الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يوجد اليوم فيلسوف مراكشي غير الذين عرفناهم؟

حميد الطلعي

2018 / 7 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يروج هذه الأيام بصفحات بعض الجرائد الإلكترونية خطابا جديدا يسند لبعض مدرسي الفلسفة بمدينة مراكش صفة " الفيلسوف المراكشي ".
يمكن لهذا الاسناد أن يوهم القارئ غير المطلع على تفاصيل الدرس الفلسفي المغربي بأن الأمر يتعلق بكبار فلاسفة الغرب الإسلامي الذين كانو يتنقلون بين مراكش والأندلس؛ في العهدين المرابطي والموحدي، من أمثال ابن باجة وابن رشد، بل لا يتعلق حنى بمفكرين احرين من طينة ابن البناء المراكشي. لكن ما يفيد بأن مقام القول يميل لتوجه اخر هو ما جاء في بعض الجرائد الالكترونية التي سطرت بعريض الخط عناوين من قبيل : " الفيلسوف المراكشي د . محمد موهوب يترشح لمباراة نيل مصب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض بمراكش ". هذا العنوان الذي نشرته جريدة كلامكم ليوم 08 يوليوز 2018.
وحتى لا يقع المطلع على الخبر ندلي له ببعض المعطيات التالية:
- إن سياق هذا الاخبار هو دع غير مباشر لترشح الأستاذ موهوب لتولي شؤون عمادة كلية الاداب والعلوم الانسانية بمراكش. ولهذا نجد أن هذه الجريدة أدرجت خطابا انتخابويا، منه مثلا : " المفكر والمثقف المراكشي الدكتور محمد موهوب، هو أحد الرواد الذين وضعوا العودة التاريخية للفلسفة .
وهو من ابرز الكفاءات التي تزخر بها مدينة مراكش التي مثلها في العديد من المحطات الدولية كمثقف أدبي ومبدع في مجال الفكر والفلسفة، وكشخصية سيكون توليها لمنصب العمادة مناسبة لإحداث طفرة نوعية على مستوى كلية الآداب والعلوم الإنسانية. وهذا الكلام تم اعتماده في الجريدة الالكترونية " مراكش الاخبارية " ليوم 29 يونيو 2018، حيث نصادف القول التالي : " الأستاذ محمد موهوب من ابرز الكفاءات التي تزخر بها مدينة مراكش التي مثلها في العديد من المحطات الدولية كمثقف أدبي ومبدع في مجال الفكر والفلسفة، وكشخصية سيكون توليها لمنصب العمادة مناسبة لإحداث طفرة نوعية على مستوى كلية الآداب والعلوم الإنسانية ". ولإيجاد سند يقوي هذه الدعاوى، إعتمد دعاة المقالتين شهادة تدلل على كفاءة الأستاذ موهوب العلمية، وذلك في عبارتين متطابقتين. وهما الصيغة اللغوية التالية : " الأستاذ موهوب من مواليد مدينة مراكش، ... حيث حاز على شهادة الدكتوراه تخصص في الفلسفة الألمانية المعاصرة في جامعة السوربون بباريس ".
- لقد أرفقت الجريدتين تصريحا للأستاذ موهوب، وهو عبارة عن فيديو على يوتوب، يصرح فيه بصيغة اللفظ ووضوح الدلالة أنه تخرج من جامعة السوربون ودرس عند كبار الفلاسفة، خاصة الفيلسوف الفرنسي " دوزنتي "( Jean-Toussaint Desanti ). علما أنه لم يذكر من الجامعات الفرنسية غير ذلك.
هذه المعطيات هي تدفعنا في هذا القول إلى تقديم الملاحطات التالية:
- يلزم التمييز بين الفيلسوف ومدرس الفلسفة. فنحن لا نشكك في قدرات الأستاذ موهوب ومساهماته في حقل الدرس الفلسفي والأدبي والترجمي. لكن إدعاء من نوع " الفيلسوف المركشي " يتطلب نوع من التواضع ففيه تضخم الأنا. علما أن الأستاذ موهوب ذو انتاجات متواضعة جدا مقارنة مع من يحق له نعث فيلسوف. فهو لم ينتج سوى كتاب حول ترجمان الفلسفة أو بعض الترجمات الأدبية أو بعض المداخلات والمساهمات في محاور فلسفية محدودة. وللعلم حتى كبار مرسي الفلسفة بالمغرب ممن سال مداهم الفلسفي لم ولا يدعون أنهم فلاسفة، والمرحوم محمد عابد الجابري وطر عبد الرحمان ومحمد سبيلا...والائحة تطول لم يتباهون بصفة فيلسوف. لهذا فإن تناول الجريدتين هو خطاب إيديولوجي يمكن أن يؤول على أنه منح صفة غير مستحقة له، وتضخيمه لاجل احراز صفة عميد للكلية.
- يتبين من خلال الفيديو المشور والمذكور أن محمد موهوب يذكر جامعة السوربون وكأنه قضى بها كل سنوات الدراسة بباريس. والحال أنه يحاول أن يستميل القرئ، فهو لم تحضر شهادة الدكتوراه بالسوربون، لكن ببارس الثامنة 8، المعروفة بسان ديني، ولقد حضرها تحت اشراف أستاذ اخر، كان موهوب اول طالب يشرف ليه، وكان ذلك سنة 1997 تحت عنوان " هايدغر قارئا لهوسرا "، أما أستاذه فلم يكن دوزنتي بل Arion Lothar Kelke.
فلماذ أسلوب المراوغة لاحراز صفة غير مستحقة وانتحال صفة؟ أليس هذا نوع من السفسطة الفلسفية؟ هل هكذا يكون الفليلسوف، وخاصة المركشي؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل ماضية في خططها لاجتياح رفح.. ما الموقف المصري؟


.. سلمان رشدي لشبكتنا: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وما هو




.. جراحون أميركيون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي


.. بين الحية وأبو عبيدة.. تناقض في خطابي حماس السياسي والعسكري




.. عودة هجمات الحوثيين بعد هدوء نسبي.. الأسباب والأهداف | #الظه