الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عوامل الانتصار على فصائل الإرهاب في محافظتي درعا والقنيطرة

عليان عليان

2018 / 7 / 20
الارهاب, الحرب والسلام


عوامل الانتصار على فصائل الإرهاب في محافظتي درعا والقنيطرة
بقلم :عليان عليان
لا يسع المراقب للتطورات العسكرية في الجنوب السوري إلا أن يسجل سرعة الحسم في المعارك مع فصائل الإرهاب ،التي رفضت الدخول في المصالحات والتي عملت الشرطة العسكرية الروسية على ترتيبها ، بحيث بدت هذه الفصائل وعلى حد تعبير أحد المراسلين العسكريين الصهاينة أشبه بتشكيلات هرمية كرتونية.
فالمعارك التي خاضها الجيش العربي السوري وحلفاؤه في الجنوب السوري منذ ثلاثة أسابيع أدت إلى تحرير معبر نصيب الحدودي مع الأردن ومنطقة شرق درعا بالكامل، ومعظم بلدات غرب درعا ، وتحرير درعا البلد، وريف القنيطرة عبر اتفاقات تتضمن تسوية أوضاع بعض المسلحين الذين دخلوا مربع المصالحات بضمانات روسية ، وخروج من يرفض المصالحات إلى إدلب بالحافلات الخضراء.
سرعة الحسم العسكري وفرض المصالحات والتسويات على فصائل الإرهاب جاء في ضوء عوامل محددة أبرزها :
أولاً : الدور القتالي الشجاع والمحترف للجيش العربي السوري المتفاني في الدفاع عن الوطن ، والمستند إلى عقيدة قومية راسخة، فهذا الجيش الذي قدم ما يزيد عن مائة ألف شهيد وحارب منتصراً على مئات الجبهات، اكتسب مهارات قتالية عالية في السياقين الكلاسيكي والعصابي ، وبات يؤرق العدو الصهيوني ويحسب له ألف حساب ،في أية مواجهة عسكرية قادمة بعد اندحار الإرهاب كلياً من سورية.
ثانياً : متانة التحالف في إطار محور المقاومة ، حيث شارك مقاومو حزب الله والحرس الثوري الإيراني ببسالة وبكفاءة عالية في كافة المعارك في سورية ، ولم يرضخوا لمطالب غرفة الموك وغيرها بشأن عدم مشاركتهم في معارك الجنوب ، مع الإشارة هنا أيضاً إلى أن العدو الصهيوني بات في وضع لا يحسد عليه جراء تموضع الحزب في جبهة الجولان ، وجراء الخبرة العسكرية الهائلة التي اكتسبها الحزب في الحرب ضد الإرهاب في سورية ، وفي الذاكرة القلق الكبير الذي انتاب الدوائر العسكرية الصهيونية ، عندما نظم الحزب عرضاً عسكرياً في بلدة القصير والتي ظهرت فيه الدبابات والآليات العسكرية والأسلحة الثقيلة .
ثالثاً : الدور العسكري والسياسي الهائل للقيادة والقوات الروسية ، إذ لعب الطيران الحربي الروسي دوراً مركزياً إلى جانب الطيران السوري بقصفه السجادي في تمهيد الطريق أمام عمليات الجيش السوري وحلفائه لتحرير مناطق الجنوب السوري في محافظتي درعا والقنيطرة .
وفي السياق السياسي عملت الشرطة العسكرية الروسية على استغلال انهيار معنويات الإرهابيين في الجنوب السوري ، ودفعتهم لتوقيع صفقات الاستسلام عبر التوجه إلى محافظة إدلب بالحافلات الخضراء أو الدخول في تسويات المصالحة الوطنية.
وفي السياق السياسي أيضاً فإن تكتيك " مناطق خفض التوتر " الذي ابتدعته القيادة الروسية في مؤتمرات أستانة ، سهل مهم الجيش العربي السوري في قتاله للفصائل التي جرى تصنيفها " بالإرهاب " وتحييد الفصائل المسلحة الأخرى لفترة من الزمن ، ناهيك أن هذا التكتيك أشعل حربا ضارية بين الفصائل المسلحة المسماة " معتدلة " وتلك المسماة " إرهابية ".
رابعاً : انهيار معنويات فصائل الإرهاب في الجنوب السوري إثر سرعة حسم الجيش العربي السوري لمعركة الغوطة ، وبدا واضحاً أن معظم فصائل الإرهاب في الجنوب وغيره كانت فصائل مرتزقة ، غير مسلحة بعقيدة قتالية ، وإن كانت ترتدي شكلاً طربوش الإسلام.
ما يجب الإشارة إليه هنا أن عامل التحالفات التكتيكية والاستراتيجية لعب ولا يزال دوراً مركزياً في حسم المعارك ضد الإرهابيين ومشغليهم ، وبهذا الصدد كان للروس دورهم الذكي في إدارة الأزمة مع الأمريكان ، وإيصالهم إلى خانة اليأس والتسليم باندحار مشروعهم في سورية ، عندما أعلنت الإدارة الأمريكية " بأن على الفصائل المسلحة أن تتدبر أمرها في الجنوب السوري ، وأن لا تنتظر دعما من الأمريكان ".
بقي أن نشير إلى العدو الصهيوني بات يعيش حالة تخبط ويأس جراء هزيمة فصائل الإرهاب في محافظتي درعا والقنيطرة، والتي أمدها بكل سبل الدعم التسليحي واللوجستي والاستخباري ، بات يستجدي روسيا عودة الجيش العربي السوري لخطوط الهدنة ولاتفاق فك الاشتباك لعام 1974 ، وبات نتنياهو يتوسل بوتين في زياراته المتكررة لموسكو إبعاد الحرس الثوري الإيراني لمسافة 60 كيلو متراً عن خط الهدنة ، لكن بوتين لم يستجب حتى اللحظة ، فهو ليس معنياً بالتضحية بحليف استراتيجي " إيران " لصالح ( إسرائيل ) الأداة المركزية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط .
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة