الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعليق علي مستجدات زيارة البشير إلي روسيا

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2018 / 7 / 15
حقوق الانسان



إن بيان قوى نداء السودان الممهور بتوقيع الأمين العام القائد مني مناوي يمثل خطوة مهمة وجادة ومتطابقة مع دعوتنا لإطلاق حملات واسعة من قبل المنظمات الحقوقية والإنسانية، والتنظيمات السياسية الحرة والديمقراطية، حملات محلية وإقليمية ودولية تطالب بتنفيذ قرارات المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن الدولي، والتي قضت منذ سنوات بالقبض علي الرئيس الإنقاذي عمر البشير وتسليمه للمحاكمة في لاهاي.

هذا الموقف عززه تصريح المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية السيد فادي العبدالله، نقلا عن صحيفة (صوت الهامش) والذي شرح موقف المحكمة تجاه أسفار البشير المتكررة بشكل مستمر، وأوضح ما سيترتب عن سفره الأخير إلي دولة روسيا.

فرغم أن موسكو ليست طرفا في
المحكمة الجنائية ولم توقع علي ميثاق روما التأسيسي، إلا أنها مطالبة بأن تلتزم طوعا وإنسانيا بقرار المحكمة إنصافا لضحايا نظام الخرطوم، كما علي الروس الإلتزام بقرار مجلس الأمن الدولي من منطلق عضوية روسيا في مجلس الأمن الدولي.

إن الدعوة لتنفيذ قرارات القضاء الدولي ومجلس الأمن الدولي تحتاج لمساندة التجمع المدني والسياسي والإنساني والشعبي داخل وخارج البلاد، فالبشير ظل يستفز الشعور العام بتصريحات التحدي والسفر من حين لآخر، وعلي العالم أجمع أن يتخذ موقف إيجابي واضح لإيقاف هذه الفوضى.

عندما طالبنا بتوقيف البشير في روسيا، لم نأتي بموقف جديد، بل هو مطلب ثابت ومن صميم قضية التغيير والتحرر وبناء موطن المواطنة والسلام والديمقراطية، ذلك لإنصاف ملايين المظلوميين ورد حقوق الإنسان، وإيقاف سياسة حروب العنصرة والفساد المالي والإداري.

فالسلام والديمقراطية والأمن والعدالة الإجتماعية، أشياء لا تتحقق إلا باحداث تغيير حقيقي في بنية الدولة الحالية، وإيجاد وضع جديد بحيث تتساوى فيه الحقوق السياسية والمدنية بين الجميع، وللوصول إلي هذا الهدف الإستراتيجي لا بد من إقرار صريح بالمظالم التاريخية ومحاسبة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية بقرار قضائي ودولي.

ومن غير الممكن أن نتحدث عن السلام ونظام الخرطوم يعمل لتعطيله ومنع الوصول إليه بكل الطرائق، فالنظام يفجر الحروب هنا وهناك، كاستثمار متعدد المقاصد والمرامي، وقد أفشل ما يزيد عن 15 جولة تفاوضية بالعاصمة الأثيوبية - أديس أبابا، ووقع علي خارطة الطريق ثم إنقلب عليها وأفسدها بالمماطلة والمكايدة، وصمت العالم يدفعه لتجريب كل أنواع وأشكال الجرائم الغير أخلاقية حيال الإنسان السوداني، ولن تتوقف ممارسة الإغتيالات والإعتقالات والتشريد والتعذيب ومصادرة الحريات ولو ليوم واحدة في السودان، ودفاتر وتقارير المنظمات الحقوقية والتنظيمات السياسية شاهدة علي ذلك.

إن هذا الوضع المتأزم مرفوض ومستنكر بموجب المواثيق والأعراف السائدة في عالم الإنسان المتمدن، ولا يمكن إنهاء الظلم والظالم حاكم، ولا يجوز للعالم أن ينسى حقوق المظلوميين ويتصالح مع الظالميين لتحقيق مصالح سياسية وإقتصادية تكون خصما علي حياة وأمن وإستقرار الملايين، ولا يمكن أن يتراجع شعبنا عن حقه في الحياة والأمن والإستقرار ويتصالح مع نظام دكتاتوري ومستبد أحرق الأخضر واليابس وتسبب في توطين الفقر والمجاعة، فهذا النظام قسم السودان وقهر السودانيين وصنع بفساده وإستبداده طبقة الجلابة (البرجوازية الحاكمة) التي تستثمر في موارد الشعب وتستعمره بالآلة العسكرية.

لذا فان المتابعة اللصيقة لما يحدث في روسيا من الأمور الضرورية لنا كشعب قهرته سلطة الإنقاذيين الإسلاميين الإنقلابيين بقيادة عمر البشير، كما أننا نحتاج لمتابعة السير في مسار التنوير بضرورة مواصلة الثورة وتطوير وسائل الإحتجاج الداخلي والخارجي، ويجب أيضا تمتين وتوسيع دائرة تحالف قوى التغيير والتحرر، والعمل بروح الفريق الواحد لمطالبة العالم بتحمل مسؤلياته تجاه المطلوبين للعدالة الدولية، والعمل علي إسقاط النظام القائم بثورة شعبية، وبناء أسس نظام ديمقراطي جديد لسودان حر وموحد.


سعد محمد عبدالله
15 يوليو - 2018م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا ستجني روندا من صفقة استقبال المهاجرين غير الشرعيين في ب


.. سوري ينشئ منصة عربية لخدمة اللاجئين العرب




.. غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح


.. اعتقال مؤيدين لفلسطين في جامعة ييل




.. الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟ • فرانس 24