الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ج1 من فصل من روايتي البكر (الرجل الذي أكله النمل) 2014

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2018 / 7 / 6
الادب والفن


المحور الأول في مناقشات اللجنة المشكلة من فريق العمل كله وبعض المختصين من أصدقاء الفريق تتمحور حول أنتخاب ألية البدء، ثم الانكباب على دراسة وترجمة ما يخص المنطقة من أرشيف المكتبات المتخصصة ومن مصادر موثوقة علميا، بالذات من الكتاب (المدائن المفقودة) الذي وزع مصورا على الجميع لدراسته على مهل، الحذر يلف تجمعنا وخوفا من اختراقنا من قبل جهات أمنية قد تؤدي بنا لأسوأ الأحتمالات السود.
كل مقاربة ومقارنة بما يمكن تشخيصها من أي بيانات ومعلومات وصور تقريبية معتمدة أو منشورة تقودنا إلى الكشف أو التأكيد أو النفي، مع ما أمكن جمعه وتصنيفه بالرحلتين ومع ما تم تثبيته من قياسات طبوغرافية سجلها وحددها الأخ أبو ماهر الذي لم يكن عضوا في هذه اللجنة كونه موظف وبعيد عن الجو الجامعي، كان هناك بعض الخيوط ترسم الطريق لكنها لا تثبت ولا تنفي شيء محدد عن علاقة المدائن المفقودة بهذه الأرض وما فيها إلا أشاره واحدة ممكن فهمها هكذا.
(هناك حيث ولد إبراهيم على ضفة النهر الكبير الذي ماءه يفيض كل عام ليغسل وجه الأرض مما حل بها من خطيئة الإنسان أبن آدم أنشأ .... أول المدائن المعمورة بمساعدة الإله دمكال نونا زوجة الإله اينكي ليعيش مردوك حكيما للماء وعينه للسماء ...) لم تكن هذه الأسماء بعيدة عن ذاكرة الطين العراقي ولا عن فرات زمانه، إنه بالتأكيد واحدة من معابد السومريين الأجداد أو من مدنهم المفقودة، التي ما زال البعض منها تحفظه التربة لعظمته وعظمة من شيد الجدران وأقام صروح العبادية للآلهة المقدسة آلهة الماء والطين والحكمة.
النص بلا شك يمثل أشاره واضحة وبينة على أن المستر أس أج أي لم يكن عابثا ولا مخطئا عندما حدد المكان ووصل إليه دون أن يبحث في أماكن أخرى أو قضى فترات أطول في البحث, حسب ما مدون هنا من كلام قديم أن الرجل جاء وهو يعرف تماما المكان وحدوده وماهيته , كما أن الخرائط المرفقة بالكتاب والتي تبدو أنها حديثة بقياس زمن الكتابة تؤشر بوضوح أن الهدف كان معلوما ,والغريب أن الكتاب الأخر والمكتوب بالعبرية وهو أقدم من ما بأيدينا.
في بعض صفحاته هناك خرائط وتخطيط متشابه وهذا يعني أن الكتاب المطبوع بالإنكليزية على أرجح الظن ترجمة له، تأكدنا تماما من الأمر من خلال المدونة المرفقة مع الكتابين والتي كانت مسطرة بالإنكليزية وفيها بعض الكلمات والأسطر بالعبرية ولكنها كتبت بما يشبه الرموز أو لغة الشفرة التي لا يراد أن يطلع عليها أحد إلا من كان على صلة بموضوع البحث أو هدفه.
الاستنتاج الأولي أن هذه المدينة التي هي محل بحثتا مدينة سومريه مما كتب عنها ومن طراز البناء والتخطيط العمراني ومن قياسات الجدران وكيفية ترتيب المداخل والمخارج, كان هذا رأي الدكتور سامي وهو أستاذ السومريات في جامعة بغداد , والذي كان من أشد المثبطين للرحلة كونه لا يؤمن بوجود مدن سومرية لم تكتشف لحد ألان بخبرته وكان يظن أن المكان مجرد أثر من أثار اللخمين أو من قصور ملوك المناذرة حتى شاهد قطع الحجارة المنحوتة التي جلبناها من الموقع , أيضا لديه اعتراض فني من أن هذه الحجارة المنحوتة ليست من نمط الحجارة السومرية وهي من الصخور الطبيعية عادة وما بين أيدينا صخور مصنعه بإتقان فريد وبتكنولوجيا عالية قد لا تكون متوفرة في ذلك العصر.
يصر الدكتور سامي على فكرته ولحد الآن من أن هناك تناقض ما في البيانات، فلا يمكن الجزم التام بسومرية المدينة بالكامل أو ربط ما في الكتاب من معلومات تأريخية بها وخاصة منها الجانب الديني والطقوسي الذي يؤكد عليه الكتاب، أنها من مدن الأقوام العراقية القديمة أو الوافدة التي عاصرها نبي الله إبراهيم أو عاش فيها بعد خروجه من مملكة قومه، رابطا بين مفهوم التوحيد وعبادة رب واحد المتجسد بعدم وجود آلهة وتماثيل أخرى في المدينة والتي تشير إلى العبادة المتعددة للآلهة المتعددة.
كل مدن السومريين والتي تشهد عليها الآثار التأريخية والنص الذي أشرنا إليه في مقدمة الكتاب كانت على نسقية واحدة بناء وطراز الفن المعماري عقيدة طريقة التعامل مع الماء مع العلم، المكان الزمان نوع المنحوتات فكرة التدين ذاتها متطورة ولها أمتداد مع عالم مواز أخر، الأنانوكي أو المخلوقات القادمة من كبد الفراغ الذي حولنا كلها لا تشير إلى توافق مع كونية هذا القصر أو المدينة المفقودة كما نزعم.
ملخص الفكرة كما يطرحها البرفسور سامي لا بد أن تكون هذه المدينة أقدم من وجود السومريين أو على الأقل لأقوام لا تدين بديانات السومريين ومن عاصرهم، يبدو التحليل المنطقي حقيقي، من الملاحظات العيانية المستسقاة عند تجوالي داخل أروقة المدينة، نعم لم أعثر على ألهه مقدسة أو أصنام ولا على منحوتات جداريه ولا على تماثيل لوحية ولا هيكلية مستقلة، أنه شيء محير فعلا.
صرت ميالا أكثر لرأي الدكتور سامي ومتحفزا للعودة مرة ثانية للمكان مستصحبا معي الزميل الدكتور سامي، مجريات الحوار الجاري الآن قلبت الموازين رأسا على عقب، حضور الدكتور خالد وهو من علماء الحفريات ومتخصص بالعمارة القديمة له رأي أخر متناقض وما صممنا عليه أو اعتبرناه أنه مقنع لدرجة، دافع البرفسور خالد عنه بحماسة .... أن المكان لا يعدو أن يكون من أثار الفترة العربية المتأخرة أي من الزمن العباسي الثاني وأنه كان مجرد استراحة أو أحد القصور التي أتخذها الخلفاء العباسيين للانعزال والصيد وقضاء فترات الشتاء بعيدا عن صخب العاصمة.
والدليل أن تخطيط المدينة يشبه كثيرا تخطيط قصور واستراحات مماثلة كقصر العاشق وقصر الأخيضر وغيرها الفرق الوحيد أن الحجارة المستعملة هناك كانت من الصخور التي تشتهر بها المنطقة او القريبة منه أو من الأجر المشوي وهي مما يمكن اعتبارها حجارة مصنعة لافتا إلى تقارب في فكرة الاستراحة أما لغرض الصيد أو التنزه مقارنة ببقية القصور.
كان الرأي سديدا أيضا وله أسس ومبررات معقولة طالما أن المنطقة أصلا تقع على أطراف الصحراء الجنوبية الغربية وعلى حدود الطريق الذي كان يربط المنطقة مع مكة والمدينة وعموم الجزيرة العربية , وأيضا خلوها من مناجم الصخور فعمد من بنى هذا المكان إلى تصنيع الحجر بموجب تقنية متقدمة خاصة ونحن نتكلم عن زمن العصر العباسي الثاني الذي يماثل اليوم بالقيمة العلمية عصر النهضة الأوربية الحديثة عصر الاكتشافات والاختراعات.
اقترحت على الجميع أنه لا بد للدكتور خالد أن يكون حاضرا في المكان هناك وبشكل مباشر لوجود بعض الخلل فيما طرحه من رأي أحترمه لكن غير جازم به أو بضده، أما ليؤكد هذه النظرية ويساندها بالأدلة والمعطيات الواقعية أو يتراجع عنها نحو تحليل أكثر واقعية، سأطرح عليه فكرة الذهاب مرة ثانية ليحسم الأمر بهذا الاتجاه وتكمل المهمة بحرفية أكاديمية.
أشتد النقاش بين الرجلين وكل منهم له ما يدعم رأيه وكلا منهم يظن أن هناك خلط في بعض المعطيات ولا بد من تصحيحيها وأعادة قراءة كل ما كتبته أنا وما رسمه وخططه زميلي أبو ماهر وبين ما جاء بالكتاب ومذكرات الرجل الإنكليزي وخاصة تلك التي كانت في السجل المرفق أنها معلومات غالبيتها كتبت بالعبرية، الحل أن ينظم إلينا أحد أساتذة اللغة العبرية من الجامعة وأيضا.
لا بد من المرور بقسم التأريخ والآثار في عمادة الكلية وأخبارهم بشكل أولي عما يدور، أصررت أنا أن ننجز تقريرنا الأولي قبل الشروع بمثل هذه الخطوات لأن فيها تهديد حقيقي وقد تضيع الجهود التي بذلت سدى، والأهم ألا يطلع أي شخص على موضوع هذا المكان حتى نكون قادرين على تأمين حماية للمكان أولا، وأن نؤمن للرجل الذي ساعدنا بكل ما يمكن مكانا بديل ومناسب فلا يستحق منا أن نقابل ما فعله بهذا الجحود.
أتفق الجميع على أن يبقى الأمر في حدود اللجنة لحين التأكد والإعلان الرسمي عما تحقق بعد استنفاذ ما يمكن أن يحمي المكان من العبث خاصة مع ازدياد ظاهرة تهريب الآثار للخارج وبروز ظاهرة المافيا المتخصصة بالبحث عن الكنوز والذهب دون مراعاة الاهتمام لسلامة المواقع الأثرية وأنفض الجميع على هذا الرأي وأيضا البحث عن مختبر إنشائي تخصصي لفحص الأحجار المجلوبة عن مكوناتها وتأريخها الافتراضي تقديرا على أن يتولى الدكتور سعد وهو مهندس أيضا المهمة وبأسرع وقت ممكن.
خرجنا من الاجتماع ولدي رغبة شديدة أن يكون هناك وسيلة ما لمخاطبة الموتى .... أولا أردت أن أشكر جدي لأنه حكيم عندما أثار فضولي وجرني من حيث لا يعلم لدراسة التأريخ بل وفلسفة التأريخ، لا أظن أنه من غير فراسة حقيقية أختار الهدف وفعل ذلك عن قدرة ما ورائية أو أنه هو من زرعني في حضرة التأريخ، لا يهم هو الآن يستمتع برقدة طويلة تاركا الصراع والصخب يحيط بي وحدي.
هذا الرجل العبقري الذي ظلمه الزمن فقد ولد في زمن خطأ أو أن الأقدار هي من أخطأت في تقرير مصيره، هل كان من المعقول أن يكون من كبار أساتذة المنطق والتأريخ؟ بل ومن أهم شخصيات الفكر الإنساني لو أتيحت له فرصة أن يكلم عقولا أكبر من حجم أصحابها، الحرمان والفقر والظروف زوته عن موقعه الحقيقي، كما تذكرت أيضا ذلك الرجل الرائع الذي مدني بالكثير من الشوق لمعرفة التأريخ إنه محمد النويدر الذي تعلم الأمانة والذكاء والفطنة والشرف من والده المرحوم كاظم الدويدي، ليس كل الفقراء سيئين كما يزعم البعض ولكن من المؤكد أن كل السيئين هم فقراء واقعا في النهاية.
من يشاركنني اليوم هذه اللحظات التي تثبت للعالم الكبير أنه فعلا كبيرا بوجود عقول تفكر وأيادي تجتهد وعزائم لا يمكنها أن تنهزم للتأريخ ,كاظم صديقي اشتقت إلى كلماتك يمكنني أن أرشحك كي تكون من زمرة العقلاء وحتى الحكماء لا أظنهم يرفضون حكمتك البسيطة والنقية والعميقة, كم تمنيت أن أعود لجذورك لأقرأ من جيناتك كيف تولدت الندرة والذكاء بينكم ما هي سر تركيبتكم, هل للماء الذي تجاورنه أثر بنقائكم أم للطين الذي أمتزجت به عرقكم إشعاع يطهر قلوبكم ,أتمنى وأتمنى أن أكون سومريا أو مواطنا من عهد هذه المدينة التي حيرت بأسرارها عقول نقعت جذورها ببحر العلم وما زالت أبوابك عصية عليهم.

العودة ثانية وبداية حلم

جاءت النتائج المخبرية معاكسه تماما لكل ما كان الجميع قد تبناه من تصورات وأفتراضات , مخيبا أمل الجميع وأنا أولهم حتى البرفسور سامي مصدوم تمام من النتيجة, التقرير يجزم أن عينات الأحجار المأخوذة من المدينة ليست من المصنعات الطبيعية ولا هي من أحجار المنطقة أبدا , بل أن تركيبتها الكيميائية تخالف قواعد تركيب الصخور في عموم المنطقة القريبة والبعيدة نسبيا , لا بد أنها جلبت من مناطق تكثر فيها مركبات الفسفور أو الصخور فسفورية المصهورة بركانيا وهذا يعني أن مناطقها الأصلية بركانية تبعد ألاف الكيلومترات عن مكان المدينة.
القرار النهائي الذي تم التوافق عليه مع تحفظ بسيط، هو علينا أولا أن نتأكد أن هذه الصخور ليست منفردة أو أن غالبية بناء المدينة منها على الأقل ان نعط تأكيد عن قيمة النتيجة أو نمنح التقرير فرصة ليكشف أكثر عن غرائبية هذه المدينة، ومن ثم التأكد من الأحجام كشكل عام أو كنماذج التي تتشابه عموما وسبق أن أكد زميلنا أبو ماهر أن هناك قياسات معدودة ومحددة ومنتظمة بنمط شكلي في معظم أرجاء البناء الذي تم الكشف عليه.
أعاد التقرير قضية الحسم إلى نقطة البداية حيث كان الفريق يأمل أن يتخذ قرارا نهائيا في تحديد نسب المدينة, تذكرت ونحن في معمعة النقاش أن جدي عندما كان يسرد لي قصة هذه المدينة قد أشار إلى أن حجارتها من نفس حجارة السد العظيم المذكور في القرآن الكريم وأن من بنى هذه المدينة نبيا من الأنبياء أو حكيما له صله بالسماء , وأن هذه الحجارة تبصر وتسمع وأن من جلبها هم قوم من أقوام الجن الذين كانوا في غابر الزمن لا يتخفون عن الناس بل كانوا يشاركونهم الحياة والعمل, وأن هذا النبي كان يسخرهم لجلب الحجارة وبناء المدينة.
ليس سخفا أن أعيد لذاكرتي قصص من خيال رجل سمعها من رجل قد لا يعرف من العلم الوضعي والديني أكثر من حدود حاجته البسيطة والمتواضعة، الحكمة التي تقول إن الحجارة التي تظنها لا تنفع ولا تعجب قد تكون أكبر من كل أحلامك وقد تصيبك بمقتل، هممت أن أخبر الحاضرين عن رواية جدي عن الحجارة والمكان والزمان والجن والأنبياء، من الطبيعي أن هذا الموقف سيضعني بخانة الفاشلين أو حتى المخرفين، تراجعت بعد أن طلبت من الجميع الإنصات لي للأخر ... صمت ... صمت ثم قلت لا شيء.
من السخرية أن تترك العلم وتتمسك بالخرافات، أعود وأبرر لنفسي أن ما سرده جدي لم يكن من صنف الخرافات وفق ما نعتقد فهي مشابهة لقصة النبي سليمان بن داود عليهما السلام ولم لا يكون لها نصيب من الصحة والحقيقة، لم يكذب علي جدي ولا الواقع للآن فند جزء من روايته لما في المدينة القصر ... المكان ... الحكاية الأسطورة، وقد يكون الأمر مزيجا من الحقيقة وأختها ما دامت الأمور تسير في طريق مغلق لا يفصح عن نهاية أكيدة.
هناك نقطة لا بد أن أناقش جذورها من مصادرها التأريخية والعلمية والدينية بتجرد العالم والباحث، رواية المدينة المفقودة شغلتني منذ أن عرفت من المختصين أن هناك مدن مفقودة في التاريخ، نعم العلم لا ينفي تصديق حكاية على وجه الأفتراض دون دليل على عدميتها أو أستحالة وجودها، المنطق العقلي أن نستعين بكل الأحتمالات والفرضيات ونأت بالبراهين لاحقا، أولى الأسئلة الكبيرة والحساسة الآن ..... أين ذهبت تلك المدينة التي يتحدث عنها القرآن الكريم بإسهاب وتفصيل مدينة النبي سليمان؟ ,وما هي مواصفاتها؟ وما يمكن لها من حقيقة أن تكون هي التي هنا طالما أن العراق هو بلد كل الأنبياء، فلا ضير ولا تعارض من أن تكون هي هذه المدينة.
هل فعلا هي ذاتها التي كان النبي يسخر الجن في بناءها وكل الدلائل التي يمكن أن نجمعها معا مع كل تعارضها المكانية والزمانية ستقبل بها هذه الفرضية، في خيالي أنها هي تلك المدينة بإيمانها التوحيدي، خلوها التام من الرسومات والمنحوتات وصور وتماثيل للآلهة ... هذا شرط أولي يجب أن تتوفر عليه تلك المدينة، والنقطة الأخرى والأهم أن عصرها هو نفس عصر السومريين أو مقارب لها ,سرديات حكاية النبي وما جرى من أحداث تاريخية تتشابه أجوائها وتتناسب مع المكان وأخيرا حكاية الحجارة الغريبة, يا الله كم هي عظيمة الفكرة لو وجدت الدليل القطعي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا