الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النموذج الهدف والنموذج الواقع

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2018 / 7 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سؤال_ لو قدر للنأريخ أن يعود لسنة 11 هجرية وأختار أهل الحل والعقد حلا متوافقا مع ما تقول أنفا ليكون مرشدهم إلى المجتمع العادل الرسالي، فهل تتصور شكل هذا النموذج؟ وهل سيختلف ما يختارون عن واقع ما حدث سياسيا وسلطويا؟.
الجواب_ في جواب سابق قلنا أن هناك مفهوم نصي حاكم فضلا عن كونه إرشادي ومولوي، بمعنى أن يختاروا للمهمة من كان مجعولا لهم وللناس إماما، أولا لأستمرار الهداية بالطريقة التي رسمها النص {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125، ثانيا لأنهم مؤمنين بالحق كما هو نزل أو وصل إليهم، فهم بالتالي ملزمين بأن يتبعوا ما جاءت به الرسالة من تحديد وشروط للإمامة، فلا يمكن أن يكون خيارهم غير الطاعة والأنقياد للشرط الملزم لها {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً }الجن16، فلا بد أن يختاروا ما أختار الله لهم تخريجا وقراءة واعية لإيمانهم {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36، ولأن الإمام المجعول لا بد أن يكون باسطا للخير وعاملا له فسيكون خيارهم بالنهاية هو الفلاح والنجاح في حياتهم ومستقبلهم، من هذا الخيار العقلاني الإيماني تبدأ التجربة الحقيقية المبنية على النص وحده بنتائجها وإرهاصاتها التي لا بد أن تنتهي بنضج حقيقي يتطابق فيه الإيمان المعلن مع الممارسة الحية.
هنا في هذا الجواب لا أكرر مقولة الفرقة الإمامية التي تدع وجوب الإمامة بالنص والتعيين وفق السلسلة التي يطرحونها، ولكن وجوب الإمامة هنا مبني على الأمر الحاكم وفقا لمفهوم الإمامة ذاته الوارد في التعريف السابق، دون أن نتنازع في أمر لا خيار لنا فيه وإن كان الخيار مطروح بين الطاعة وضدها، سيكون الإمام هنا والمجعول إلهيا هاديا لمرحلة مع بعد النبوة والتبليغ والإنذار على أن يطرح ومن خلال الوظيفة الجعلية التي أهلته لهذه الصفة ما يمكن أن يكون {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }الرعد7، فهو يعمل على تنفيذ النص كما هو وهو يعلم أن لكل قوم هاد ولكل زمان هاد ولكل مجتمع هاد يعمل بشروط الإمامة ويواصل مسيرة البناء المجتمعي على وفق ما حمل من مهمة يدرك بالضرورة أن لكل مجتمع رأس ونظام وسلطة وحدود لا بد من مراعاتها.
من الطبيعي وبغياب التجربة الأصيلة وما يمكن أن نقرأ من خلالها لا يمكننا أن نتصور الشكلية الدستورية والسلطوية للمجتمع الإسلامي والتي سيبلورها الإمام المجعول لو قدر له تأسيسها وإخراجها للوجود، ولو أن شيء من التجربة قد حصل بولاية الإمام علي لكنه بالتأكيد لم يستطع أن يطرح النموذج المرتقب عقليا لأسياب عديدة، منها حكم الواقع وثبوت تجربة الخلافة بمعنى تجذرها بالعقل الجمعي الإسلامي، وثانيا للمشاكل والأزمات التي أثيرت في ولايته منها العسكرية ومنها السياسية، مع تنامي نفوذ وقوة المدرسة المحافظة التي ترى في تجربة الخلافة بالشكل الذي تعاطى به المجتمع الإسلامي كحقيقة لا يمكن تجاوزها أو إنكارها، مما أثر وبشكل حاسم على أن يمضي بإصلاح ما يمكن إصلاحه بالفترة الزمنية القصيرة نسبيا بينه وبين من أستخلفهم في السلطة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س