الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا أحد يلتفت الى معاناة الناس

مرتضى عبد الحميد

2018 / 7 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


(لا أحد يلتفت الى معاناة الناس)

مياه السياسة العراقية الملوثة تجري هذه الأيام في ممرين رئيسيين، الأول وهو المنظور والمعروف للجميع، ونعني به الانشغال الكلي بعملية العد والفرز اليدوي، بعد أن استبدل مجلس النواب قراره الأول بأعتماد العد الالكتروني، وثقف بأهميتة ودقته على مدى أشهر طويلة، بقرار مناقض يؤكد على أفضلية العد اليدوي، المتهم الرئيسي سابقاً بالتزوير، وسرقة أصوات الناخبين، وما تلا
ذلك من جهود مضنية بذلها بشكل أساسي الخاسرون في الانتخابات النيابية الأخيرة لإعادة العد والفرز اليدوي في جميع صناديق الاقتراع، والتمديد للبرلمان، من أجل ضمان تنفيذ مآربهم، لكن قرار المحكمة الاتحادية، والمعارضة الواسعة للتمديد، أجهضا حلم المستقتلين على العودة إلى قبة البرلمان، وإن كان ثمن عودتهم قراءة الفاتحة على العملية السياسية، وعودة الأمور الى المربع الأول، مربع المحاصصة الطائفية والحزبية، وإرتداء جلباب الفساد مجدداً، الذي لم يتركوه مطلقاً، وإنما جرى تعليقه مؤقتاً على مشجب الانتظار.
في ذات الوقت تواصل الكتل الفائزة حواراتها وتفاهماتها الأولية كما تسميها، دون أهتمام جدي بأعادة العد والفرز يدوياً، كما لو أنها مطمئنة الى بقاء النتائج كما هي، ولا يشكل فرقاً لديها كما يبدو أن بعض الوجوه المدمنة على الفساد، والبعيدة كل البعد عن الكفاءة والمهنية، ستعود إلى البرلمان لتمارس لعبتها المفضلة في عرقلة تشريع أو إقراراي قانون نافع للشعب، وقادر على التخفيف من معاناته.
لا أحد يعرف بالضبط متى ينتهي العد والفرز اليدوي وحتى إذا إنتهى في فترة قريبة، ستقدم الطعون بنتائجه أيضاً وهكذا (جيب ليل وأخذ عتابة) وسوف تستمر الدوامة، ربما لبضعة أشهر أخرى إلى أن تشكل الحكومة العتيدة، التي ينتظرها العراقيون بفارغ الصبر، لعلها تداوي بعض جراحهم، لا أن تنكئها من جديد كما تريد بعض الكتل وفاسدوها.
كما أن مسلسل الخداع وإنعدام الشفافية، يستمر عرضه و "بنجاح" في العديد من الفضائيات، حيث يعلن فرسانه، وخلافاً للواقع في كثير من الأحيان، أن كتلهم أو قوائمهم هي محور النشاط السياسي الهادف الى تشكيل الكتلة الأكبر، وان الآخرين يتوسلون للانضمام إليها، دون أن ينسى المتحدث، أيحاءاً أو صراحة، القول بأن المنافس صار معزولاً، وكتب عليه منذ ألان أن يرفع الراية البيضاء.
وفي ظل هذه المناوشات و المعارك الكلامية العبثية أسدل ستار النسيان بصورة كاملة على معاناة الشعب العراقي، والخطر الوجودي الذي يتهدد حياته، فجهنم فتحت أبوابها على مصراعيها في صيف بلغت حرارته أكثر من نصف درجة الغليان ونحن في بدايته، بل أن الجارة أيران لم تكتف بقطع (42) رافداً من المياه التي كانت تدخل إلى العراق، وأنما زادت بقطع الكهرباء أيضاً، ولا حاجة لذكر وتكرار بقية مفردات الكابوس الذي يعيشه العراقيون، لأنهم يتمتعون بـ "دفئه" على مدار الساعة.
لو كانت لدينا حكومة قوية، وجبهة داخلية متينة، متماسكة، لما إستطاعت إيران أو تركيا أو الدول الأخرى غمط حقوق العراقيين بهذه الطريقة المهينة، وقبل هذا وذاك لما إستطاع الفاسدون، والفاشلون دفع أهلنا وناسنا إلى هذا الجحيم.

مرتضى عبد الحميد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر