الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق الرأسمالي: من الحرب الى الديمقراطية الجزء / 4

مظهر محمد صالح

2018 / 7 / 16
الادارة و الاقتصاد


العراق الرأسمالي: من الحرب الى الديمقراطية الجزء / 4

الدكتور مظهر محمد صالح
الجزء /٤
لم يفترق الاقتصادي الكبير (جوزيف شومبيتر) في تعريفه للديمقراطية والذي خطه في كتابه الموسوم (الرأسمالية والاشتراكية والديمقراطية) الصادر في العام 1942 والذي سنتناوله لاحقاً عما يتعرض اليه التحليل الاقتصادي للعلوم السياسية للظاهرة الانتخابية في الوقت الحاضر . فبالقدر الذي يتناول فيه الفرع الاخير من العلوم الاقتصادية دراسة نماذج التصرف السياسي المختلفة التي تفترض بالناخبين هم من معظمي المنفعة الاقتصادية في حين تعظم الاحزاب السياسية عدد الاصوات الانتخابية ، فأن الفيصل الحاسم في هذا التفاعل سيبقى يؤشر مدى بلوغ الاحزاب السياسية مرحلة التطور الاقتصادي وبناء مقومات مايسمى بانموذج تعظيم دالة الرفاهية الاجتماعية . اذ مايزال هذا الانموذج بالرغم من ذلك هدفا بعيد المنال بسبب ضعف مؤسسات السوق ومؤسسات البنية الفوقية السياسية مع تجانس المصالح الانية بين الاطراف المكونة للعملية الديمقراطية منذ نشاتها عند اقرار دستور جمهورية العراق في العام 2005 . وان تلك الاطراف ظلت تتخبط في رؤى وسياسات قد لاتحقق الاهداف الاجتماعية والاقتصادية الكلية بالضرورة عبر الدورات الانتخابية المختلفة وهما بلوغ مجتمع الكفاية الانتاجية ومجتمع العدل في توزيع الثروة والدخل الوطني .
وحسب رؤية جوزيف شومبيتر للديمقراطية نجده يسلط الضوء على امر مازلنا نعمل على ترسيخه وهو توافر مجموعة مؤسسات تمكن من اجراء انتخابات حرة وعادلة مع توافر القدرة على مسائلة السياسيين من قبل ناخبيهم وحرية الدخول في الحياة السياسية . ومهما تم القبول بتعريف شومبيتر للديمقراطية ، فأن البلدان تختلف فيما بينها في توفير الظروف المؤسسية التي تتجاوب مع التعريف الذي جاء به ذلك العالم الاقتصادي الشهير جوزيف شومبيتر والذي عد من بين افضل اقتصاديي القرن العشرين . مما يضع امام المثقفين جميعا في العراق الحاجة لاعتماد خطة دقيقة ومبسطة ومرتسم واضح للتفريق بين الديمقراطية واللاديمقراطية ودرجة تحقق التنمية وانطلاقها واسباب تعثرها واخفاقها لتكون جدول اعمال اقتصادي سياسي حقيقي قادر على توفير معايير التحليل الاقتصادي لتطور الديمقرطية السياسية في العراق.
فدرجة الامثلية بين تلازم مؤشرات الديمقراطية وانطلاق التنمية تستوعبها بالغالب متغيرات كثيرة على صعيد محوري الكفاية الانتاجية والعدالة في توزيع الدخل والثروة الوطنية . وبغض النظر عن هذا وذاك فبين المقياس (1) الذي يمثل الامثلية الديمقراطية والمقياس (صفر)الذي يؤكد انعدام الحياة الديمقراطية ، فأن العراق بدون شك قد اجتاز فعلا القاعدة الصفرية ورسم طريقه بقوة نحو الحياة الديمقراطية وسعيه الحثيث في تجاوز الاشكاليات الموضوعية المقيدة لها بعد ان تم تشخيص الجذور الاقتصادية لنشوء الديمقراطية العراقية وتجاوزالجذورالاقتصادية للمجتمع الاستبدادي الشرقي وانماط انتاجه المتخلفة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محافظات القناة وتطويرها شاهد المنطقة الاقتصادية لقناة السو


.. الملاريا تواصل الفتك بالمواطنين في كينيا رغم التقدم في إنتاج




.. أصوات من غزة| شح السيولة النقدية يفاقم معاناة سكان قطاع غزة


.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الخميس 25-4-2024 بالصاغة




.. بركان ثائر في القطب الجنوبي ينفث 80 غراما من الذهب يوميا