الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة السورية وصمت المجتمع الدولي

محمد أحمد الزعبي

2018 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


الثورة السورية وصمت المجتمع الدول
د. محمد أحمد الزعبي
07.07.2018
يستغرب الكثيرون وأنا واحد منهم ، صمت المجتمع الدولي إزاء مايجري في سوريا عامة وفي جنوبها حالياً خاصة ، من جرائم وحشية يرتكبها نظام بشارالأسد وحليفاه ( الاستراتيجيان) بوتن موسكو ، وولي الفقيه في طهران ، علماً أن كلمة وحشية هنا إنما تشير الى تدمير المدن والقرى فوق رؤوس ساكنيها ، فتبيدهم جميعاً ،صغاراً وكباراً ، نساءً وأطفالاً ، شباباً وشيوخاً ، مسلحين وعزلاً ، إضافة الى تدمير البنية التحتية لهذه المدن والقرى ، وإتلاف الزرع والضرع فيها،وذلك في إطار مابات يعرف بسياسة الأرض المحروقة التي لايمارسها إلا من خفت موازينه الأخلاقية ، ووصل مخزونه من الحرية والكرامة والشرف درجة الصفر .
يتكون عالم اليوم ( القرن الواحد والعشرين ) من 93 دولة ودويلة ، هم مجموع أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تكونت عام 1945 ، أي بعد انتهاء الحرب العالية الثانية ، و في أعقاب عصبة الأمم التي تكونت في أعقاب الحرب العالمية الأولى 1919، وهو مايمثل واقعياً وعملياً مفهوم " المجتمع الدولي " . والسؤال هنا : هل يعني مفهوم المجتمع الدولي كل هؤلاء الذين ينضوون تحت مظلة الجمعية العامة للأمم المتحدة ؟ ( ال 93 دولة ودويلة ؟) ، الجواب : لا طبعاً ، فهيئة الأمم المتحدة التي اعقبت عصبة الأمم ـ تتكون - كما هو معروف – من شبكة من المنظمات الفرعية تتوزع بين نيويورك وجنيف ، بل وفي عدد آخر من بلدان العالم . وبموجب رؤية الكاتب ، وبما يتعلق بأهداف هذه المقالة ، فقد تم تلخيص ( الجمعية العامة - ال 93 دولة ) بمؤسسة (مجلس الأمن الدولي - مجلس ال 15 ) . وهنا سوف نتوقف قليلاً ، لنتفحص صورة المجتمع الدولي من حولنا ، لنتبين أن صورة هذا المجتمع الدولي باتت اليوم ، وبوضوح ، كما يلي :
1.أن الجمعيةالعامة وقراراتها لاتعني من الناحية التطبيقية شيئاً مذكورا ، حيث أن مسألة هذا الأمن باتت عملياً بيد مجلس الأمن الدولي ( مجلس ال ١٥ ) ، وهذا بموجب النظام الداخلي لهيئة الأمم المتحدة ،
2. ينقسم مجلس الأمن الدولي بدوره الى خمسة أعضاء ثابتين ( دائمين ) ، وعشرة يجري تبديلهم بغيرهم كل عامين ، هذا ويتمتع كل من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن بحق (الفيتو) اي حق نقض اي قرار لايعجبهم من قرارات هذا المجلس ،
3. لقد أعطى هؤلاء الخمسة الدائمين لأنفسهم دون غيرهم وحصراً ، حق النقض ( الفيتو ) وذلك بسبب امتلاكهم (و دون غيرهم أيضاً ) للسلاح النووي ولسلاح الطيران والصواريخ عابرة القارات المرتبطين بهذا السلاح النووي ،وهكذا تحول مجلس الأمن إلى ( مجلس الفيتو ) ،
4. وبما أن امتلاك هؤلاء الخمسة للسلاح النووي ، ليس متكافئاً ولا متعادلاً ، إذ أن بينهم القوي والأقوى ، فقد بات مجلس الأمن بدوره رهناً بيد من يمتلك السلاح الأحدث والأفتك والأذكى . وهو هنا الولايات المتحدة الأمريكية أولاً ، وروسيا بوتن وريثة الإتحاد السوفييتي ثانياً ، وبهذا يكون مجلس الأمن قد تحول بدوره إلى ( مجلس الأقوى ) ،
5. هذا ويبقى السؤال معلقاً حول العلاقة بين أمريكا وإسرائيل ، ومن منهما يمتلك الآخر ، ويؤثر في مواقفه وقراراته ؟.
والخلاصة ، فإن المجتمع الدولي هو – نظرياً - الجمعية العامة للأمم المتحدة ، المملوكة من محلس الأمن الدولي، المملوك من الأعضاء الدائمين الخمسة ، المملوكين بدورهم ممن يمتلك التكنولوجيا الأحدث والأفتك والأذكى .أي من الولايات المتحدة الأمريكية ، مع بقاء السؤال المتعلق بالعلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل معلقاً ، حتى إشعار آخر . فلا حول ولا قوة إلا بالله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد