الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية هي الخلاص الحقيقي للدول العربية

هالة عوض الكريم سعيد

2018 / 7 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتبادر إلى أذهان الشخص الديني أن العلمانية تهدف إلى إنهاء دور الدين في الحياة عموما وأنها ضد الدين لكن العلمانية تهدف أساساً إلى فصل سلطة الدين السياسية عن أمور الدولة كي لا يكون الدين والنصوص هي من تقبض سيطرة الحُكم في الدولة .
تعاني الدول العربية من تزمت ديني واقصاء للاخر ومشروعية القتل لكل مختلف عنهم ,كبت للحريات, الاستبداد الديني , التخلف وقمع واضطهاد المرأة فالدول الدينية دول فاشلة وظالمة لأن الدين شأن شخصي وليس دستور يحكم
"الدولة لا يمكن أن تكون دينية ,الدين للأفراد
الدولة اما فاشلة أو ناجحة حسب النظام الاقتصادي والسياسي لها " _ عدنان ابراهيم
ولكن الدول العربية تخشى تطبيق العلمانية لعدة اسباب لخصها دكتور عبد العزيز القناعي في :

* تلغي الوصاية الدينية على الذات وهي التي يرفضها الدين باعتباره مملوكًا .
* تخلق الانسان الحر بينما الدين مازال قائماً على أّن الانسان غير حر تماما إنما ُمستعبد.
*تجعل الدين شئناً خاصاً بينما الدين يقوم على الحاكمّية ونشر الخلافة في العالم كله .
*تقييم المجتمع الدستوري بينما الدين لا يعترف سوى بالشريعة وقوانينها وحدودها.
التشريعات الدينية في الدول العربية والحدود والعقوبات لا تتلاءم مع القرن الحالي وكثير منها يعتبر لا إنساني ولا تساهم في حل الجرائم والمشاكل التي يواجهها الشعب بدليل ان الدول العربية الْيَوْمَ من اكثر الدول تخلفاً وفقراً وبالتالي إزدياد نسبة الجرائم بها ولكن بالرغم من أن هذه القوانين الدينية لا تساهم في الحل الا انها تعتبر ثابتة لا تتغير وغير قابلة للنقد "إيمانية ثبوت النص لكل الازمنة " وهذه هي فداحة الموقف ثبوت النصوص أمام انتشار هائل للجرائم في الدول العربية , ولكن العلمانية يمكنها ان تضع الحلول التي تنظر أساساً في البدء إلى أسباب هذه المشاكل ومن ثم مساهمة هذه القوانين في خفض مستويات الجريمة حيث تكون هذه الحلول واقعية وفعالة مع إمكانية تغيير هذه القوانين مع ما يتلاءم مع الواقع الحالي ووضع قوانين فوق جميع التشريعات الدينية تناسب جميع المواطنين وبالتالي تحقيق مبدأ المساواة .

الدول الدينية ضد الحرية بكافة أنواعها فالدين يحدد للفرد أفكار وطُرق لا مناص من اتباعها ولا يجب عليه أن يحيد عنها وإلا عُوقب فالدولة الدينية لا تحترم اصحاب الديانات المغايرة ولا تؤيد حق الفرد في حرية المعتقد هذا ما أدى الدول العربية لتكون منغلقة ذاتياً واقصاء الاخر المختلف والمشروعية في قتله أحياناً واعتباره من أهل الذمة داخل حدودها , ولكن اذا ما طبقت العلمانية فإنها تكفل للجميع حرية اعتناق ما يريدونه وحمايتهم وحرية التعبير وحرية الصحافة والإعلام ونقد الأديان _ يُعاقب عليها بالسجن تحت تهمة ازدراء الأديان فأصحاب الاقلام الحرة يواجهون تهديداً لحياتهم في الدول العربية _ وبالتالي يتعلم الشخص العربي التعايش السلمي الديني والانفتاح على الاخر لا مجال لنصوص الكراهية والعنصرية وازدراء الاخر للتطبيق . فالدول العلمانية تقوم على أساس المساواة واحترام كافة العقائد وحقوق الانسان وبالأخص حقوق الأقليات والمستضعفين بدلاً من تهميشهم وسلب حقوقهم في الدول الدينية .

التعليم الديني يُسهم إسهاما كبيراً في تخلف الدول العربية لانه يعلم مُذ الصغر على حياة الخضوع والاستسلام والعمل لحياة اخرى هذا بدوره يجعل الانسان لا يفكر في تطوير حياته الحالية وبناء شخصيات ضعيفة ليس لها القدرة على الانتاج ويقتل لديه مَلَكة التفكير والابداع _ لان التعليم قائم على نبذ الفكر النقدي _ فبدون تطبيق العلمانية لا مجال للتقدم العلمي والتكنولوجي والمدني ومواكبة تطور العلم الحديث
•تعليم الانسان كيفية انتزاع حقوقه بدلا من الطاعه العمياء الحاكم
•تعليم الانفتاح على الحضارات والثقافات الاخرى بدلاً من التاريخ الدموي للفتوحات لقمع الاخر
* تعليم آخر التطورات في الطب بدلاً من التداوى ببول الحيوانات
* التعليم الهندسي والتصميمات بدلاً من التطاول في البنيان من علامات الساعة .

النصوص الدينية لم تكن منصفة بحق المرأة ولا تضمن لها حق الحياة الكريمة ويتم اعتبارها كائناً ذَا درجة ثانوية في الدول العربية وسلبها حقها في التعليم , الحب ,حرية الاختيار , عدم تجريم العنف والاغتصاب الزوجي وجرائم الشرف التي ترتكب بحقها ولكن في حال تطبيق العلمانية يَضمن للمرأة مساواتها بالرجل وارجاع كل حقوقها المسلوبة ومعاقبة المغتصِب _ بدلاً من تزوجيها إياه في بعض الدول العربية _ وحمايتها من كل من يعترض لها حتى وإن كان من أسرتها فالعلمانية تضمن للنساء الحياة الكريمة حتى تنهض الدولة بكافة أفرادها وليس حقوق وامتيازات لجنس على حساب جنس آخر .

فالعلمانية هي الخلاص الحقيقي للدول العربية التي عانت قروناً كثيرة وعاشت في ظلام الاستبداد والاستعباد لتعيش الحياة الطبيعية مكفولة بالحقوق والحماية والمساواة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س