الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعرة ليلى غبرا، مختبر لانتاج طاقة الحب .. !!

وجدان عبدالعزيز

2018 / 7 / 9
الادب والفن


ارتكزت نصوص الشاعرة ليلى غبرا على النبض وتكررت هذه الكلمة وهي تعبير عن انفعال عاطفة الحب وتفاعلاتها لتوفير وانتاج مشاعر الاطمئنان والاستقرار بجانب الاخر .. مثلما ان الكائنات الحية بجميع أشكالها تحتاج إلى الطّاقة لاستمرارية حياتها، والإنسان كذلك يحتاج لطاقة كبيرة لتنفيذ جميع عمليَّاته الحيويّة والحركيّة في جسمه. يستمدّ الإنسان طاقته من الغذاء، لكنّه لا يكون جاهزاً لاستهلاكه كطاقة داخل الجسم، فيجب تحويله إلى طاقة من خلال عمليَّة تُسمى الأيض أو التّمثيل الغذائي، ومن دون هذه العمليَّة لا يستطيع الإنسان الاستفادة من الغذاء الذي يأكله، والايض هي إحدى العمليَّات الحيويّة التي تحدث في داخل جسم الإنسان والكائنات الحيّة على وجه العموم، وهي المسؤولة عن إنتاج الطّاقة في داخل خلايا الجسم عن طريق هدم المواد الغذائيّة وبناءها، والتي يتم هضمها في داخل الجهاز الهضمي وتحويلها إلى أشكال الطّاقة المُختلفة عن طريق مرورها بسلسلة من التّفاعلات الكيميائيّة، كما أنّ عمليَّة الأيض تُعتبر العمليَّة التي يتم من خلالها بناء الخلايا المُختلفة والأنسجة، فالوظيفة الرئيسة للأيض هي توفير الطّاقة اللازمة أو السّعرات الحرارية المطلوبة لتغطية وظيفة الجسم أو الحفاظ على الوظائف الحيويّة. وهو مُنظّم ومدير الطّاقة في الجسم، فتفاعلات الحب داخل الانسان تحتاج الى طاقة من مشاعر الصدق والوفاء والتضحية، وانتاج هذه الطاقة تحدث من خلال الصبر وتحمل مشاق الوفاء والتضحية، لتتحول الى مشاعر حب متدفقة، اي نبض في القلب، تستمد استمرارها من الصبر والوفاء ... ولا اريد ان ادخل في جدلية التأويل بين الباحثين، انما اريد ان اصل الى فحوى المعنى، كي امسك العصا من الوسط، وابني عملية استرداد المعنى من النص باقل كلمات متيسرة، تجعلني قريبا من الشاطيء، فالتأويل هوالخروج من معنى النص القريب إلى مجازه بقرينة أو بدليل لولاه ما جاز هذا الخروج، أو هو الخروج من الحقيقة إلى المجاز بقرينة، لأن الألفاظ الدالة على المعاني لم تعد أن تكون إلا رموزاً تحتاج إلى الرقة البالغة في بيان ما وراءها .. فقول الشاعرة في قصيدتها (رواية) :
(بحثت عنك بداخلي
وجدتك الأيقاع الموسيقي
لنبض القلب ..
وجدتك العلامة التي
تراود ذهني..
وينطقها اللسان لانك
سيد النبض
جذورك تمتد في القلب
بكل الاتجاهات ..)
اذن لم تجد الشاعرة الحب كمعنى ظاهر، انما وجدته ايقاعا في النبض، اي تحصيل حاصل، انه عملية انفعالية غير مرئية، اي انه نبض استمراري، كما هو نبض القلب المستمر حتى الموت .. واضافت الشاعرة ليلى : (جذورك تمتد في القلب/بكل الاتجاهات ..)، فلو فرضنا انه حركة في جهة معينة، قد تكون هذه الحركة طارئة، لكن جذورها تمتد بكل الاتجاهات، اي انها كالطاقة تُنتج تلقائيا ودون توقف وطاقة لكل خلايا الجسم .. ثم تقول في قصيدة اخرى : (فنجان قهوتنا .إبحار على نبضاتٍ شقية/ قصيدة تتنفس دون رئة)، فقولها هذا تأكيد ان كل علاقتها بالاخر هي عبارة عن ايقاع في نبض القلب المستمر في نبضاته مادام حيا .. وتقول في قصيدة (عطر أنفاسك) :
(يا عشقي المسكون
بالروح والجسد
اتنفسك بخلايا عمري
بين أحضانك أحيا
حياة اخرى
حين أراك.. تصحو أنوثتي
التي غابت وهي فتية
أحتاج ان أضمك لو
ثواني
أشتم عطرك
أنفاسك تزهر بساتين في دمي
أزاهير عشق تمحو أحزان سنين
أحضني يا انت
فشهقة الحياة من دفئك)
فالآخر لدى الشاعرة ليلى عشق مسكون بالروح والجسد، ودمجت بين الروح والجسد، لانها لا تريد رغبة عابرة، كأن تكون لذة جنسية لحظات وتفيق منها، انما تريد لذة مستوطنة في داخلها مستمرة، كما هو نبض القلب .. صحيح انوثتها تصحو بقربه، لكن انفاسه تزهر بساتين في دمها، اي نبض قلبي دائم التدفق، وتختم القصيدة تأكيدا لما ذهبنا اليه من معنى بقولها : (ضمني باشواق الليل
الى أعماقك
تعال وعانقني
وبعثر عطرك ليتخلل في جسدي
فشافهك بلسم على شفاهي
خمر أسكرني
قلبك من لون القصائد
وعناقك أشهى من أشهى
القصائد)
فالقلب والقصائد من لون واحد، والشفاه هي نفسها .. صحيح هناك دعوة للعناق، لكن العناق هو ايضا مستمر كاستمرار القصائد وتزاحم احرفها في اللحاق بالكلمات ومن خلالها يتكون المعنى، ثم جعلت من الاخر بحر مخاطبة اياه : (سأرسم بموجك قصيدة/ حروفها ..عواطف وثورات ..) ومن هذا نصل الى المعنى، فان الشاعرة ليلى غبرا تجعل من انتاج الحب كما هي عملية الايض في انتاج الطاقة في الجسم ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في


.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/




.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي