الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمل التطوعي في خدمة الانسانية تجربة التطوع في لبنان 1982

محمد جواد فارس

2018 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية



للمدرسة الوطنية واعداد الانسان بحبه للوطنه وقوميته وللانسانية جمعاء هي مسألة مهمة في صياغة عقلية الانسان في تفكيره وسلوكه .ومن هنا قدم المناضلين أصحاب المبادئ ارواحهم من أجل الوطن والامة والانسانية ، ولنا في التاريخ الحديث أمثلة كثيرة ، وقد زرع مؤسس الحزب الشيوعي العراقي بذرة لدى الشيوعين بتطوعه للذهاب لاسبانيا لدعم الثورة هناك ، ولمواقفه الوطنية التي جسدها في مقولته : كنت وطنيا وعندما أصبحت شيوعيا ازدت وطنيتي . وفي القضية القومية وهي القضية الفلسطنية التي كانت ملتهبة انذاك ولازالت ، ارسل يوسف سلمان يوسف (فهد ) رسالة من السجن الى تنظيم الحزب عام 1947 وجه الحزب نحو النضال من اجل أقامة دولة فلسطنية يتعايش فيها العربي المسلم والمسيحي واليهودي أبناء الوطن الواحد . ولكن للاسف لم يتم ذلك فقد اقدم النظام الملكي السعيدي باعدام يوسف سلمان ورفاقه محمد حسين الشبيبي وزكي محمد بسيم ويهودا صديق وساسون دلال وتم الاسراع باعدامهم بدفع من البريطانين والصهيونية العالمية لتنفيذ مخططهم من أجل تكثيف الهجرة اليهودية الى فلسطين .



بعد العودة من انغولا في صيف علم 1982 وصلت الى دمشق عن طريق موسكو ، والتقيت برفاق في منظمة الحزب في دمشق جرى أسكاني في احد البيوت الحزبية مع رفاق في مساكن برزة ،وبعد ايام قليلة أقدم العدو الصهيوني بغزوا جنوب لبنان وكان المخطط ليشارون وحكومة العدو الصهيوني هو ضرب القاعدة الاساسية لمنظمة التحرير الفلسطنية وذلك بالدخول الى بيروت ، ومن هنا جاءت رغبتي للتطوع والذهاب الى لبنان وقد قدمت مقترح للرفاق بتطوعي باسم الحزب وكان الجواب ايجابا وفي اليوم نفسه ذهبت الى مكتب الهلال الاحمر الفلسطيني في دمشق بساحة عرنوص وطلبت منهم تسفيري الى لبنان ،وكان لدي هوية الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وجرى الاتفاق ان اتواجد في المكتب صباح اليوم التالي ومن ثم جرى تسفيري مع المقاتلين الى البقاع ومن هناك الى مشفى في برالياس وكان أحد اعضاء المكتب التنفيذي هناك د. راجي مصلح حيث طلب مني ان أذهب مع سائق الاسعاف ابو رمزي ومعنا بنك دم لايصاله الى مشفى عكا ، وكان شارون وجيشه على تخوم مدينة بيروت ولاتوجد امكانية للذهاب عن طريق بيروت دمشق الاعن طريق كان لابي رمزي معرفة به ، وكنت اجب على التوجيهات عن طريق الاسلكي وعلمن المصطلحات التي أجب بها ،وبعد وصولنا الى مشفى عكا ذهب ابو رمزي الى مكتب رئيس الجمعية الدكتور فتحي عرفات وخبره وانا كنت مقابل المكتب واذا بالدكتور فتحي يفتح الباب ويعانقني ويقول لي ( ياعراقي انت الان جئئتنا في هذا الضرف قلت له لدينا مثل عراقي يقول الصديق يعرف وقت الضيق ) . قال لهم خذو الدكتور يتعشى وهناك في مطعم المشفى واذا بزميلي الدكتور علي عثمان وكان معي في دراسة الاختصاص كان رئيس قسم وزوجته نتاشا دكتورة وابنه معه عمار استشهد بعد دخول المليشيات من الغربية مع الصهاينة واقدموا على مجازر صبرا وشتيلا بعد خروج المقاتلين من بيروت والتي قدم الشعب الفلسطيني والبناني الالف من الشهداء .



وبعد ان جرى تنسيبي الى المسيطبة لافتتاح مشفى ميداني في سينما سميرا ميس المهجورة وبمساعدة الرفاق في تجمع الجان والروابط الشعبية تم تنظيم المشفى بخمسة وعشرون سريرا لاستقبال الجرحى والمرضى وكنا انا والدكتور صلاح الرفيق الاديب نتناوب على استقبال المرضى وعلاج الجرحى ، وكان عدد من الجان الشعبية يساعدونا في عملية الاسعافات وهم يذهبوا في سيارة الاسعاف لنقل الجرحى واتذكر ان احد الرفاق وعلى ما أتذكر اسمه فؤاد ابو حطب وهو شاب في مقتبل العمر كله طاقة وحيوية استشهد وهو يؤدي مهمته الانسانية بطلق ناري من العنلاء للصهاينة ، واتذكر البنات وعلى رأسهن الزميلة رحاب مكحل وهي الان زميلتي في المؤتمر القومي العربي وكلها حيوية ونشاط كانت مع زميلاتها تعد الطعام الى الجرحى من الجيش السوري والمقاومة الفلسطنية ، وكنا نقوم بجولات بين مخيمات الفلسطنين لعلاج من يحتاج الى العلاج ومعنا صيدلية للدواء ،كنا لانبالي بحياتنا في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية ، واتذكر كيف انا ذهبنا الى دار عائلة لبنانية وبعد ان انجزنا مهمة العلاج ارادوا ان يضيفوننا قهوة وهو ما عرفناه من المواطنين من كرم ومحبة وتضحية ومقاومة للعدو الصهيوني ، وكان الدار قريب من خطوط التماس مع الغربية ونحن نجلس في البالكون واذا برشت عيارات نارية من بندقية ، وهربنا الى داخل المنزل ، قضينا تسعون يوما من الحصار ونحن نمارس عملنا الانساني ا، وكن لقاءات تجري بين الحكومة اللبنانية والمبعوث فليب حبيب الى توصلوا مع منظمة التحرير الفلسطنية الى اتفاق بخروج المقاتلين عن طريق البحر ، وكنت مكلفا للسفر الى عدن مع المقاتلين انا والدكتور صلاح عبد اللطيف ونحن في الطريق والمودعين لنا من الشعب اللبناني بالرز ، واذا ببرشقة رصاص من داخل السيارة اصيب بها الدكتور صلاح وحملته الى سيارة الاسعاف الى مشفى الامريكي واجريت له عملية جراحية بعدها استبدل بي الكتور حسان عاكف للذهاب الى عدن وانا اخترت الذهاب الى سوريا ، وقد تركت منظمة التحرير الفلسطنية كل السلاح الثقيل وخرجت بسلاحها الفردي الى تونس وعدن ودمشق والجرحى الى قبرص ، وتركة للمقاومة البنانية لكي تدافع عن عروبة وكرامة لبنان الطيبة والكرم .

تحية لكل من قدم بصمة في تاريخ العمل التطوعي من أجا خدمة الانسانية .



محمد جواد فارس

طبيب وكاتب

16تموز 2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل