الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قانون يهودية الدولة,, تكريس الزيف الصهيوني في حضور الانبطاح العربي والانقسام الفلسطيني

يوسف سلطان

2018 / 7 / 22
القضية الفلسطينية


صدر قانون يهودية الدولة, باعتبار اسرائيل دولة لليهود دون "الاغيار" حسب المفهوم التوراتي, عبر الكنيست الاسرائيلي, الذي يقوده اليمين اليهودي المتعصب, في احدث صيحة من صيحات تكريس زيف ادعاء اسرائيل على ارض فلسطين, ارض الشعب الفلسطيني المتجذر في ارضه عبر الاف السنين, وتحويل الدين اليهودي الى قومية, في تزييف جديد ضد حقائق التاريخ والانثربولوجيا, التي اكدت بشكل علمي قاطع عدم وجود صلة بين تسعين بالمائة من يهود اليوم, وبين عرق بني اسرائيل الذين عرفهم تاريخ المنطقة في لحظة تاريخية عابرة, والذين تؤكد انتماء يهود اليوم الاشكيناز الاوروبيين الى اصول الخزر المتهودين منذ عهد الدولة الخزرية, والتي تفككت وانتقل معظمهم الى شرق اوروبا في اواخر الالفية الاولي وتحديدا عام 968م, بعد ان غزاهم الروس وفكك دولتهم, ولا علاقة عرقية تربط بينهم وبين بني اسرائيل النبي, تلك القبيلة ذات الاثني عشر جزأ, والذين سكنوا المنطقة العربية, وهم السفارديم, والذين تفرقوا في انحاء المعمورة بعد السبي البابلي والابادة التي قام بها الامبراطور الروماني هادريان, وبعد محاكم التفتيش الاسبانبة, بعد انهيار دولة الاندلس الاسلامية عام 770م, والتي نعم اليهود فيها بالامن والامان باعتبارهم مواطنين ومحافظين على دينهم وانفسهم وقد تفلدوا المناصب الرفيعة في الدولة ,

ولقد هدف القانون, الى استبعاد شعب فلسطين صاحب الارض الاصيل, خارج المعادلة, بعد ان نجا من الابادة الجماعية الشاملة, على ايدي العصابات الصهيونية الارهابية, على غرار الهنود الحمر, سكان امريكا الشمالية الاصليين, الذين تعرضوا للابادة من المستوطنين البيض, الذين هم الان حكام الولايات المتحدة الامريكية, لما يحملونه من فكر مسيحي صهيوني, فيما عاني الشعب الفلسطيني من مجازر عديدة متفرقة, في ارضه وفي الشتات على ايدي العصابات الصهيونية, ومن بعدها الدولة الاسرائيلية,ولا تزال, وتشتيت اكثر من نصفه خارج حدود الوطن.
وفي محاولة لقراءة القانون ارتباطا وتوقيتاً, سنجد ان هذا القرار نتاج طبيعي والحاق, لقرار الاعتراف الامريكي بالقدس عاصمة لاسرائيل, ونقل السفارة الامريكية الى القدس, في غياب ردة فعل فلسطينية وعربية, تلائم قرار الغصب الا من مؤتمرات وكلمات شجب ورفض واستنكار كأنما, ما حدث شئ يمكن تقبله, وما تلا ذلك من استمراء وتزايد المطالبات لنواب ومسؤلين اسرائيليين للرئيس الامريكي المؤيد وطاقم حكمه اليهودي لدولة الاحتلال, باصدار قرار بالاعتراف بالجولان ضمن اسرائيل ومحاولات استصدار قرارات بالسيطرة وضم الضفة الغربية, باعتبارها ارض اسرائيل, واطلاق الغول الاستيطاني, لالتهام ما تبقي من ارض فلسطين, حتى الجزء المقرر حسب اتفاقية اوسلو.

كل ذلك لم يكن ليحدث لولا ان تم التمهيد لتلك الحقبة امريكيا وبحرفية, عبر سنوات تلت انهيار الكتلة الشرقية, التي كان يمثلها الاتحاد السوفياتي, واعتبار الحقبة الزمنية من بداية الالفية الثالثة فيما عبر عنه بالقرن الامريكي وتم الترويج له عبر فلسفات وترويجات فلسفية امريكية, عن نهاية التاريخ وما الى ذلك وصولا الى الربيع العربي, والتحكم في النخبة الديكتاتورية العربية وازالة الحكام الذين كانوا يتبنون القومية العربية والوحدة العربية ولو شعارا, وصناعة تناقضات داخل المنظومات الجزئية, والتي تشكل بمجموعها شكلا من اشكال وحدة الهدف, المكونة للمنطقة, كمجلس التعاون الخليجي الذي كان يراد له الانتهاء بالوحدة الخليجية, والمجموعة المغاربية, ناهيك عن تناقضات المنظومة العربية, التي تمثلها الجامعة العربية التي سبقت في نشاتها الامم المتحدة .

وضعت القدم العسكرية الامريكية في المنطقة بعد ان نسي العالم الاحتلالات الكولونيالية, الا من احتلال فلسطين, فقد جيشت امريكا العالم, تحت رايتها لمحاربة الارهاب الاسلاموي المتطرف التي صنعته بيدها وبأموال العرب,في ثمانينات القرن الماضي, فضربت كل من افغانستان والعراق, وتم التدمير والاحتلال الفعلي لواحدة من اكبر القوي العسكرية العربية, والتي كانت تشكل تهديدا لدولة الاحتلال الاسرائيلي, ثم تواصلت بعد ذلك عملية التفكيك, فيما عرف بالفوضي الخلاقة,التي بشرت بها سمراء الخارجية الامريكية, والذي سمي زورا الربيع العربي, فكانت النتاج الطبيعي, اشغال العرب بانفسهم عبر تدمير منهجي للقوي والدول, بايدي محلية, واموال خليجية حتى اضحت كل دولة مشغولة بنفسها, وتحاول ان تلملم نفسها, لا لتتقدم وتتطور بل محاولة يائسة لاستعادة الدولة التي فقدت, والامن الذي كان, في عديد من الدول, كتونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا, وفيما نجت بعضها من التدمير الشامل كتونس ومصر, الا انها لا تزال تعاني من تبعة سنوات التخريب الامريكي جراء الخطة الصهيوينة, من ثقل المؤونة وعجز الاقتصاد , وفول الارهاب التي لاتزال بعض جيوبها النائمة تصحو فجاءة لتضرب هنا او هناك, فيما لا تزال هناك دول تعاني تلاشي الدولة وانتشار المليشيات التخريبية التي لاتزال تدعمها اموال البعض الخليجي, كسوريا وليبيا, او التدمير العسكري المباشر كاليمن.
وليس بعيدا عن تداعيات الربيع العربي,الذي بدا فعليا اثر الانقلاب المليشاوي الحمساوي في العام 2007 الذي ادى الي الانقسام الفلسطينى, الذي يراد له ان يؤدي الى فصل ما تبقي من فلسطين تحت سلطة اوسلو, الى جزئين تمهيدا لصناعة كيانين فلسطينين يتنفي معه الحل المؤدي الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة, وليس ادارة الانقسام عبر سنواته الاثني عشر من طرفي الانقسام وصناعة سلطتين تحكمان بلا سلطة ولا ارض, في اطار حصار مطبق تقوده دولة الاحتلال الاسرائيلي, الا حلقة يراد لها انفاذ الخطة الاسرائيلية عبر توسيع غزة على حساب مصر في سيناء, وصناعة الازمات الانسانية في غزة وبالتالي يقوم الامريكان بطرح الحلول الانسانية وتحويل القضية السياسية واحتلال ارض وطرد شعب, الى قضية انسانية يمكن حلها ايضا بالاموال العربية الخليجية تحديدا, واستمرارية الازمة عبر الاطراف الحاكمة لسلطة كل من رام الله وغزة , وما المصالحة الرامية الى جبر الضرر واعادة اللحمة التي تقودها مصر الا حرثاً في البحر, طالما ان الاطراف الفلسطينية الحاكمة والتي صنعت الازمة لا تزال تتحكم بقدر الشعب الفلسطينى, وتاتمر باوامر من خارج الوطن وعلى حساب القضية الوطنية, من خلال اطراف عربية واقليمية تعمل لحساب اسرائيل , وتقوم بمد جسور التعاون بينها وبين الدولة الاسرائيلية تمهيدا لترسيم العلاقات وتنظيمها على حساب القضية الفلسطينية التي كانت يوما قضية المسلمين والعرب , في تناقض واضح بين المصالح الثنائية المختلقة بين تلك الدول وبين دولة اسرائيل في تخط واضح, وتجاوز للاجماع العربي, الذي كان في مبادرة العرب والتي يتم الان نسيانها.

مسلسل مستمر منذ سبعين عاما, تمت صناعة الاطراف المؤثرة فيه من ملوك ورؤساء وامراء حاضرين وسابقين واموات, وتجهيز البيئة الحاضنة, بايدي صهيونية امريكية واسرائيلية, وبرضا العرب واموال الخليج, في مقايضة مفضوحة لحماية كراسي الحكم, بنهب الثروات وتمويل المخطط التدميري لمقومات الدول في المنطقة, وصناعة ارهاب اسلاموي, لتمرير الشق الاهم في المخطط, الرامي الى تكريس اسرائيل الكبري برعاية القوة الاكبر في العالم كدولة مركز , وصناعة وتفتيت الدول الى كيانات تشكل اطراف المركز حيث مركزية القرار .
لا يزال هناك الكثير لفعله بيد امريكا واسرائيل, وتنفيذ الخطة المسماة صفقة القرن, التي تسير بتسارع, ودون اعلان وفقا لما هو مقرر اسرائيلياً وامريكياً, طالما هناك عراب عربي وقح, وممول عربي سخي, يضخ اموال البترول والغاز في شرايين المخطط, واطراف محلية تؤدي دورها المرسوم, ان كان لجهة ديكتاتورية القرار السلطوي, او ظاهرة المقاومة الصوتية الخطابية التي تستجلب العدوان, وتستمرئ الخراب, وتسهل سير المخطط على حساب الشعب والقضية.
لن نبتعد كثيرا , فسوف نري الاشد والاصعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مثلما نفعل
أنور نور ( 2018 / 7 / 22 - 20:27 )
مثلما تنص دساتير دول المنطقة علي انها عربية واسلامية كمان !! و تتجاهل وجود ديانات أخري , وتتجاهل وجود قوميات أخري .. ومثلما يتسلل الاسلاميون ببلادنا الي مفاصل الدولة ويؤسلموها بدلاً من علمنة وأنسنة النظام .. مهدرين حقوق الأقليات الدينية والقومية .. كذلك فعلت اسرائيل . وتخلت عن قدر من العلمانية كانت تُحسد عليه .. وهل يفلّ العنصرية الا عنصرية مثلها
لا نستبعد أن تكون لحماس - غزة - وما تفعله ( ارسال طائرات ورقية حارقة ) من شغب تلاميذ يضر سكان غزة ولا يفيدهم .. دور كبير في الاتجاه العنصري للسطات الاسرائيلية .. ألا نتدبر ما نفعله قبل أن نلوم غيرنا علي نفس الشيء !؟

اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية