الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقع المثقف الفلسطيني ,وموقفه من القضية الفلسطينية من خلال رواية تحت عنوان رأيت رام الله لصاحبها مريد البرغوتي .

حسن ابراهيمي

2018 / 7 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


مما لاشك فيه أن الرواية تحت عنوان رأيت رام الله لصاحبها مريد البرغوتي حاولت من خلال الأحداث التي تضمنتها توصيف واقعين مادي, و ثقافي فلسطينيين يتسمان بالأزمة ,من خلال الوقوف عند موقف المثقف من الاستعمار الصهيوني لفلسطين ,وما نجم عن ذلك من تطور للواقع المادي ,والثقافي مس كافة البنى بفلسطين .
اعني بذلك البنيتين التحتية ,والفوقية منها ما لحق الطرقات من خراب ,وما تعانيه البنية الثقافية من تخلف دون التدخل لإصلاحهما .
من خلال هذا المنطلق عمد السارد إلى عرض بعض نتائج الاستعمار الغاشم ,خاصة ما نجم عن الحربين بين الشعب الفلسطيني الذي تدعمه الشعوب العربية ,والصهاينة سنتي 1948و 1967من تهجير لأسر فلسطينية ,ورغبتها في العودة إلى فلسطين,
بعد إيجاد تسوية للقضية الفلسطينية .
هكذا تأسس فضاء الرواية من خلال نسج علاقات بين الشخصيات الروائية تختلف من حيث مرجعياتها الثقافية ,وأهدافها ,كل ذلك من اجل إبراز أهم حدث ضمنها ويتعلق الأمر بحلم مثقف بالعودة إلى ارض الوطن بعد غياب دام ما يناهز 30 سنة خارج ارض الوطن ,
من هنا جاء توصيف العودة إلى رام الله مركزا على شبكة من العلاقات يتداخل فيها ما هو سياسي بما هو ثقافي ,والوقوف عند جملة من المحطات التي استغلها السارد من اجل بناء فضاء الرواية ,وبالتالي من اجل إبراز البنيتين التحتية ,والفوقية ويصف تخلفهما من خلال وصف دقيق لحالة الطرقات كما قلت وغيرها .
أيضا ركز السارد على وصف دقيق للبنية الثقافية بفلسطين ,من خلال التركيز على جملة من العلاقات ,وإبراز ما للشعر ,وغيره من دور في تنوير المجتمع .
لكن إذا كان الأمر كذلك فان السارد لم يتمكن من إبراز الموقف من القضية الفلسطينية من خلفية ثقافية ,اذ على الرغم من كون بعض الدول الأوربية ,والعربية تمكنت من استقبال العديد من المثقفين الفلسطينيين , على الرغم من ذلك فالسارد لم يحكي بالرواية ما يفيد استغلال مواقعهم للضغط على الأوساط السياسية الأوربية ,والعربية من اجل المساهمة في بلورة رأي عام يخدم مصلحة القضية الفلسطينية من منطلق علاقة الثقافة ببناء موقف مشرف لدى السياسي يساهم في تحرير الشعب الفلسطيني من قبضة الاستعمار من خلال استغلال الواجهة الثقافية من اجل ذلك .
وعليه لم يرد ضمن الرواية ما يفيد ذلك ,وكما أن الموقف السياسي يتبلور خارج الواجهة الثقافية .
بمعنى أن المثقف كطليعة ينبغي أن يخوض معارك ,ويتابع الأحداث ويحللها ,ويساهم في تنوير الموقف السياسي وتنوير المجتمع بشكل عام ,وإرشاده إلى طريق الثورة ضد الصهيونية ,بالإرشاد إلى نوعية المواقف التي ينبغي تبنيها .
هذا المعطى لم يرد ضمن الرواية بحيث جاءت مقتصرة على عرض جملة من الأحداث دون عرض افقها ,لذلك نلاحظ غياب عرض أفق واضح للقضية الفلسطينية ,من منطلق الهم الذي يحمله المثقف الفلسطيني ,والذي ينبغي أن يساهم في تحليل الأحداث ,وإعادة ترتيبها بعد تفكيكها ودفع المجتمع لاتخاذ موقف صحيح منها خدمة للقضية التي يدافع عنها ,ومن تم تحديد طبيعة العلاقة التي تربط السياسي بالشعب الفلسطيني من حيث تاطيره ,وتنظيمه ,ودفعه لمواجهة الكيان الصهيوني المحتل في أفق التحرر منه .
ضمن نفس الإطار عمد السارد إلى عرض البنيات الثقافية المتخلفة التي حافظ عليها الاستعمار الصهيوني ,ولم يرد ضمن الرواية ما يفيد البحث عن الطرق والوسائل التي من خلالها يمكن تجديد السياسة التعليمية ,والنظام التعليمي ,وتعميم التعليم على كافة أبناء الشعب الفلسطيني ,والبحت عن السبل التي تحقق جودته ,بل جعله بوابة من اجل بناء التنشئة ,وإشباعها بمواقف وطنية تغذي حب الوطن لديها للدفاع عنه ,بل تجعل ذلك من الأولويات التي ينبغي التركيز عليها في إطار مشروع بناء شخصيات وطنية مستعدة للانخراط في بناء الوطن ,وبناء غد أفضل
على الرغم من ذلك فان الرواية تعتبر بحق من بين الروايات الجادة ,حيث دأب السارد من خلالها إلى استخلاص نتائج أهمها أن هذا الاستعمار الغاشم الذي مس الشعب الفلسطيني في كرامته ,كما مس المجال الترابي بتهويد جزء منه لبناء دولة قومية للصهاينة ينبغي أن يزول مهما كانت النتائج . ومن اجل ذلك ينبغي على المثقف العضوي أن يساهم في بناء هذا الغد الأفضل بمواقف مشرفة تربط الثقافة بالسياسة بتوجيه السياسي وتنويره بها على اعتبار ان عملية التحرر عملية مشتركة ينبغي ان يشارك فيها الجميع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح