الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطن للأغنياء والوطنية للفقراء

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2018 / 7 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


بينما يثير قرار وزيرة الصحة بإذاعة النشيد الوطني في المستشفيات موجة من السخرية اللاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي، يتم تخفيض مخصصات الصحة في الموازنة العامة للدولة لتصبح 1.7% بدلا من النسبة المنصوص عليها دستوريا والتي تبلغ 3% !!
وذلك على الرغم من كل المشكلات التي يعاني منها قطاع الصحة في مصر، من نقص في الأدوية وارتفاع اسعارها وسوء الخدمات ونقص الامكانيات ونقص التدريب .. الخ
ولكن يمكن بالطبع للسادة المسئولين الذين يضعون مثل هذه الخطط السفر للعلاج على حساب الشعب في المانيا أو أحد الدول الغربية التي تقدم رعاية صحية آدمية إذا ما تعرض اصبع واحد منهم لشكة دبوس بينما على باقي ابناء الشعب أن يموتوا في صمت إذا ما نبش المرض انيابه في اجسادهم المنهكة بالأغذية الملوثة والفاسدة أو عانوا من سوء التغذية أو غيرها من مسببات المرض والموت التي تسير جنبا الى جنب مع البشر في الشارع المصري.
وبينما يحتفي ابناء الشرطة البواسل باستعادة ابن المليونير المخطوف من مدينة الشروق، يصحو الشعب المصري على جثث لثلاثة أطفال من ابناء الفقراء ملقاة في الشارع في أكياس القمامة تنهش فيها الكلاب بلا رحمة، بعد أن نهشهم الفقر والاهمال وسوء الرعاية اثناء حياتهم.
وبينما يحرم الفلاح المصري من أهم محصول استراتيجي كان يقيم أوده ويحقق له دخل يحفظ ماء الوجه وهو محصول الأرز، ويتم منع زراعة الارز بحجة نقص المياه في الوقت الذي يتم فيه تخصص اضعاف القدر الذي كان يستهلك لزراعة الأرز لخدمة العاصمة الادارية الجديدة لري ملاعب الجولف وملئ حمامات السباحة للسادة الأغنياء.
وبينما تنصحنا وزيرة التخطيط بعدم شراء السلع العالية الثمن تكتشف أن زوجها قد حصل على قطعة أرض بمساحة ضخمة في أفخر مناطق مصر بسعر زهيد للغاية ليعود ويبيعها بمليارات الجنيهات، فالغالي يرخص لهم والرخيص يغلى علينا.
واخيرا ينصح أحد رجال الدين الأمهات باستبدال اللحوم بالجاتوه لنيل السعرات الحرارية اللازمة لها ولأسرتها على مدار اليوم، وهي نصيحة من أسخف النصائح التي يمكن أن تسمعها في حياتك وأكثرها جهلا وانفصالا عن الواقع.
فبالاضافة الى اسعار الحلوى الغربية المرتفعة لا يمكن استبدال البروتين الحيواني بالحلوى ولو كان قال الفول أو العدس أو اي نوع من الحبوب الغنية بالبروتين لكان لحديثه وقع أكثر عقلانية، ولكن أن تغذي الأم اطفالها الصغار على الجاتوه فهذه مهزلة كبرى!
إننا نعيش تحت حكم نظام لا يعبأ الا بأفراده أصبحت الدولة بكل ما فيها من موارد وامكانيات وبشر تخدم 1% من ابنائها بينما باقي الـ99% ليس لهم الا القهر والفقر والحسرة وسوء المآل!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE