الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هو الإسلام ؟ هل هو دين؟ أو منهج ديني؟

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2018 / 7 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد هذه المقدمة التي أردنا من خلالها أن نرسم صورة لأهم إشكاليات الدين ومشكلاته، سنبدأ حوارنا المفتوح بكل أريحية وأن لا نعود في كل مرة لأجوبة مكررة أو نعتمد الإشارة إلى سياق بدا واضحا الآن أمام القارئ، مضيفي ومحاوري سيطرح أسئلة تفصيلية وأخرى كلية لبيان موقف الإسلام منها على ضوء ما ورد أصلا في كتاب محفوظ، الأجوبة ستكون أيضا تفصيلية ولكنها بعيدة عما عرف بالنفسير أو التأؤيل، بل هي ملخص حقيقي نظنه أنه الأقرب من كل القراءات السابقة لقصدية ودلالات ومعاني الحكم أو الموقف الديني، بالغالب ستكون الأجوبة تدبرية أكثر مماهي تبريرات أو شرح للفكرة، سيكون السؤال والجواب هنا محدد بقضيته وموضوعه وقد نحتاج أحيانا إلى الربط بين لأجوبة وأحيانا التنبيه أن القراءات قد تكون صادمة أحيانا ومن غير النمط المتعارف عليه أو ما هو في الواقع من تسليمات أو عموم الأعتقاد بها أو فيها.
السؤال الأول_ الإسلام دين متكامل ومستقل له خاصية أنه وضع نهاية لفكرة الديانة والتدين بوجه محدد قد يتناقض مع الأديان التي سبقته أو التي أختلف معها في العموميات والخصوصيات؟ أم أنه الحلقة الأخيرة والنهائية من دين إبراهيم الخليل أقفل من بعده إمكانية التجديد أو الأستحداث في القواعد والأسس والأحكام؟.
الجواب_ في ضوء ما جاء بالنصوص أن دين الإسلام هو الحلقة الأخيرة والكاملة والمحدثة من دين إبراهيم الخليل بمراحله التطورية من موسى وهارون وصولا إلى عيسى النبي {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }البقرة136، فهو يشكل النسخة الناضجة والمصححة والنهائية لدين الإسلام الذي وصفته النصوص القرآنية بأنه الدين الحق، هذا يقودنا إلى حقيقتين هما:
1. كل الأديان الإبراهمية مصدرها عين واحدة وتشترك بأسس عامة تميزها عن بقية الديانات الأخرى، منها مثلا الإشارة إلى توحيد الألوهية ودور النبوة وغائية الهدف من الدين وكيفية التعبد الفردي فيه، فهو الحق بعنوان أن غيره من السلسلة الطويلة من الأديان قد أصابها التدخل البشري فلم تعد كما كانت أصلا حقا ممهورا ومصانا، لذا خاطب النص نبي الإسلام بهذه الحقيقة {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}التوبة33، وقد عرفت النصوص ما هو الدين بالآية التالية {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}البقرة132، فأولاد إبراهيم كلهم مسلمون وموصى لهم بأن يبقوا ويحافظوا على الدين بما أراد أبوهم منهم، فكل الدين بعد إبراهيم هو إسلام وكل المتدينين به من بعده هم مسلمون {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ }آل عمران19.
2. لا يدع نبي أخر دين بأنه حلقة منفصلة ولا بدعة خارج السياق الذي ورد في النصوص أعلاه، بل يعلنها جهارا نهارا إنما هو جزء من هذه السلسلة وإن كان يحمل ختامها، ويمسك بنهائية الصورة الدينية التي يجب أن يكون عليها دين الإسلام بالمعنى الشمولي {قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ }الأحقاف9، هنا نؤكد كما أكدت النصوص القرآنية على حقيقة أن التواصل في الفكرة الأساس بين إبراهيم ومحمد نعنمد على قاعدة واحدة هي قاعدة طاعة الله ورسله لمباشرة حياة مستقيمة إذا ما تم التسليم بالدين كوحدة واحدة تتميز بنسقية موحدة في الأسس والمنهج والنتائج {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ }البقرة130، فملة إبراهيم كما سماها هو الإسلام لا يمكن لأي نبي أو رسول من بعده أن يرغب عنها وإلا عد من السفهاء، لذا لا غرابة أن يكون النبي محمد أولى بإبراهيم والعكس صحيح {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ }آل عمران68، هذه الحقيقة هي التي تدعم وحدة الدين الإسلامي بفروعه الرئيسية الثلاث لو حملنا النصوص على محل القصد العيني في المعنى، دون أن أن نضع المسميات التأريخية والأعتباطية محل أهتمام وتقديم.
تناقض أديان أم تناقض في الدين
السؤال الثاني_ ألا يقود هذا الفهم إلى أننا نصطدم أحيانا بتناقض في المفردات سواء أكانت مفردات تقود لكليات الدين، أو مفردات تقود للخصيصة الخاصة بكل دين؟ السؤال هل وحدة الدين الإسلامي كما فهمنا يجب أن تقودنا إلى أفتراض وحدة نسبية بالنصوص والأفكار، وأيضا وحدة نسبية مفترضة بشكليات العبادة أو الأفكار العامة؟.
الجواب_نعم وهذا حاصل بالتأكيد ولولا ذلك لما تميزت كل ديانة عن أختها ببصمات متفردة تجعلها وكأنها عالم أخر لا علاقة له بما قبله ولا من بعده، هذا تقرير واقع حال، ولكن الإشكالية لا تعود برمتها إلى أصل الدين بل إلى ما تم رسمه لاحقا بيد الناس، أعني التحريف والتزييف والتدخل الأعتباطي وغياب التدوين المضبوط من لدن الرسل أصحاب الديانات وفي وقتهم وتحت أشرافهم، هو العلة في هذا الأختلاف، تشير النصوص القرآنية وبتحدي لهذه الظاهرة {فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} الصافات157، هذا التحدي يشير من جهة أخرى إلى وقائع حادثة ومحدثة غيرت وبدلت المفاهيم العامة وكلها بفعل المؤمنين الذين ولجوا باب التحريف تحت أسباب ومبررات عديدة، {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ}النساء46، هذه الحقيقة هي التي تفسر لنا النسخ المتعددة من الأنجيل مثلا أو ظهور أكتب أخرى مع التوراة، وقد شرحنا معضلة وإشكالية التدوين وأثارها في أكثر من مناسبة .
كان من نتائج التدخل البشري والتدوين اللاحق ودور العوامل الأجتماعية وتأثير الأفكار الثقافية والحضارية التي تراكمت وتعاضدت في أعادة بسط وتدوين النصوص الدينية بكل ما حملته من لواقح وزوائد ونقصان، أن تشكلت لنا خلطة هجينة وغير متجانسة من الدين، لا يمكن حسمها أو التدقيق فيها وفق مرجعية معيارية محددة لتكون الحكم فيما أزيد أو نقص من الدين لغياب الأصل الثابت لها كمدونة شديد الوثوق بأحتمالية أن تكون هي الكاملة والمزكاة من الرسل والأنبياء.
إذا ما وصلنا ليس بالضرورة هو كل الدين الإبراهيمي وما تبعه، والكثير من خلال المقارنة والمقاربة بين النصوص والأحكام المختلف عليها داخل الدين الواحد تؤكد أن الأختلافات هذه أختلافات موضوعة ومحشورة وغير أصلية، لذا فأختلافها مع النسخة المحمدية الأخيرة من دين الإسلام الإبراهيمي سبب واقعي وواقع مسبب بعلاته، ولا ضير أن نقول أن هذه الأختلافات واحدة من علل تكرار التشريع الديني فلولا عبث الإنسان لم يجد باعث الدين أو عين الديان أن يجدد دعوته بين فترة وأخرى، وبقى دين إبراهيم كما هو إلى النهاية.
سؤال_ من هذا الكلام يمكننا أن نقول أن كل يهودي أو نصراني يتمسك بدينه ويعمل وفق مقتضياته لا يمكن أن نسميه كافرا بدين الإسلام؟ هذا ما أجده مخالفا للكثير من النصوص القرآنية التي تصفهم مرة بالمشركين ومرة بالكافرين؟ أليست النتائج التأريخية التي أنتجها التمسك بنصوص القرآن الخاصة بأهل الكتاب تشير إلى غير ما تقوله؟.
الجواب_ قلنا في الجواب السابق أنه لو تم الحفاظ الكامل والموث لأحكام ونصوص الديانات السابقة بالصيغة التي جاءت فيها ولا أقصد التعبد أو الممارسات الطقوسية فهي تحصيل حاصل لتلك النصوص والأحكام، لم نك بحاجة إلى دين جديد وإلى نبي مرسل في كل مرة، ومع ذلك لو أفترضنا جدلا أن بعض مؤمني الديانات الإبراهمية قد أستحضروا فعلا كتبهم الأصلية التي تخلو من التحريف والعبث، سوف نجدهم في حالة تطابق شبه تام مع الجزء المحمدي من الرسالة الإسلامية ولا يمكن أن نصفهم بغير المؤمنين بالحق.
اليهود والنصارى والأحناف وبعض الديانات التي ذكرها القرآن من أمن منهم بها وعمل على تنفيذ وبسط ما فيها لاشك أنهم مؤمنون بدين الحق، القرآن نفسه لم يذكرهم بأي نعت يخرجهم من دائرة الحق {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}البقرة62، إنما الأوصاف التي ذكرتها جاءت نتيجة إيمانهم بالمحرف وعملهم بعلم أو بدون علم بما في دائرة التحريف وليس على أساس إيمانهم بالدين {فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة181.
معنى وصور الشرك بالله
تبقى قضية مهمة في تحديد معنى المشرك، هناك نوعين من مفهوم الشرك في القرآن، الأول الشرك في اله وهو أن تجعل مع الله إله أخر أو تعتقد ذلك أو تؤمن بأن الله مفهوم مركب أو مجزأ {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ }الأنعام19، فهذا الشرك تحديدا هو ما جعل النص القرآني يصف بعضا من أهل الكتاب بالمشركين لأنهم أشركوا مع الله {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }المائدة73، أو لأنهم أضافوا وصفا لا يليق بوحدانية الله {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ }المائدة64.
وهناك شرك أخر يتضمن جعل ما ليس في الدين أو لم ينزل به الله من سلطان حقيقة وكأنها صدرت من رب لدين، فهم أشركوا بما لله من حق وأشركوا بما عنده من أفكار أو مواق أو أراء وجعلوها موازية ومساوية للنص الديني المنزل، وبذلك زاحموا الله في وظيفته {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }البقرة79، كلا الحالتين تم التعامل بها من أهل الكتاب إلا ما ندر ، لذا فعندما يصفهم الله بالمشركين أو الكافرين إنما ليثبت لهم وعليهم موقف يراد له التصحيح وفقا لملة إبراهيم الأولى وما جاء في أخر نسخة أو حلقة من دين الله، هذا لا يعني أن كل من كان في وقت الرسالة هم ممن تنطبق عليهم الأوصاف بل منهم كانوا على إيمان حقيي وطاعة مخلصة لله {وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ }المائدة83.
سؤال_ هل يمكن لنا أن نتصور وقوع الشرك الذي ذهبت له في جوابك السابق بين المسلمين؟ وهل صحيح أن ما يوصم به بعض المسلمين اليوم من وصف الشرك والكفر مطابق لما هو وارد في قصديات النص القرآني؟.
الجواب_ لا أظن أن مسلما اليوم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله قد يفكر في أن يكون على خلاف مع شهادته، ولا يوجد مؤمن بأن الله الواحد الأحد الفرد الصمد ممكن أن يكون له شريك أو نظير أو عون، القضية التي تثار اليوم من بعض الأصوات شديدة المحافظة والتي لم تتفهم طبيعة الإنسان الفطرية تكفر الناس لأسباب ظاهرها يوحي بالشرك، ولكن لو سألت أي فرد من هؤلاء وقلت له أن مع الله إله أخر، ستجد الجواب القطعي بالنفي والأستنكار.
هناك في الواقع الأجتماعي وتأثير ما في الجذور الحضارية عند الأمم والمجتمعات بقايا ممارسات فطرية تشكل من خزينه الروحي، فمثلا عندما يتقرب للأولياء أو الشخصيات الدينية بسبب أو لسبب، فهو يظن أن الناس منازل عند الله كما هي منازلهم في الواقع، وكلما عظمت المنزلة كلما كان القرب من الله أدنى، يستخدم هذا القرب وهذه المنزلة ليختصر الطريق إلى ربه وهو يعلم أن ما لدية من ذخيرة إيمانية غير كفاية ليكون بذات القرب والمنزلة، فهو يتوجه لله بالتأكيد ولا يتوجه للولي أو صاحب الكرامة، كما يفعل في الحياة اليومية مع السلطة أو مع الواقع الأجتماعي.
الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور والله أعلم بما في النوايا، فهو وحده من يمكنه أن يصنف هذا كافر وهذا مشرك بناء على محددات قيمية وقياسية ذكرتها النصوص، وبما أن مثل هؤلاء المؤمنين الذين يتقربون لله بالصالحين لا هم يفولون هؤلاء أربابا يقربونا زلفة من الله ولا يدعون أنهم أبناء الله ولا ينسبون لله نقصا في القدرة أو في الفعل، فلا يمكن أن نصف هؤلاء بالمشركين ولكن الواجب الطبيعي أن نسعى لهم في الحقيقة أن الله قريب من كل عباده بما فيهم الذين أسرفوا على أنفسهم بالمعاصي، وعليهم أن يتقربوا إلى الله بقلوبهم بعد تطهيرها مما يمنع الأقتراب والتلاقي.
إذن الجواب على السؤال سيكون من غير الممكن أن تجد من يشهد يوميا ولأكثر من مرة أو يؤمن في قرارة القلب أن الله واحد أحد لا شريك له ولا نظير، أن يكون كافرا أو مشركا بالأفتراض، بل لا بد أن يظهر وعلى الملأ وبدون ضغط ولا أكراه ما يؤمن به، هناك وفي تلك الحالة ممكن أن نصفه مشركا أو كافرا أو جاحدا، وإلا لا لأحد الحق ولا القدرة ولا المنزلة التي تكفر الناس وتخرجهم من دينهم لمجرد أنك تختلف معهم في قضية أو لا تتفق معهم على منهج ما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد 40 عاماً من تقديم الطعام والشراب لزوار المسجد النبوي بال


.. الميدانية | عملية نوعية للمقاومة الإسلامية في عرب العرامشة..




.. حاخام إسرائيلي يؤدي صلاة تلمودية في المسجد الأقصى بعد اقتحام


.. أكبر دولة مسلمة في العالم تلجأ إلى -الإسلام الأخضر-




.. #shorts - 14-Al-Baqarah