الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة بطريق الخطأ

عماد نوير

2018 / 7 / 13
الادب والفن


رسالة بطريق الخطأ
__________________
احتجتُ إلى وقت طويل جدا كي ألملم أشتاتي، و أقنع كبريائي أنّي تلقيت دعوة من سيد أحلامي، و فارس أنوثتي و شاعر وجداني، أقنع حيائي أنّي لن أطيل الهمس بأذن الشّوق حتى تحملني النسمات إلى أرض لم تطأها قدم إلّا إيّايّ، قلب حبيبي المتصحّر ينتظر أمطاري و سيولي و غمائم حبي و دلالي.!
هذا الوقت يا سيد يرتجف و تصطك أسنانه و هناك دموع متحجّرة في طرف عينه، ينتظر أن تَمسح يدك الدافئة على كتفه الباردة جدا من خوف من مجهول و أمل بدأ ضوءه يتباعد و تخطفه عوالم ليست واضحة الرؤية.
أنا أعرف يا سيد أن الرجل يتغابى أحيانا، لا بل كثيرا ما يتغابى، فطول الوقت الذي كانت فيه أسرار المرأة تتكشف بين يديه، ينكره فجأة، و ينظرها ككيان مجهول مرعب، حين تخطأ كالعادة، و تصرّ على أن الأقدار تظلمها دوما تحت تفاهة و قبح الملكية المبتذلة، و هي تعلم أن كل سلطاته شكلية، لكن هكذا تحاول أن تسلب باسم الرّقة و النعومة و المظلومية كل كلمة عليا منحتها له الموروثات دون أن يمارسها بصدق!
أنت تعلم كل ذلك، يقينا تعلم أكثر من ذلك، فلماذا تنسى أو تتناسى؟
بين يديّ الآن يا سيد رسالة كتبتَها لامرأة يوما، أهدتني إيّاها حين أحسّتْ بأن الموت صار يدغدغ أصابع قدميها، قرأتها لي وأنا أمرّضُها من حمى مجنونة، كانت تقرأها عن ظهر قلب و الورقة أمامها معطّرة و مهابة، قالت و هي تحاول أن تقبّل بسمتها، هو يحترم المرأة جدا، و يعرف أنها تنّور سرعان ما يهدأ ليمنحنا كثيرا من الإيجابيات، فالمرأة لا يمكن أن تكره حين تحب، رغم ما يشاع عن انتقامها و خرافات ليست من قوانين العشق لديها، حين تحب رجلا تنسى أن هناك رجالا، الرجل منّا يمكن أن يكذب حين يحب، يقنع نفسه إنه في حضرة العشق، و سرعان ما ينهار و يظلم شخصا معه، لكنها أبدا لا تخطأ في الحب و اختيار المحبوب، قالت لي مرة: قد يحب المرءحبيبا حبا جمّا، لكن قد لا يجد رغبة في مواصلة الحب إلى الأبد، و أدارت وجهها نحو السّماء، فتّشتُ عن عيوبي و عرفت بأني لست أطاق على الدوام، ربما لأنني رجل شرقي، و ثقافته ذكوريّة تسلطية، تستهلك المرأة من وجدانها كثيرا لتتقبلها مضضا.!
كنت أتكأ على شذراتك التي كنت تصوغها لي في الليالي الباردة، أجعلها تعويذة تحميني من جنوني و هبلي، جنوني الذي لا يعرفه غيرك، حتما تذكر يوم أكلتُ أقراطي من فرط الغيظ، و كيف طلّقتكَ و أنا لا أملك عصمة، و كيف اتصلتُ بالشرطة أخبرهم إنك تخطفني و تحاول أن تغتصبني، كانت شذراتك درع يجعلني في مأمن، في كتفي الأيمن كنت أحمل حرزا كُتب فيه"سأتحمّلكِ رغما عنكِ"...
مازلت أذكر يا سيد إصرارك بأنك تختلف عن كل الرّجال، و أنا أستغرب بالظاهر و أصدّق في سرّي، كنت أقرأ في عينيك الاطمئنان في تصديقي كل ما تنطق، تعويذاتك يا سيد مازالت سارية المفعول، رغم إني قد حرقتها جميعا و حرقت معها كل صورك و كل هداياك، مازلت أحس بحصن يحميني في الشارع، في العمل، في كل مكان، فيه عطرك و جنونك و غيرتك و رجولتك و عصاميتك...
مازلت أنتظر يا سيد طرقة باب تمزق صمتي، و تعلن عن خَمرة الحب، عيشة لا حب فيها، جدولا لا ماء فيه.
تحياتي ....
ساندي.....

عقد حاجبيه، مطّ شفتيه، و كتبَ ردّا سريعا:
- عذرا سيدتي، لابد أنكِ أخطأتِ، لستُ الشخص المعني!
لم يتأخر الردّ غير ثوان:
- كثيرا ما أُخطئ يا سيدي، لكن قلبي لا يُخطئ أبدا...!
عماد نوير ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما


.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا




.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما


.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في




.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة