الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوامل الثورة أخفقت وفكرها باق

صلاح بدرالدين

2018 / 7 / 22
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



حوامل الثورة أخفقت وفكرها باق
صلاح بدرالدين


جميع كيانات المعارضة ومن دون استثناء بدءا من ( المجلس مرورا بالائتلاف وانتهاء بهيئة التفاوض ) قامت على أسس هشة غير ديموقراطية وبعيدة عن أعين سوريي الثورة ومن وراء ظهورهم وكانت ومازالت منقادة من تياري الاسلام السياسي الكاسح والقومي المتاسلم ومن حولهما عينات من الوافدين من صلب النظام ومدعي اليسار والليبرالية والأخطر في الأمر أن – مهندسي – تلك الكيانات قاموا ببنائها بطريقة تمنع خضوعها في يوم من الأيام الى مساءلات واعتراضات جادة من داخلها أما المطالبات من خارجها الصادرة من الوطنيين الحريصين على ثورتهم المغدورة ومنذ أعوام بالدعوة الى الانقاذ عبر عقد المؤتمر الوطني السوري الجامع فلم ولن تجد آذانا صاغية من الذين قادوا تلك الكيانات الى الهلاك وتسببوا في اجهاض الثورة لسبب في غاية البساطة وهو أن هؤلاء لم ينتخبوا من الشعب وبالتالي لايشعرون بأنهم مسؤولون أمامه تماما مثل موقف نظام الاستبداد .
قلنا سابقا ونكرر بأن هناك تعتيم مدروس على مايجري في درعا وحولها وهناك مخطط روسي مدعوم من أكثر من جهة اقليمية ودولية لاخضاع أهلنا الدرعاويين والقضاء على مهد الثورة والأخطر هو تورط أعضاء في بعض الفصائل ومن المدنيين المحسوبين على المعارضة ومسؤولون في ( هيئة التفاوض ) في ابرام صفقات سرية وقد تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي نداءات من الوطنيين الشرفاء من أهل حوران يحذرون فيها من مؤامرات ( الضفاضع ) وهو مصطلح – حوراني - مستحدث يحل محل ( الشبيحة ) حسب تسمية مناطق سورية أخرى أو ( الجحوش ) حسب التسمية الكردية وقد ظهرت في وسائل الاعلام قائمة من عشرين ضفضع بينها أسماء ( نصر الحريري وخالد المحاميد وبشار الزعبي ) ومن الواضح أن المنطقة تشهد صمودا منقطع النظير وتصاعدا ملحوظا في ارادة المواجهة السياسية والتمسك بأهداف الثورة حتى لو حصل تراجع عسكري مما يتطلب أن يبادر الوطنييون السورييون في كل مكان دعم واسناد من يعبر عن طموحاتهم هناك .
بالرغم من هول المأساة السورية وتساقط ( المعارضات السياسية والفصائلية العسكرية ) واحدة تلو الأخرى مازال التناول النقدي الجاد غائبا وتسمية الأمور بأسمائها بشفافية وشجاعة غير واردة من جانب من يتحملون المسؤولية فقد تابعت بيانا من عدد من " المهزومين " من – الدوحة – اعتبروه مراجعة ولكنه لم يشخص المسبب الرئيسي لاجهاض الثورة وهو ( الاخوان المسلمون ) ومانحوهم ولم يكن الا انتصارا لامارة قطر في صراعها مع التحالف السعودي كما تابعت البارحة تصريح الناطق باسم الائتلاف من استانبول الذي لم يأتي بجديد بل يمضي بالاجترار وتضليل السوريين ومن كل ذلك يتبين بأن هؤلء وأولائك مشتركون بالجريمة ومتواطئون مع النظام والمحتلين ولم يعد بينهم وبين السوريين أية روابط أو مشتركات وعندما تتوفر شروط انعقاد المؤتمر الوطني السوري الجامع حينها سيقول ممثلوا الغالبية الشعبية كلمتهم بحق هؤلاء ومن حيث المبدأ تنطبق هذه المعادلة في ساحتنا الكردية السورية أيضا .
في هذه الأيام التي نشهد فيها علائم التراجع وتلتحق ثورتنا التي قامت وطنية سلمية تنشد الحرية والكرامة والتغيير الديموقراطي بشقيقاتها وبالمئات التي لم تحقق أهدافها في زمانها عبر مراحل التاريخ منذ القرن التاسع عشر وحتى الآن بسبب ضعف العامل الذاتي وعدم اكتمال العوامل الموضوعية نعم الثورة على الطغيان بثوبها العسكري الدفاعي وأدواتها وآلياتها أخفقت ولكنها بفكرها وطموحاتها المشروعة وجوهرها وأهدافها السامية مازالت في نفوس السوريين وقد تهدأ الى حين ولكن بالنهاية وبأشكال مختلفة ستزيل الاستبداد عاجلا أم آجلا وأمام النكسة الأليمة هذه ومع تزايد السهام المسمومة الموجهة ليس الى الثوار فحسب بل ضمنا ومواربة وعلنا ضد كل القضية السورية كل الأهداف والمبادىء السامية التي تؤمن بها الغالبية الساحقة من السوريين من حق الثوار وأنصارهم من الوطنيين وحدهم تقييم ماجرى وابداء الغيرة وممارسة النقد تجاه الأسباب والمسببين أما النظام وأعوانه أما المعادون للثورة منذ انطلاقتها فلن يقدموا جديدا مهما شمتوا أو شتموا أوتمادوا أو أبتهجوا لأنهم لم يكونوا سوى أدوات الردة المضادة ولن يقدموا جديدا بذلك .
يمكن أن نفهم ونتفهم الوطني الصادق المناهض للنظام منذعقود على الصعيدين الجماعي والفردي عندما ينقد وينتقد ويطالب بمحاسبة كيانات ( المعارضة ) ويدين جماعات الاسلام السياسي التي ركبت الموجة لاجهاض الثورة ويتمسك بالمراجعة الشاملة لماحصل خلال ثمانية أعوام ويكشف عن مؤامرة النظام في اغراق الثورة بالمجاميع الدينية المتطرفة وتقديم البلاد لقوى وجماعات وميليشيات خارجية لبث سموم الطائفية والفتن وذلك عبر الوسائل المشروعة من مؤتمرات أو وطنية أو ندوات أو كتابات ولكن لايمكن في أي حال أن نصدق النظام وشبيحته وأعوانه وملحقاته فيما يذهبون اليه على أنقاض الثورة ومن المستحيل تصديق أمثال جماعات ( سوريا الديموقراطية ) أو ( ال ب ي د ) بأنها كانت على حق وهي البديل والممثل الشرعي للشعب السوري تصوروا شبيحة النظام يدعون تمثيل الشعب ؟ كما لايمكن في أي حال من الأحوال أن نوهم أنفسنا بأن من كان مع النظام وضد الثورة أو مترددا أو محايدا على الصعيد الكردي من أحزاب وتنظيمات وأفراد سيملأ الفراغ وسيقود الشعب الكردي الى شاطىء الأمان والنصر فهؤلاء يفتقرون الى المصداقية ولاماضي يعتد به لهم وهم كانوا ومازالوا من أدوات الثورة المضادة كرديا وسوريا .
نعم الثورة السورية أجهضت وانتكست وأخفقت لأسباب سيتمكن السورييون عبر مفكريهم من اجراء مراجعات بالعمق لتحديد الأسباب القريبة والبعيدة ولكن فكرة الثورة على الاستبداد مازالت وقادة وثابتة وسيتمر النضال بأشكال شتى اليوم وغدا وبالمستقبل وفي تاريخنا الكردي سبق وأن أخفقت ثورات وانتفاضات الشيخ عبيد الله النهري والشيخ سعيد وأرارات وغيرها ولكن جذوة النضال الوطني لم تخبو وسبق أن أخفقت مشاريع الاستقلال بمهاباد على سبيل المثال وأخفقت ثورة ايلول في كردستان العراق ولكن قامت ثورة كولان وعندما أخفقت قامت الانتفاضة وتحققت الفدرالية هذه هي سنة الكفاح الوطني للشعوب هنا وفي سوريا وعموم الشرق الأوسط والعالم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا