه !

دموعها عالِمة وليست جاهِلة , لذلك دمعة منها بدموع ملايين النساء في وطني ؛ تَبكي النساء في وطني ثم تَذهب لتُصَلي وتُسَلِّم على البدو وإله البدو ودين البدو , تَبكي النساء ثم تَطلب الغوث من إخوانِهنّ البدو , تبكي النساء دون أن تَعلم مَنْ أبكاهنّ ! فابكينَ يا نساء وطني ليتكنّ تَنَمْنَ وتستيقظنَ بلا عيون ولا دموع .. كل دمعة مِنْ أعينكنّ العمياء سَتُنْبِتُ بدويًّا جديدًا سيُدْمِعُ أجيالا قادِمة لنْ تَرونَهَا ولنْ يَسمعَ التاريخ بمرورها فهي قادِمةٌ مَيتةً لتَزيدَ وطني موتًا وفناءً ..

كيفَ أَغفرُ لمَنْ أَدْمَعَ عَيْنَ حبيبتي ؟!!

حُورُ محمد تَبْصُقُ في المحيطات فتُصبحُ مياهها عسلا .. سبحان البدو ورسولهم وإلههم وسُبحان كلّ مَنْ تَبِعَهُمْ !

دَمعةٌ مِنْ عَيْنِ حبيبتي تُحوِّلُ كل المحيطات والبحار إلى حمم تَحرقُ الأرض ومَنْ عليهَا .. سبحانها وسُبحانَ حُبّي لها وسبحان غُفراني الذي صَلَبْتُهُ مع جِيفةِ كلبٍ أسودْ ثمّ دَفَنْتُهُ مع قملات وَجَدْتُهَا مُختبئةً في بعضِ خُصْلاتٍ مِنْ شَعري وضَبٍّ قَبَضْتُ عليه يَتَسَكَّعُ فِي حَدِيقَتِـ ـنَا !

( علاء ) كانَ "عملُه" المرأةَ .. كيفَ يُمكن اِعتبارُ المرأة بشرًا سويًّا يَستحقّ الحياةَ الكريمةَ وهيَ تَتبعُ أديانَ البدو وثقافاتهم ؟! الجواب : لا يُمكنُ .. ربمَا مع أديان أخرى يُمكنُ التنازل لهَا لكنْ مع أديان البدو مُستحيل .. أديان البدو أَعْطَتْ ميزات لا تُحْصَى للذكور , ولو تَتَبَّعْنَا كل دفاعيات الرجال والنساء عند مُحاكمتهم محاكمةً عادلةً فالمؤكد أنّ آخر دفاعٍ للرجال سيكون أنّ عندهم ميزات كثيرة لكنْ .. ماذا ستقولُ النساء وَقْتَهَا ؟!

أَذكرُ جيدًا أنه كان يقول ويُعيد أنه لا يمكن أن يُغْفَرَ لكلّ مَنْ أَضَرَّ بامرأة اِكتشفَتْ الحقيقة , كانتْ نظراته مُخيفةً كلمَا قالَ ذلك وفي كثير من الأحيان رأيتُ فيها وكأنه يُريدُ حَرْقَ كلّ بَشرٍ فَعَلَ ذلك ..

لَمْ أَفهمْ مَنْ كانَ يَقصدُ وَقْتَها , مثلما فَاتَنِي مَنْ كانتْ تَقْصُدُ عندما بَكَتْ .... كل شيء كان يَقولُ أنّي "المركز" الذي كَانَا يَدوران حَوْلَهُ وكثيرًا ما رأيتُ نفسي الـ "أميرة" التي يَسْعَى الجميع لنَيلِ رضاها رغمَ أنّي كنتُ التلميذة التي وَجَبَ إعدادها بسرعة لمستقبلٍ لمْ يَكنْ يَعرفه وقتَها أحدٌ غيره وغيرها .

في البدء , كنتُ أقول عنهما أنهما "يحملان نفس الفكر" لكنْ مع مُرور السنوات والوقائع اِكتشفتُ أنهما تقريبًا "نفس الشخص في إصدارين" : الإصدار الأوّل رَجلٌ والثاني اِمرأة ... لازلتُ لا أَفهمُ كيف حدثَ ذلك وكيف يُمكنني أن أَجدَ له تفسيرًا لكني صِرْتُ أَكتفي بكونِ ذلك حقيقةً أراها كل يومٍ وفي بعض الأحيان أضحكُ مِنَ التساؤل وأُشَبِّهُه بـ "البحثِ عن السنافر" كما يَفعلُ "الفلاسفة !" و "المُفكِّرون !" الذينَ سيَحْلِقُونَ ذقنَ وطني ويُزوِّجُونه أَجملَ عَروسْ بَعدَ أن يُعيِّنُونه عميدًا لجامعة علميّة - كما يَظُنُّونْ - وهو لا يَزالُ في رَحم العروبة لمْ يُقطَعْ حَبله السري بَعْدُ !

قُلْ .... هل أنتَ يتيم ؟ وأنتِ , قُولي ؟ هل تَعرفان مَعنى اليُتْم ؟! هل تَعيشان كل لحظةٍ شُعورَ اليُتْم ؟! الأوروبيون والأمريكان واليابانيون والصينيون و .. و .. عندهم أوطانْ أما أنَا فَـ .. "لا !" .... هل كلّ أولئك البشر أَحسنْ ؟! يَستحقونَ أَكثرْ ؟! .... لا أَرَى ذلك ؛ وَلَوْ جُمِعَتْ كلّ البشرية مُذْ وُجِدَتْ وأُوقِفْنَا مَعًا سنَقِفُ جَميعنَا على نَفس الخَطّ ولنْ يَتَجَاوزَ بَشَرٌ كائنًا مَنْ يَكونْ بِـ .... أنگستروم !!

أَهْلِي بَدْوْ , أَهْلُهُمْ أوادم .... ( نُقْطَة ) .

( أميرة ) تَرَكَتْنِي , تَرَكَتْنَا .... لِـ "تَتزوّجَ" مِنْ بدوي مِن مَهلكةِ البَدْوْ ! المثلية "تَتَزَوَّج" مِنْ رَجل أولا وثانيا بَدوي مِنْ صحراءِ البَدْوْ ! فِعْلٌ يُعَارِضُ طبيعَتَها ويَصطدمُ بهويتها لكنَّ الـ .... ــمُجرِمة فَعَلَتْهُ ! اِنتحَرَتْ لتَهرَبَ مِنْ فَشلها , كانتْ أنانيةً .... مِثْلِي بَلْ .... أَكثرْ !!

نَستطيعُ الحياةَ مع الخيانة , مع الموتِ لكنْ أن نَقبلَ ونَرْضَى ونَغْفرَ فذلكَ هو المُستحيل بعينيه .... الزرقاوين .... تَكَسّرَتْ تلكَ المزهرية ولَنْ تَعودَ لحالتِهَا الأولى عندمَا كانَتْ أصلية مُحتضِنةً لأَجملِ ما اِستطاع الإنسان أن يَصنعَ ويُقدِّمَ كهديّة ....

لا أحد فينَا - ثلاثتنا - يُحِبُّ الوُرودَ لكنَّ ( أميرة ) تَفْعَلُ .... وبالرَّغمِ مِنْ ذلك حَطَّمَتْ المزهرية : هكذَا كُنْتُ أَظُنّْ وأقولْ في بَعضِ الأَحيانْ عندمَا أَغْضبْ ! عادة ما تكون لحظات تَمُرُّ بسرعة لأعودَ فأُلْقِي كل اللوم عليَّ وحدي , أنا مَنْ كَسَرْتُهَا ولا ظالِمة غيري ! أو .. أَتَقاسمُ معها المسؤولية , في لاوعيي ظَلَّتْ المسألة بَيني وبينها ولمْ يَكُنْ لِـ ( علاء ) و ( تامارا ) أيّ دَوْر وقد اِستَمَرَّ ذلك بُرهةً مِنَ الزّمنِ حتّى فَاضَ الكأسُ وأَيْقَظَاني ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟