الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نتضامن معهم ، ولكن

حكمة اقبال

2018 / 7 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


حركة الاحتجاجات الجماهيرية الجارية في بعض المحافظات تستحق التضامن الكبير والواسع والمستمر مع المطالب العادلة التي تنادي بها ، وهذا "أضعف الايمان" لمن يعيشون خارج العراق ، ويفكرون ويتابعون أوضاع وطنهم الأول الذي يتمنون له الاستقرار والأمان والإزهار في ظل نظام حكم مؤسساتي مبني على اساس دستور ديمقراطي .
الفعاليات التي تقوم بها منظمات الجاليات العراقية تنحصر في تظاهرات وتجمعات امام سفارة العراق أو امام برلمان أو في ساحات عامة في مدن اخرى ، وتتفاوت أعداد المشاركين حسب كل سبب للتظاهرة وتوقيتها ومكانها ، ولكن تلك الأعداد ، مهما كبرت ، فانها تشكل نسبة صغيرة من عدد ابناء الجالية ، واسباب ذلك متنوعة ولكن أبرزها هو انتماء القسم الأكبر من الجاليات الى الأحزاب المتنفذة في الحكومة والبرلمان أو متعاطف ، بسبب امتيازات مالية منحت لهم ، ولكن حتى بين أوساط التجمعات البعيدة عن الاحزاب المتنفذة فان نسبة المشاركة ضيعفة أيضاً . مع التأكيد على التقدير العالي والاحترام الكبير لكل الأشخاض والمنظمات التي تشارك بهذه التظاهرات ، والتي تؤدي دور جيد عند المواطن المتلقي لأخبار هذه الفعاليات في داخل العراق .

غالباً ما تنتهي التظاهرة أو التجمع في العواصم التي فيها سفارات ، بتقديم مذكرة احتجاج الى الرئاسات الثلاث (المحترمين) يتسلمها قنصل السفارة ، ويجري تبادل عبارات الشكر من الطرفين ، بعد ان صدحت حناجر المشاركين بهتافات حول سبب التظاهرة وبعد ان تم قراءة المذكرة على الحاضرين .

هل هذا الشكل من التضامن مؤثّر وفعّال للضغط على الحكومة والبرلمان العراقيين ؟؟ بالطبع لا .
لأني لاأثق اطلاقاً ان المذكرة سوف تصل الى الرئاسات الثلاث ، واذا غادرت اجهزة وزارة الخارجية فهي لن تتجاوز المستشارين الذين لن يضيعوا وقت رؤساهم "الثمين" بمثل هذه المذكرات .
وفي احيان اخرى يجري تقديم مذكرات الى حكومة أو برلمان بلد المهجر وهذه أيضاً خطوة جيدة وصحيحة ، ولكن هذه المذكرات ستضيع في ادراج مكاتب موظفي الحكومة والبرلمان ، لأنهما يستلمان العشرات من مثل هذه المذكرات يومياً ، ومعلوماتي هذه من معرفة قريبة في الدنمارك .

التضامن المؤثّر والفعًال ، والحديث هنا عن الدنمارك ، هو ان يقدم وزير الخارجية الدنماركي مذكرة استفسار أو احتجاج ، اذا توفرت للوزارة معلومات كافية عن الموضوع ، الى الحكومة العراقية ويطالبها بتقديم اجابات وتبيان عواقب محتملة ، وهذا يتم بطرق مختلفة ، ومما يساعدنا هنا ان الدنمارك كانت جزء من التحالف الدولي الذي اسقط النظام الديكتاتوري ، وهبي ايضاً جزء من التحالف الدولي في محاربة داعش ، وهي بذلك تتحمل جزء من مسؤولية ما آل اليه الوضع في العراق ، وهم يدركون ذلك .
وحتى تتبنى وزارة الخارجية الموضوع ، لايكفي ارسال مذكرة من المنظمات الى الوزارة ، بل تتم من خلال تبني أحد اعضاء البرلمان الدنماركي موضوع المذكرة وتقديم سؤال الى وزير الخارجية ، والوزير ملزم هنا بالاجابة على سؤال عضو البرلمان ، وفي حالات اخرى يجري استدعاء الوزير في لجنة العرقات الخارجية لمناقشة مثل هذه المواضيع .
وحتى نجد احد اعضاء البرلمان يتبنى طرح السؤال على الوزير ، يجب ان يسبق ذلك وجود نوع من العلاقة المتواصلة مع عدد من اعضاء لجنة العلاقات الخارجية ورئيسها ، ونقدم لهم ، عبر اجتماعات دورية ومخاطبات متواصلة معلومات عن العراق وتطورات الوضع فيه . هذا الأمر لايشمل اعضاء البرلمان من أحزاب اليسار بل احزاب اليمين ايضاً ، واستغلال موضوعة التنافس بينهما بمن يكون في الحكومة أو من يكون في المعارضة .
العلاقة مع أعضاء البرلمان يجب ان لاتنحصر في الأطر الرسمية بل يجب ان تتعداها الى دعوات ولقاءات في مناسبات عراقية أو المشاركة في مناسباتهم أو تبادل التهاني في الأعياد مثلا وغير ذلك كثير.
هذا ما ينقصنا هنا في الدنمارك ، ولدينا جيل من الشباب ، لديهم نشاطات سياسية ومهتمين بالوضع في العراق ، ويمكن زجهم في مثل هذا العمل .

واذا ما توفرت مثل هذه العلاقات ، ومثلها ان تتوفر مع نقابات ومنظمات دنماركية اخرى ، حينها يمكننا تنظيم تظاهرة احتجاج كبيرة يدعى اليها جمهور المنظمات الدنماركية وندعو اعضاء من الاحزاب الدنماركية أو شخصيات عامة من صحفين وفنانين لإلقاء كلمات ، وعندها تغطي بعض وسائل الاعلام اخبار مثل هذه التظاهرات ، ويمكن عمل أشياء اخرى كثيرة ، اذا ما توفر الحماس وهمّة العمل عند المتحمسين وهم في تناقص مستمر ، مع الأسف .

ستكون تجربة الاحتجاجات الحالية التي افزعت المتنفذين ، درساً ثميناً لجماهير الشعب يقوي من خبرتها وعزيمتها نحو فعاليات نضالية أكبر واشمل وأكثر تنسيقاً في المستقبل .

21 تموز 2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد