الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعارضة في لبنان إلى أين؟

فؤاد سلامة

2018 / 7 / 16
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


ثمة أكثر من سبب وجيه لنشارك جميعا كمعارضين في التحركات الاحتجاجية على الوضع المزري الذي بلغته أحوالنا، والاعتراض على إحجام الدولة عن القيام بواجباتها، وتقاعس المسؤولين الذين أعيد انتخابهم عن القيام بأدنى مهامهم، أي تشكيل حكومة مدنية مصغرة وكفؤة تتولى معالجة الملفات المتراكمة، من كهرباء ومياه ونفايات وإنماء وإعمار ومحاسبة المخالفين الكبار للقوانين الواضعين يدهم على الأملاك العامة..

يدرك جميع المعارضين أن الدولة أصبحت أبعد ما يكون عن كونها دولة قادرة وعادلة، وأن قيام تلك الدولة أصبح صعبا جدا بعد أن وضعت الأوليغارشيات الطائفية يدها بالكامل على الدولة وصادرت مقدراتها..
معادلة العهد القوي - الدولة الضعيفة فرضت نفسها، بموافقة شعبية تقارب الأربعين بالمائة.. العهد القوي أصبح يعني دولة ضعيفة مركبة على سيبة طائفية ثلاثية شيعية-مارونية-سنية. وهذا لا يظلم أحدا، من الطوائف فحصة الدروز والأرثوذكس والكاثوليك هي داخل حصة الطوائف الثلاث الرئيسية.

لا أحد من أطراف المنظومة الحاكمة يعترض على الأرجحية الشيعية المسلحة بوحدة الشيعية السياسية ووحدة المرجعية الخارجية الإيرانية، وإن حدث اعتراض فبكثير من الخفوت والخجل. هذه هي الطائفية السياسية في تطورها الطبيعي، ومن يعترض من داخل الصيغة الطائفية فهو يعترض على حصة وليس على نهج ومسار.

الذين يرفعون شعار محاربة حزب الله وهيمنته على الدولة لا يطرحون حلا جديا من خارج الصيغة الطائفية بمعظمهم..
قد يكون واقعيا اليوم ربط مصير الصيغة اللبنانية بمصير صيغة الولي الفقيه في إيران، بعد أن انتقلت تلك الصيغة إلى لبنان.
ويمكن أن نتصور وضعنا اليوم شبيها بوضع الكتلة السوفياتية، التي كانت شعوبها في حالة كمون إلى أن انهار الجدار الحديدي..
الصيغة الطائفية اللبنانية هي الآن في قمة عصرها الذهبي، في مواجهة مأزق إعادة تجديدها. لقد استنزفت كل إمكانيات التجديد ولم تعد تنتج غير المزيد من الانحلال والتفكك والأزمات و.. النفايات..

هل تختلف أطراف المعارضة حول الخطوط العريضة لهذه الرؤية وعلى بنود أساسية في برامجها؟
هل ثمة ما يبرر افتراق أطراف المعارضة أو إحجامها عن بناء جبهة سياسية-مطلبية-اجتماعية تجتمع على برنامج الحد الأدنى في مواجهة استئثار الطبقة السياسية بالسلطة منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن؟
المراقب والمتابع لوضع المعارضة يلمس بوضوح التراجع التعبوي لمعظم أطراف هذه المعارضة رغم تصاعد أزمة النظام واستفحال الخلافات والصراعات التحاصصية داخل الطبقة السياسية. ثمة أكثر من سبب يدعو للتحرك الاعتراضي والاحتجاج والتظاهر السلمي، ولكن لا نلمس استعدادا عند أطراف المعارضة للاستفادة من هذا الوضع الشعبي المشحون بكل عناصر النقمة والانفجار.

المبادرة الاحتجاجية التي نظمها حزب سبعة تبدو منطقية وإيجابية وإن تكن متواضعة، كونها تأتي من حزب حديث النشأة، تمكن بجديته ومثابرته خلال سنتين من تشكيل حالة اعتراضية مميزة عجزت عنها أحزاب عريقة.
ما حدث إثر مبادرة حزب سبعة الذي قال أنه بصدد تنظيم تحرك احتجاجي خاص بأعضائه وأصدقائه، ينبغي أن يكون مشجعا لأطراف المعارضة الأخرى على المزيد من المبادرات الاحتجاجية الخاصة أو المشتركة.

النقد الذي يوجه لطرف من أطراف المعارضة بحجة التفرد ومحاولة التميز وقطف ثمار تحرك ما، من الأفضل توجيهه للمتقاعسين والمترددين، والتركيز على إيجابيات كل تحرك اعتراضي يؤدي لتحريك المياه الآسنة في المستنقع الذي نغرق فيه جميعا بنوع من الاستسلام والتسليم بالقدر المشؤوم.
لا شيء يمنع أطياف اليسار، الشيوعي والليبرالي والسيادي والثوري والديمقراطي، من توحيد صفوفهم ومن أن يبادروا بالتحرك وبدعوة الآخرين للمشاركة إذا رغبوا.

من الأفضل أن نرى تصاعدا تدريجيا لحركات الاحتجاج وامتدادا مناطقيا لهذه التحركات. ولا شيء يمنع من أن يعمل المعنيون على خلق إطار تنسيقي للمعارضة، قد يتحول لإطار جبهوي عند تصاعد الحركة الاعتراضية ونضوج الظروف الذاتية داخل أطراف المعارضة.

إن ما يجمع مختلف أطراف المعارضة لهو أكثر بكثير مما يفرقهم. إذا وضعنا جانبا التصنيفات الأيديولوجية، فثمة عناصر وحدة برنامجية تجمع معظم أطراف المعارضة، يسارا ويمينا ووسطا.
إذا عدنا إلى الرؤية السياسية لتحالف وطني فسنجد أنه قد يصلح مع بعض التعديلات والإضافات لأن يشكل قاعدة نظرية سياسية متينة لإعادة إحياء وتوسيع الإطار التحالفي بضم مختلف الأطراف اليسارية التي بقيت خارجه، إليه.

ما كان يمنع تلاقي تلك الأطراف المعارضة ربما تمثل بالطموحات الانتخابية لمرشحي الأحزاب، وسوء التقدير لأحجام هذه الأحزاب. يوجد الآن إمكانية موضوعية وحاجة ملحة لإعادة البحث في توحيد المعارضة على مجموعة من الأهداف المشتركة، وبدء تحرك منسق لممارسة أقصى قدر من الضغط على الطبقة السياسية لمنعها من مواصلة جر البلد إلى الهاوية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نهاية لبنان
رامي الشطي ( 2018 / 7 / 16 - 12:27 )
بوجود حزب الله لن يغامر أحد بتوظيف أمواله في لبنان وهو ما غدا الطريق الوحيد للتنمية طالما هناك حزب الله من العبث التظاهر وا|لإحتجاج
طالما يعجز اللبنانيون عن التخلص من حزب الله فليتخلصوا من الثنائي المقيت وليد جنبلاط - نبيه بري وهو الذي يجمد الحياة السياسية في لبنان

كان رجل الدولة المختلف فؤاد السنيورة هو من رفض تمويل صندوق الجنوب وصندوق جنبلاط1

اخر الافلام

.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.


.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي




.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024