الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتبهوا الحرائق قادمة

وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف

(Waleed Khalefa Hadawe)

2018 / 7 / 11
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


منذ بداية الصيف الحالي بدا العراق يحتل المراكز الاولى عالميا في اعلى درجات حرارة للعالم بدرجات تجاوزت ال 50 درجة مئوية ،
ان اعلى درجة حرارة في العالم سجلت في الجزائر عام 1884 وكانت 53 درجة مئوية ،وفي سنة 1913 وصلت الى 56،7 درجة في منطقة وادي الموت في كاليفورنيا، وفي سنة 1922 سجلت 58 درجة في منطقة العزيزية في ليبيا
وقد اعلن مكتب الأرصاد الجوية البريطاني أن متوسط درجات حرارة العالم سيرتفع مجددا في العام المقبل ومن المتوقع أن يكون متوسط الزيادة في درجة حرارة العالم في العام الحالي بين 0.88 و1.12 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية العالمية في الفترة من عام 1850 إلى 1900.ويعني هذا زيادة بين 0.28 و0.52 درجة مئوية عن متوسط درجة الحرارة في الفترة من 1981 إلى 2010، الذي بلغ 14.3 درجة.
واشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وهي هيئة تابعة للأمم المتحدة، الشهر الفائت، إن العام الحالي سيكون أحد أكثر 3 أعوام حرارة على الإطلاق.
و بتاريخ 4/7/2018 من هذا العام 2018 سجلت في العمارة اعلى درجة في العالم بلغت 51 درجة مئوية ثم في البصرة 50،8 وذلك و سجلت ثمان مدن عراقية من مجموع 15 مدينة في العالم اكبر درجة حرارة . وبتاريخ 7/7/2018 سجل في البصرة منطقة الحيانية اعلى درجة حرارة في العالم بلغت 52درجة مئوية . والتفوق العراقي عالميا مستمر في هذا الميدان.
واندلعت الحرائق شمالي بغداد في مركزا للشرطة و في بساتين في محافظة ديالى وفي مخازن اسلحة في اربيل والسليمانية وبغداد وحرائق في الاسواق ...الخ . واحترقت عشرات السيارات في الشوارع والقادم اكبر بكثير .
وهذا اليوم كنت متوجها لساحة التحرير في بغداد ، حيث لاحظت سحبا من الدخان الاسود تتصاعد في سماء بغداد وعلمت لاحقا ان هذا الحريق اندلع في مخازن للمواد التجارية في ساحة النهضة وسط بغداد ، وكانت الساعة آنذاك عند ملاحظتي لتلك السحب الثانية عشر ضهرا من يوم10/7/2018 وقد انجزت عملي وعدت وكانت الساعة الواحدة وخمسون دقيقة ولا زال الدخان يتصاعد وبنسبة اقل ، اي ان الحريق استمر اكثر من ساعة وعشرين دقيقة وكان احد المواطنين في لقاء مع احد المراسلين يتساءل لماذا لا توجد طائرات للإطفاء ، ان ملايين الدولارات تحترق ولو تصفحنا الانترنيت تحت عنوان حرائق بغداد لوجدنا عشرات الحوادث التي لا يكاد يخلو يوما منها ولا زال الصيف في اوله فهنالك 20 يوما من تموز وشهر اب بأكمله ، وليس شهر ايلول اقل باسا من اخويه اب وتموز لذلك لا بد من ملاحظة الاتي :
1- مرشحات الحريق : وهي المواقع او الاماكن المرشحة للحرائق وكالاتي :
أ‌- المخازن بأنواعها المختلفة للمواد الاحتياطية او الاخشاب او المواد الكهربائية او الاصباغ او التجهيزات او العطور .
ب‌- الشورجة والاسواق وما فيها من مخازن ومحلات للعطور .
ت‌- محطات الوقود وتعبئة البانزين والغاز .
ث‌- مخازن الاسلحة والاعتدة .
ج‌- السيارات العامة والخاصة .
ح‌- دوائر الدولة وخاصة المخازن فيها والبنايات ذات التأسيسات الكهربائية المتهالكة .
خ‌- اية مواد اخرى قابلة للاشتعال .
2- مقترحات للحيطة والحذر وتجنب الحرائق : رغم خبرتنا المتواضعة في هذا الموضوع لكن من موقع الشعور بالمسؤولية لأي مواطن عراقي، فالحريق يعني بالأصل ان تشتعل النار في قلب كل مواطن حريص على بلده واهله وناسه وهو يرى ثروات بلاده تحترق وتتحول الى ركام فهذه الاموال التي هي ثروات العراقيين وما يلحق من خسائر في الارواح لا يعوضها المال لذا فالمقترحات في هذا المجال ما يلي :
أ‌- تؤمن الدولة استيراد طائرات مخصصة لإطفاء الحرائق تزود بها مديرية الدفاع المدني لسرعة التحرك واطفاء الحريق قبل تطوره.
ب‌- يلزم كل تاجر او صاحب مخزن بضاعة ان يؤمن منظومة اطفاء ذاتية تعمل على اطفاء الحريق ذاتيا ويتم استيراد مثل هذه المنظومات من المناشئ العالمية المتطورة .
ت‌- يلزم اصحاب المركبات بتوفر مضخة اطفاء في كل واسطة نقل .
ث‌- يتم اجراء الكشوفات على التأسيسات الكهربائية لا صحاب المحلات والمخازن وابدال المستهلكة بجديدة وفرض غرامات مالية على المخالفين ..
ج‌- يلزم اصحاب العمارات ان يستخدموا اصباغا لطلاء محلاتهم التجارية من النوع الذي لا يساعد على انتشار النيران وكذلك بالنسبة للسقوف الثانوية .
ح‌- مشاكل الحرارة الاخرى : وعلى هامش درجات الحرارة العالية وحيث ان موقع العراق الحراري في لهيب الصيف الحارق يتربع على قمة العالم، والمشكلة انه مع بلوغنا هذه المستويات الحرارية العالية ، فان معاناتنا من التصحر وشحة المياه تكاد تحز الرقاب ، وليس بعيدا عنها مشكلة الكهرباء، المشكلة الازلية التي لم ترى حلا نهائيا لها منذ اكثر من 15 عام، ولارتفاع الحرارة انعكاسا مباشرا على السلوك الانساني ووفقا لآراء علماء الاجتماع والاجرام ، تكثر في فصل الصيف جرائم القتل والايذاء العمد وجرائم العنف . ان معظم الثورات في العالم تحصل في فصل الصيف .فتصور وقوع مشاجرة بدرجة حرارة 50درجة لأمور تافهة ربما يؤدي لجريمة قتل .لذلك فردة فعل المواطنين عند تصاعد درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء ربما تكون نتائجها غير محمودة ، ولا بد من تنبيه المواطنين لتمالك اعصابهم في شدة الحر، وتبني الاعلام تسليط الضوء على ذلك . وشهر تموز في الاسطورة العربية هو شهر الخصب والفوران. وفي الادبيات السياسية هو شهر الثورات الكبرى.
لكن الحر الشديد ممكن ان يكون قاتلا عند تعرض الانسان لضربة شمس ،وهو نفسه يدفع الناس للتوجه للأنهار والبحيرات بحثا عن تلطيف اجسادهم المولعة بلهيب الحر والهواء الساخن حيث يفقد العشرات من الناس حياتهم غرقا . وهو محرقا للغابات والمخازن ولكل مادة قابلة للاشتعال وهو محرق لممتلكات البلاد وثرواتها والحرائق في كثير من الاحيان لا تخلو من اصابع داعشية. بهدف تدمير البنية التحتية والاقتصاد العراقي ، لذلك لا بد من استراتيجية وطنية للحد من نتائج واضرار الحرارة العابرة لل50 درجة والحرائق الناتجة عنها، والتي يذهب نتيجتها خسائر ربما تبلغ المليارات من الدولارات عدا الخسائر بالأرواح والتي ربما يمكن تلافي الكثير منها باستعدادات ونفقات واجراءات بسيطة فيما لو تم دراسة تلك الاسباب ووضع الحلول المناسبة لها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نجاة 5 يابانيين بأعجوبة من تفجير انتحاري


.. لحظة إعلان مطار الخميني في طهران إلغاء كافة الرحلات




.. لماذا تركزت الهجمات الإسرائيلية على منطقة أصفهان؟


.. السفير الأمريكي: البحرين صديق نُصغي لحكمته بالأوقات الصعبة




.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة