الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المختلف هنا لايقتل، فأنت في السّويد

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


من السويد هذه المرّة، ومن أسبوع المدالن وهو ما يدعى "اسبوع السياسيين"الذي هو عبارة عن منافسة بين الأحزاب حول الديموقراطية وتحقيق مطالب الشعب. كما أنه احتفال مدني يشمل جميع فئات المجتمع، وسوق مفتوحة تشبه سوق عكاظ يمكن أن تكون سوقاً تجارية أيضاً، يمكنك كشخص عادي أن تحضر المدالين وهذا ما فعلته ليوم واحد لأن التكلفة لأسبوع ليست قليلة.
ما لفت نظري أن تجمعات الأحزاب تتحدث عن برنامجها الانتخابي ، يعطى الكثير منهم وعوداً بتحقيق الرفاهية بشكل أكبر لو فازوا في الانتخابات المقبلة في الخريف. لا أحد من السياسيين يحمل بندقية فقد تبين أن الحرية لا تمر من فوهة بندقية بل هي أسلوب حياة ، وحتى الشعوب المظلومة فإنها عندما تحمل البندقية سوف يزداد الظلم عليها، لقد ولى عهد البندقية ربما . نحن في عصر النووي اليوم. من بين الحضور كان تجمع نورديا ،وهم نازيو شمال أوروبا. طبعاً يحضرون وفق ترخيص، وهم يرفضون فكرة الهولوكست ، مثلما يرفضها أغلب العرب .
يقول آرثر رينجارت ، الذي كان والده ـمعتقل في "أوشفيتز" لصحيفة داغنز نهيتر:
"إن السماح لمجموعة صغيرة من الناس العنيفين أن يدمروا الفكرة الأساسية بأكملها للمدالين، حيث تم الاعتداء على ثلاث نساء إحداهما من جمعية الصداقة السويدية الاسرائيلية، واثنتان تحملان علم قوس قزح"
لكن الحقيقة أيضاً أن النساء الثلاث اقتربوا من خيمتهم وشتموا النازية، والاعتداء هو مجرد دفع وقد سقطت إحداهن على الأرض.
نظرت وأنا أقول في سري: تغيّرت النّازية. عندما نقتل بعضنا في سورية فإننا لم نصل إلى مرحلة النازية الجديدة التي استخدمت العنف باليد فقط .
كان الحدث موضوعاً شيقاً تناوله السويديين واصفين النساء بالجريئات، وشكل الحضور بعدها من جميع الأحزاب وأفراد المجتمع المدني تجمعاً على شكل مسيرة سموها " قطار الحب" وكانوا يمرون من أمام تجمع النازيون ويهتفون : " اخرجوا من شوارعنا" بينما هتف النازيون بهايل هتلر.
في هذه الحالة فإن الشرطة مسؤولة عن حماية الناس جميعاً بمن فيهم النازيون، وطالب البعض الشرطة بتطبيق المادة 13 من قانون الشرطة التي تنص:"

إذا ما تصرف أحد ما بشكل مخالف للنظام العام، أو أوقع خطراً مباشراً عليه من خلال سلوكه ، يجوز لرجال الشرطة ، عند الضرورة ، من أجل المحافظة على النظام طرده أو إبعاده من منطقة أو مكان معين. وينطبق الشيء نفسه إذا كان هذا الإجراء ضروريًا كي يحول دون وقوع جريمة جنائية" وعندما سئل
توماس جرانلند هو قائد في الشرطة في الميدالين. أشار "إلى أن هذا يدور حول تعريف "الاضطراب" حيث ينقل أنصار كرة القدم المشاغبين قبل أو بعد المباريات ، لكن ما يحدث في الميدالدين عادة ما يندرج تحت ما ينطبق على "التجمعات العامة" - حيث لا يمكن إزالة الحشود -، حتى عندما يتعلق الأمر باجتماعات وتجمعات الآخرين وفق المادة 13فمثلاً كان أحدهم يهتف ضد رئيس الوزراء ستيفان لوفين من خلال وقفة ما فإن للشخص الحق في ذلك. إنها حرية التعبير"
ذلك الحماس أجاب عليه قائد شرطة ببرود معناه: نحن موجودون هنا، ولن نسمح بالاضطراب، والشرطة مهمتها الحفاظ على السلم .
طبعاً تم اعتقال قلة من النازيين ومن غير النازيين وهم من كانوا يشكلون خطراً. لكن المعتقل هنا لا يقاوم ولا يركعه الشرطي ربما يهاتفه فقط. هو اعتقال حتى نهاية الحدث في أماكن صالحة للعيش.
هذا لا يعني أن السويد تخلو من الجريمة، فهناك عصابات لتجارة المخدرات تقتل بعضها أحياناً في مدن مثل مالمو، وكما أن الشعب السويدي غير مسيس لكنه يعي حقوقه دائماً. طبعاً لا أحد مرّ في المدالين على ذكر اسم سورية فهي قضية خارجية لاتبحث في منابر انتخابية. بل يترك التعامل بتلك القضية أو غيرها لمن يختاره صندوق الانتخاب من ممثلين.
الميدالين أحببت أن أسميه " سوق جزيرة غوتلاند" الذي يقام في مدينة فيسبي، حيث يجتمع السويديون وغير السويديون للتمتع بالخطابة والشعر والأدب والفن، والتجارة. ما أجمل هذا المدالين!











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تفرض عقوبات جديدة على طهران بعد الهجوم الإيراني الأخي


.. مصادر : إسرائيل نفذت ضربة محدودة في إيران |#عاجل




.. مسؤول أمريكي للجزيرة : نحن على علم بأنباء عن توجيه إسرائيل ض


.. شركة المطارات والملاحة الجوية الإيرانية: تعليق الرحلات الجوي




.. التلفزيون الإيراني: الدفاع الجوي يستهدف عدة مسيرات مجهولة في