الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمة اليسار العربي واليمني خصوصا

فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)

2018 / 7 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


في اكثر من بلد يظهر اليسار مجددا افكاره وبرامجه ويفوز بالانتخابات وصولا الى سلطة الحكومة او الرئاسة وكذاك في المحليات أوالبرلمان الا اليسار العربي الذي اصيب بكساح شديد افقده الحركة ثم فقد الوعي ايضا ... واصبحت الاحزاب اليسارية رهن قيادات فاشلة لاتجيد سوى تسويق نفسها وازلامها ...اليسار العربي اصيب بلعنة تاريخية افقدته الحركة والتفكير مع ان كلتا هاتان الصفتان كانتا معا من سماته ومكوناته الاساسية ..اليسار اصبح اسير افكار وحرس تقليدي في رئاسة الاحزاب واصبح يتقر ب للسلطات والرموز التقليدية بل ويصطف احيانا مع القوى والجماعات العبثية والجهوية ..
وفي اليمن مصيبة اليسار تتضاعف مرات عدة للكوارث التي ادخل اليها بفعل قيادات مدجنة فقيرة المعرفة والارادة وفقيرة الخيال السياسي ..اليسار اللبناني ليس اكثر من ظاهرة في الاحتفالات والمؤتمرات والاعلام والمثير للسخرية بعض هذا اليسار يكتب مذكراته وانه كان يقدم خبر اته لاحزاب ودول خارج لبنان ومنها اليمن مع انهم فاشلون وخبراتهم افشلت الحزب التي قدموا له خبراتهم وهؤلاء مع حزبهم لايمتلكون ممثل واحد في البرلمان اللبناني ..ولايختلف عنه اليسار المصري الذي لايزيد حضوره البر لماني بمقعدين او ثلاثة في احسن الاحوال ومثله في اليمن اكثر مقاعد حصلها اليسار الاشتراكي سبعة مقاعد في حين حصل احد المشائخ على نفس العدد من المقاعد له وابنائه ..
.وبالرغم من ان الربيع العربي كان فرصة ذهبية لليسار العربي ليكون حاظرا وفاعلا ولايحتاج الى قوى اليمين التي ارتبط بها لان اهداف وشعارات الر بيع ذات ملمح يساري في عباراتها عن العدالة والتغبير والتجديد والمدنية والديمقراطية والحداثة لكن الطبع غلب التطبع كما يقال فاليسار اصبح مدجنا وكسيحا ويسير في ضؤ وحماية اليمين ( احزاب وجماعات ورموز ) بل ويشر عن حضورها .. فكان قادة اليسار يؤكدون ان الحوار مع الحوثيين في تفاهم بل وتوافق وان الحميع في مؤتمر الحوار متفقون على التغيير ...مع ان اي طالب مبتدئ في العلوم السياسية او مواطن عادي يعرف ان مؤتمر الحوار لم يكن الا فسحة من الوقت لترتيب اوراق الزعيم وحلفائه التقليديون والحوثيون وكذلك الرئيس المنتخب حينذاك . لم يمكن احد في المؤتمر يقر بالتغيير بل كل له حساباته الخاصة ...
واليوم ومع تفاقم الازمة السياسية ومعها ازمات اقتصادية واجتماعية بل وحتي ازمات نفسية لا صوت لليسار العربي واليمني خصوصا ..في حين ظهر اليسار في اليونان وايطاليا واسبانيا بل وفي المكسيك وجميعها تعاني من ازمان اقتصادية وسياسية كبيرة . الا ..ان اليسار في عذه الدول جدد من تفكيره وعلاقاته وتحالفاته وبرامجه فحصد اصوات انتخابية كبيرة اوصلته الى السلطة والى مقاعد البرلمان باغلبية ..وفي بلادنا غاب اليسار ونام مطمئن لان حلفائه من رموز القبيلة والعسكر والاحزاب اليمينية لن تنسى حصته فيما بعد ..
ولان قياداته اصبحت مدجنة ومتكلسة ا لا القليل منها ..مع ان الواقع يتطلب تفعيل دور اليسار والتحامه بالشغب وازماته والتعبير عنها وتقدم الصفوف الاحتجاجية وان يكون اعضاء المكتب السياسي وقيادان المتظمات الحزبية في صفوف الجماهير وفي صفوف المتظاهرين وفي صفوف من ي فع صوته بالتغيير بل ويحمل رايته في قيادة تلك الاحتجاجات حتى يكتسب احترامهم واصواتهم ..لكن هذا مسلك غائب وبعيد المنال .لانه اراد ان يغيب عن اهم مسارات التحول والتغيير في مرحلة مفصلية من تاريخ مجتمعه وبلاده بل وتاريخ العالم كله ...وكنت قد ناشدت قيادة اليسار بالتجديد فكرا وخطابا وتجديد تحالفاتها في محاظرة داخل مقر حزبهم في العاصمة وفي مقرحزب التجمع وعبر اكثر من مقال منشور في موقعهم الالكتروني ومواقع اخرى يمنية وعربية . ولا احد يسمع لان تلك القيادات لها وجهة نظر مختلفة نراها اليوم كمحصلة نهائية لذلك الجمود والتكلس والتدجين ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل