الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مغزى تجديد الإسلام كل مائة سنة؟

طلعت رضوان

2018 / 7 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



وهل الحديث النبوى له علاقة بدعوة: تجديد الخطاب الدينى؟
وما معيارالتجديد؟
من بين الأحاديث المنسوبة لنبى الإسلام حديث {يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها} وهذا الحديث ورد فى معظم كتب الأحاديث، ويستشهد أصحاب تياراليسارالإسلامى به بهدف الترويج لمقولة أنّ الإسلام ضد التحجر، ويكتبون العبارة الشهيرة: متفق عليه بين قوسيْن.
وهذا الحديث كلما قرأته كلما نشط عقلى المولع بالتأمل والتساؤل:
أولا: لماذا أدلى الرسول بهذا الحديث؟ وهل معنى ذلك أنه كان {مؤمن} بقانون التطورالذى يرفض الثبات..وبالتالى يرفض النصوصية؟
ثانيـًـا: أوليس هذا الحديث يتعارض بشكل واضح مع المأثورالإسلامى القائل: إنّ الإسلام صالح لكل زمان وكل مكان؟
ثالثــًـا: ما الموقف لوأنّ الشخص الموعود بالتجديد كل مائة سنة، اختلف اختلافــًـا جذريـًـا مع من سبقوه؟ ولعلّ ماقاله أبوالحسن الأشعرى أنْ يكون دالاعلى تصورهذا الموقف..فبالرغم من تبحره فى الاعتزال، صعد إلى المنبروقال ((اشهدوا علىّ أنى كنتُ على غيردين الإسلام، وإنى قد أسلمتُ الساعة)) فكتب الأزهرى المستنير(عبدالمتعال الصعيدى) فى تعليقه ((وحينئذ يكون المعتزلة فى نظره كفارًا لامسلمين..وكان الأجدربه ألاّيتنكرلمذهب مكث معتقـدًا صوابه أربعين سنة..فلايصح أنْ ينفى الإسلام عنهم أويقال إنهم فـُـساق مسلمون..وإنما هم مجتهدون يـُـثابون على صوابهم ويـُـعذرون على خطئهم)) (المُجددون فى الإسلام- هيئة قصورالثقافة- عام2007- من ص150- 162)
رابعـًـا: إذا كان عمرالأزهرتعدى الألف سنة..فهل أخرج من {جـدّد الإسلام} وأنقذه من التحجر؟ إنّ وقائع التاريخ أثبتتْ العكس..وعلى سبيل المثال كتب عبدالمتعال الصعيدى ((...ولم يكن (رجال) الأزهريقلون جمودًا وتنطعـًـا عن علماء استانبول، لذلك ألــّـف الشيخ حسن الحجازى قصيدة سخرفيها من رجال الأزهرفقال ((الجامع الأزهرابتلاء/ ربٌ له العزوالوجود/ يا لذئاب ذوى ثياب/ بين دواب لها تبيد/ صلوا وصاموا والليل قاموا/ والقلب ذا بعيد/ أبدلهم دهرنا قرودًا/ يا بئس دهرًا له قرود)) (المصدرالسابق- ص420)
خامسـًـا: هل التجديد سيكون من داخل النص القرآنى أم من خارجه؟ فإذا كان من خارجه فهل سيلغى النصوص القاطعة مثل قتل كل مختلف مع الإسلام..ومثل التفرقة بين المرأة والرجل فى الميراث..ومثل حق {المسلم} فى امتلاك أى عدد من النساء بموجب آلية {ملك اليمين} المنصوص عليها فى أكثرمن آية؟ إلخ..فإذا فعل ذلك فإنه لايعتبرمن المُـجددين للإسلام، بل من المرتدين عن الإسلام، أما لوالتزم بالنصوص وبسيرة الرسول..فلا يـُـعتبرمن مُـجددى الإسلام.
سادسـًـا: السؤال الخامس يتولــّـد عنه سؤال: ما معيارالتجديد؟ وبلغة عصرنا هل توجد لائحة تــُـحـدّد شروط التجديد؟ والسؤال السادس يتولــّـد عنه سؤال سابع: هل ابن حنبل وابن تيميه ومحمد بن عبدالوهاب من المجددين؟ إلى آخرقائمة الأسماء التاريخية..خاصة أنّ كثيرين من الباحثين الإسلاميين يرون أنّ أصحاب هذه الأسماء من المجددين. لدرجة أنّ أ.طارق البشرى اعتبرأنّ دعوة محمد بن عبدالوهاب من {دعوات الإصلاح الدينى الحميدة} بينما كتاب الإسلام وأصول الحكم لعلى عبدالرازق من {دعوات الإصلاح الدينى الضارة} وذلك فى مقاليْن على مدارأسبوعيْن وكل مقال شغل صفحة كاملة {جريدة العربى الناصرية 27/3, 3/4/1995}
سابعـًـا: هل فقيه مثل الماوردى كان من بين المحسوبين على رأس كل مائة سنة ليـُـجدد للمسلمين دينهم؟ وهل الماوردى ـ كمثال ـ مُـتخصّص فى التاريخ الإسلامى، أم دخيل على هذا التاريخ؟ وهل هومن (أعداء الإسلام) أم من المُـدافعين عن الإسـلام؟ وهل يستطيع أحد أنْ يُـشكــّـك فى إيمانه بالإسلام؟ ومع ذلك كان الرجل (لشدة إيمانه بالإسلام) صريحًا وأمينـًا وهوينقل لقارئه بعض المواقف التاريخية/ الإسلامية التى نقلها بدوره من (أمهات الكتب التراثية) عن هذا التاريخ، من بينها أنّ (النبى) محمد أمربقتل ستة فى عام الفتح ((ولوتعلقوا بأستارالكعبة)) وذكرالماوردى وقائع عديدة عن قتل الخصوم وحرق المزروعات (الأحكام السلطانية والولايات الدينية- تأليف أبى الحسن البصرى البغدادى الماوردى- مكتبة ومطبعة مصطفى البابى الحلبى بمصر- الطبعة الثالثة- عام 1973- عدة صفحات) فهل الماوردى الذى نقل هذه الوقائع التاريخية، من (المُعتدلين) أم من (المُـتشددين)؟ وهل تلك الوقائع مكتوبة فى (أمهات الكتب التراثية) أم اخترعها وتجنى على الإسلام والمسلمين وعلى التاريخ الإسلامى؟ وما تأثيركلام الماوردى (المُـقـدّس) لدى الأصوليين الإسلاميين المُـغرمين بالقتل والتخريب؟
وماذا لوجاء مجدد على رأس مائة سنة..ولأنه يخشى عذاب النار، لذلك سوف يـُـطبـّـق الآية29من سورة التوبة، فهل يستطيع أى (مواطن) أنّ يعترض على القرآن؟
وهل الحديث النبوى له علاقة بدعوة {تجديد الخطاب الدينى} فى العصرالحديث؟ وإذا كان (التجديد) لغويًا ينطبق على الأشياء المادية (تجديد الأثاث، عـَـمرة للسيارة إلخ) فهل التجديد يشمل الروحانيات والعقائد؟ وإذا كان الأصوليون يقتلون عن إيمان دخل عقولهم وصارأشد من صلابة الأسمنت..وبالتالى ألايُـعتبر(تجديد الخطاب الدينى) مثل أية طوباوية/مثالية مريضة لأنها ضد الواقع وضد العقل؟ ولماذا لايكون البديل (تجديد الخطاب الثقافى)؟ بترسيخ قيم العلمانية التى أثبتتْ أنّ سعادة البشر..وتقدم الشعوب لايمكن أنْ يتحقق إلاّبالإيمان بدولة (القانون) التى تؤدى- بدورها- إلى دولة (المواطنة) والسبيل إلى ذلك (علمنة مؤسسات الدولة) وأنّ أخطرآفة واجهتْ البشرهى (خلط الدين بالسياسة) والدولة التى تحتضن الأصوليين وتحرص على بقائهم وعلى دورهم التخريبى ترتكب جريمة فى حق شعبها، لأنّ الدولة (شخصية اعتبارية) ليس لها دين ولاتتعامل بالدين..وإنما بقوانين تــُخاطب كافة المواطنين، بينما الدين اعتقاد شخصى. ويتغافل الأزهريون عن أنّ واقع العصرالحديث غيرواقع القرن السابع الميلادى، والمجتمع المصرى غيرمجتمع الجزيرة العربية، فلماذا هذا التغافل؟
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ادوات واساليب
ابو محمد ( 2018 / 7 / 15 - 21:31 )
التجديد يكون بالادوات والاساليب وليس بتحديث التشريع ودون جدل بيزنطي الحالة الاسلامية امامك فلم يتم اي تحديث او استدراك على النص
كل 100 عام ليس فقط عند المسلمين بل اغلب شعوب الارض تجدد الاساليب وليس القيم والمبادي
يتم تجديد مكافحة الفساد المالي واساليب ادارة شؤون الدولة
وهنا الحديث واضح عن رجل دولة يقوم بتلك العملية او حكومة وطابعها تنفيذي يرمم ويصلح ويطور اساليب الادارة المجتمعية وسقفه الشريعةالمتفق عليها اساسا وجدانيا وحضاريا
فبدون رجم او جلد ما فيش مجتمع يؤيد الدعارة
وبدون قطع ايدي لا احد يقر ويسهل السرقة
والخ
الموضوع الاساليب يا طلعت
حضرت احتفال في الاتحاد السوفييتي السابق بمناسبة تجديد الدستور فسالت طب ليه من الاول مكتوب خطا
اجاب الاستاذ المادة نفسها ولكن هنا الادوات التنفيذية صارت احدث فمن الرجعية عدم استعمالها وخاصة الادوات والاساليب المصرفية والاقتصادية
مثلا قضية الاسهم وارباحها تقاس بروح النص ودور الجدد تحديد باي خانة تقع الاسهم هل هي مدخرات او حرث
هناك قضايا كثيرة من هذا الباب وتختلف فيها الادوات وواجب تجديد وتعلم التعاطي وقيادة هذه الاداة
السيسي قصد تجديد الاسلوب والاداء


2 - ما التجديد
ابو محمد ( 2018 / 7 / 16 - 01:35 )
إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ
وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا
اوردت الايات الكريمة لادراك دقيق لمعنى جديد وتجديد
وكمن يقول فلان جدد الدعوة او جدد المطالب الشعبية
لا يعني هنا اي تغيير وانما التذكير ووجوه ميدانية جديدة
اما ما تتكلم عنه يا سيد طلعت فهذا يسمى تحديث وموائمة مع متطلبات جديدة
وهناك شيء يسمى نجل ونجيل بحيث ياتي الرسول لتثبيت وتاكيد الاصل بقص المحدثات على الاصل كما فعل سيدنا المسيح الذي قص وازال المزور البشري في التوراة ونجله واخرج التوراة بنصها الاصلي من خلال النجل فكان الانجيل
وقت قال عليه السلام ما جئت لاغير الناموس بل لاحافظ عليه واخلص بني اسرائيل من الحشو البشري والتدليس عى غرار شغل بولص رسائل وشهادات لاحداث وهمية


3 - ضرورة التجديد
johnhabil ( 2018 / 7 / 17 - 02:02 )
يقول الدكتور محمد عمارة .
دول يلي ينادون بالنسخخ ، حي ودونا بداهية .. طالما هناك ظروف جديدة قد حدثت مما يدعي النسخ لنص قديم واستبداله بنص جديد .. ومعنى هذا يجي يوم وننسخ الإسلام كله..1- وما ننسخُ من آية أو ننسها ..... 2 - وإذا بدلنا آية بآية أخرى
وتقول المعتزلة
لو كان كلام الله قديماً ؟؟!! لكان الناسخ والمنسوخ قديمين ... وذلك محال لآن الناسخ (( يجب)) أن يكون متأخراً عن المنسوخ .. والمتأحر عن الشيئ (( يستحيل )) أن يكون قديماً
وبقول القرآن في التوبة 111
إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ-;- مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ-;- يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ-;-هل سيبقى الإنسان يخضع لصفقة تجارية أزلية ؟؟؟! ... حتى إذا عمٌ السلام الكرة الأرضية ؟؟؟

اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص