الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسلمون يخربون بيوتهم بايديهم

ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)

2018 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية





المسلمون يخربون بيوتهم بايديهم
ادهم ابراهيم

اننا لايمكن ان ننكر التآمر على منطقتنا العربية
من قبل الدول الطامعة ، او التي لها اجندات جيوسياسية فيها ، بالرغم من ان هنالك عوامل داخلية من جهل وتخلف فكري واجتماعي تساعدهم على تنفيذ مخططاتهم التآمرية . والا ماذا نفسر الغزو الامريكي للعراق او التدخل الروسي والايراني في سوريا وكذلك التمدد الايراني السافر في العراق وعلى الاخص بعد الاتفاق النووي مع ايران . ان سعي اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية لضمان الامن الاسرائيلي ، او بالاحرى التوسع غير المحدود لها يدفعهم دائما لجعل المنطقة تعاني من ازمات داخلية تحول دون التفكير في عدالة القضية الفلسطينية ناهيك عن ايجاد السبل الكفيلة لتحقيق حل الدولتين على اقل تقدير . كما انهم يسعون للحد من التوجهات القومية والوطنية نحو التطور والتقدم . وهم لتحقيق هذه الاهداف لايسعون الى مواجهات مسلحة جديدة مع دول الطوق العربي او العمق الاستراتيجي العربي والاقليمي . انما هناك وسائل اخرى اشد فتكا واقل خسائر وهي اشغال المنطقة في حروب داخلية بين فصائل مسلحة . بمعنى ان اهدافهم تتحقق على ايدي السكان المحليون من خلال زرع الشقاق بينهم وتحريضهم على الاندفاع لتحقيق مشاريعهم الوهمية بالقوة المسلحة والعمل على تشجيع الحركات الراديكالية الاسلامية من الدواعش و النصرة وحتى الاخوان المسلمين للحصول على السلطة والثروة او ايهامهم بها . وبالمقابل فسح المجال للطرف الاسلامي الاخر واقصد الجمهورية الاسلامية لتصدير الثورة بمفهومها الايراني الى الدول العربية . وقد تطور الصراع بين الطرفين الاسلاميين ، الراديكالي او الجهادي المتطرف ، والاسلامي الايراني حيث بدأ الاخير بالتمدد في سوريا والعراق تحت ذريعة حماية المقدسات الاسلامية اولا ثم بذريعة مكافحة الارهاب لاحقا . اضافة الى مساعدة الحوثيين في اليمن . وبالمقابل تم دعم الحركات الاسلامية المعارضة في سوريا سياسيا و ماليا وتمكينهم من السيطرة على منابع البترول او تمويلهم من دول خليجية . وفي العراق تم تسخير الدولة ومواردها في زرع الشقاق بين ابناء الشعب الواحد بكل الطرق والوسائل للوصول بهم الى الصدام المسلح ، وقد بلغت الذروة في تنفيذ هذا المخطط عندما مكنت داعش من السيطرة على مدن عديدة ثم جرى تخريب المدن وتهجير السكان بدعوى اخراجهم منها وتشكيل ميليشيات مسلحة غير مسؤولة وغير منضبطة وتجاهل نمو وتوسع الجريمة المنظمة في عملية واسعة لتخريب المجتمع . مع بث التفرقة الطائفية ثم القومية على نطاق واسع . وتغول الاحزاب والتحالفات الدينية الحاكمة في حلقة مفرغة من الفعل ورد الفعل . ومازالت داعش تصول وتجول في العراق رغم ادعائهم بالقضاء عليها . تواجهها فصائل مسلحة ، ادت الى الفوضى الامنية وتبدد موارد الدولة في نزاع ذو صبغة دينية طائفية لا نهاية لها وكل طرف يدعي الاسلام او تطبيق الشريعة الاسلامية على حساب الطرف الاخر الاسلامي ايضا . وتعززهم فضائيات عديدة تنشر الكراهية والاعلام التحريضي ليس في العراق فقط بل في غالبية الدول العربية لتمزيق المجتمعات العربية وتأجيج الصراع الداخلي وتحريض الاهالي على الغلو في التطرف والعنف
ومن جانب اخر تشتغل وسائل التواصل الاجتماعي من واتساب وفيسبوك وتويتر وغيرها لنشر الاخبار والفديوهات الملفقة والمضللة والتي ادت الى استمرار الصراع الاسلامي الاسلامي . . وحتى المتعلمين والمثقفين دخلوا في هذه المتاهة عن طريق نشر اقوال لرجال دين معتوهين ومرضى نفسانيون مهووسين بافكار هدامة من هذا الطرف او ذاك وكل طرف يهاجم الطرف الاخر بوسائل واساليب رخيصة دون ان ينتبه المواطن بانه يساهم في تنفيذ مشروع خبيث يشغله عن مصالحه الحقيقية في تحقيق التقدم والرفاه الاجتماعي . وانتشر الكذب والدجل والشعوذة وتبادل الاتهامات وكل يدعي الصواب وغيره مجانب له . وهم في حقيقة الامر على باطل ، تحركهم نزعات جاهلية في حب الظهور والخوض مع الخائضين في مستنقعات الجهل والتخلف ونشر الافكار المتهافتة الهدامة
فاين الصدق والامانة والاخلاق الحميدة والقيم العليا والانسانية التي يتبجحون
بها رياء

وبعد هذا كله . مالذي جنيناه
ماذا جنت ايران من تصدير الثورة الاسلامية غير القتل والنزاعات المسلحة في الخارج والفقر والبطالة في الداخل . وماذا جنت دول الخليج غير تبديد الثروات وصراع المشيخات والملوك . وماذا حققت الاحزاب الدينية في العراق غير النهب والسلب والتضحية بالشباب والسلم الاهلي . وماذا حصلت سوريا غير الالام والتخريب والتهجير . وكذلك اليمن وليبيا . . وماذا جنى الشعب المصري غير البطالة والفقر والصراعات الدينية ، وهنالك في الطريق الاردن والجزائر والمغرب

اين وصل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الذي تحول الى صراع بين جناحي فتح وحماس ودخلت اسرائيل في خاصرة الضفة الغربية بمستوطناتها المرفهة . وصفقة القرن على الابواب ولانعرف لها طريقا . ومن اين ستمر لتكسب اراضي وتزيح شعوبا
واين حماية المقدسات . ويوم القدس الذي يتم الاحتفال به كل عام . والقدس قد سجلت باسم بني صهيون . . والقنيطرة والجولان دخلت في الخارطة الاسرائيلية المتمددة على الدوام . انها اكاذيب انطلت على الشعوب ومازالوا يخوضون في متاهة لانهاية لها اللهم الا الخيبة والخذلان

وبعد هذا كله نتسائل من الذي نفذ التخريب والتقسيم والفرقة . انهم يخربون بيوتهم بايدهم . فاين المبادئ التي يدعون بها واين العدالة والحق والانسانية . اين الفكر الخلاق والفن الجميل اين العقيدة السمحاء والعلم . اين المثقف العربي وماموقعه في هذه الجلجلة . من الذي سيقول كفى لنبدأ من حيث بدأ العالم المتحضر . . من الذي سيحررنا من قيود الماضي وسلاسل التاريخ . من الذي سيجدد الفكر الديني ويعيد تأسيس القيم الانسانية والاخلاقية المفقودة ، ويعيد الينا الوعي وروح المواطنة وصيانة الكرامة الانسانية . واين الانسان الذي كرمه الله باحسن تكريم . من الذي سيعيد مكانتنا الحضارية بين الدول المتقدمة والتي اهتزت بالممارسات اللاانسانية التي مارسها البعض باسم الدين . من الذي سيحرر الدين من قيود السياسات الفاشلة ومن مستنقعات الاحزاب السياسية التامرية ويعود بنا الى الوعي الديني الصحيح المبني على اساس حرية العقيدة الفردية وحرية الممارسات الدينية ويحقق لنا التضامن المجتمعي المبني على القيم الانسانية العليا بعيدا عن الصراع في تفاصيل العبادات والطقوس المختلفة . ويخلصنا من انتقاد وتسفيه عقائد الاخرين
اننا نعيش وسط عالم متنوع وفضاء واسع ونسير في طريق الحداثة ان شئنا ام ابينا . وعلينا التكيف مع العالم المتغير وعدم الوقوف في محطات تاريخية قديمة والعمل على وفق قول الفقهاء بتغير الاحكام بتغير الازمان ، وبعكسه فاننا سنبقى في صراع مستمر ، نراوح في مكاننا وننعزل عن العالم ونفقد العلم والثقافة والفن والتقدم والحضارة الانسانية
ادهم ابراهيم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة