الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى ٢٥ لتأسيس الحزب الشيوعي العمالي العراقي لنشدد نضالنا من اجل تحقيق مجتمع حر ومرفه ومساواتي

سمير عادل

2018 / 7 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قبل خمسة وعشرون عام وتحديدا في ٢١ تموز من عام ١٩٩٣ اعلن تأسيس الحزب الشيوعي العمالي العراقي، الحزب الذي اعاد رفع راية ماركس، راية النضال الطبقي، راية الطبقة العاملة من جديد، في الوقت الذي غيرت كل الاحزاب الشيوعية التقليدية اسمائها وعناوينها ومزقت الصفحات التي كتبت فيها الاشتراكية من الناحية الشكلية من برامجها، واضافت بدل عنها الديمقراطية والقومية والليبرالية، كي تتطابق مع صيحات وعويل وزعيق الغرب واقلامه المأجورة حول موت الشيوعية وتعود الى منابعها المحلية والقومية.
خمس وعشرون عاما منذ تأسيس الحزب الشيوعي العمالي العراقي، ومنذ اعلان نهاية التاريخ من قبل كل الاقلام المأجورة لساسة ومنظري خلود النظام الرأسمالي بعد انهيار الكتلة الشرقية، فلم تنعم البشرية على طول العالم وعرضه يوما من الاستقرار، والا فتحت اعينها في اليوم الثاني على مزيد من الفوضى والحروب والقتل والدمار واتساع رقعة الفقر، التي دفعت الملايين من الناس الى ترك ديارها، واعيدت الحياة الى العبودية بشكلها المعاصر عبر تشديد ظروف عمل العمال وتحول عمل الاطفال والتجارة بجسد المرأة الى ركن اساسي من اركان در الارباح في دولاب النظام الرأسمالي. لقد اعلنوا زورا عن موت الشيوعية كي لا تفكر البشرية لمجرد التفكير بظهور شبح الشيوعية وهو يجول هذه المرة ليس في اوربا فحسب، بل في بقاع العالم بعد اجتياح العلاقات الرأسمالية واقتصاد السوق كل زاوية من زوايا الكرة الارضية.
لم يدم صدى الاهازيج حول انتصار الديمقراطية طويلا، والقومية حطت رحالها وتفسخت وانتهت واصبحت هي الاخرى خارج الصلاحية، وفي خضم ذلك بحثت البرجوازية في كهوف التاريخ عن ايديلوجية جديدة تخدر ادمغة الاحياء وتخدعهم وتسلخ عنهم هويتهم الانسانية وتضع العمال ليس على صعيد البلد الواحد فحسب، بل على صعيد بلدان المنطقة والعالم تجاه بعضهم من خلال فرض هويات محلية ودينية وطائفية جديدة عليهم. تلك الايديلوجية هي الدين للوهلة الاولى، ولكن سرعان ما اعيد هيكلته وتقسيمه طائفيا كي يكون اقوى فعالية. وهكذا باتت الطائفية هي الترياق الجديد للبرجوازية توزعها عبر وكالائها المحليين في المنطقة، بينما اطلق العنان للمؤسسات المالية الدولية وهي تقطع رقاب الجماهير بسكاكين غير حادة بكل هدوء، وتخصخص المؤسسات الخدمية وتعوم العملات المحلية وتغرق الجماهير بالديون وتطلق العنان لوحوش الاسواق كي تنهش ما تبقى من قوت العمال والكادحين والعاطلين عن العمل، دون ان تهدد صفوفها ثورة محتواها الحرية والرفاه والمساواة.
في ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العمالي العراقي، نقول بكل فخر بأننا كنا المدافعين منذ انطلاق نضال الحزب دون اي تردد او مساومة عن مصالح جماهير العراق؛ وقفنا ضد الحصار الاقتصادي الوحشي على جماهير العراق، ناضلنا ودون هوادة من اجل اسقاط النظام البعثي الفاشي، اسسنا جبهات وشاركنا في اعمال مناهضة للحرب على العراق واحتلاله، تصدينا ومنذ اليوم الاول للاسلام السياسي وكل مشاربه وعناوينه، رفعنا الراية الانسانية بوجه الطائفية، فضحنا دون هوادة الشوفينية القومية، لم نساوم ولو لحظة على مصالح الطبقة العاملة وناضلنا ضد كل مشاريع المؤسسات المالية للدول الامبريالية، قلنا ونقول ونعمل من اجله، بأن الطريق نحو الحرية والرفاه والاستقرار الامني والسياسي في العراق لن يمر عبر العملية السياسية ولا عبر مهزلة الانتخابات وفي ظل المليشيات، فضحنا كل الاوهام التي ينثرها اشباه اليسار وباسم الشيوعية حول تحالفاته مع الاسلام السياسي، في بناء دولة مدنية التي لا طعم لها ولا رائحة ولا تعبر الا عن دولة قمعية جديدة تعيد انتاج الدين والقومية المحلية، وتأهيلهما بشكل يتلائم مع متطلبات وحاجات الطبقة البرجوازية التي تغير في كل مرحلة جلدها حسب مقتضيات حياتها وادامة سلطتها. أن ما يدور اليوم في العراق بين الطبقة الحاكمة الفاسدة وبين الجماهير هو احتدام الصراع الطبقي، الذي طالما حاولت الاحزاب البرجوازية الحاكمة طمسه بالصراع الطائفي وتبديل مقولات الصراع الطبقي بصراع المكونات وترهاته من قوميات وطوائف، من اجل الاستحواذ على الامتيازات والنفوذ وفتح الفرص للسرقة والنهب بأسمها.
اليوم وفي العراق، تصادف ذكرى تأسيس الحزب، وراية الاحتجاجات ترتفع في كل المدن، وتصدح الاصوات وبشكل موحد ان الهوية الطائفية والدينية والقومية قد سقطت على مذبح الفقر والعوز، وان العدو الحقيقي للعمال والجماهير المحرومة هي البرجوازية بممثليها السياسيين في حكومات السعودية والجمهورية الاسلامية في ايران وتركيا والولايات المتحدة الامريكية. وانها المسؤولة المباشرة مع اداوتها المحلية من احزاب الاسلام السياسي والقوميين عن غياب امنها وتفاقم كل مصائبها ومآسيها.
في هذه المناسبة التي تصادف مع الاحتجاجات نقول للطبقة العاملة وجماهير العراق، ان البرجوازية طالما نشرت اكاذيبها ونفاقها حول التحزب والتنظيم، وحاولت ان تبعد الجماهير عن تنظيم نفسها والالتفاف حول الحزب الذي يمثل مصالحها، بحجة عدم تسيس الاحتجاجات والتظاهرات، في الوقت الذي تزور قوائم الانتخابات كي تعيد سلطة احزابها وتحتمي بأحزابها وتقتل المتظاهرين بمليشياتها المؤتمرة بأحزابها. ان الخلاص من الفقر والعوز والمليشيات لن يكن الا عبر تنظيم الجماهير حول رايتها السياسية، حول اداتها النضالية. ان سد الطريق امام المساومات او الالتفاف على مطالب المتظاهرين وتسويفها لن يكن دون امتلاك اداة نضالية جسورة تدافع عن مصالحهم المستقلة.
في ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العمالي العراقي، نجدد رفع راية ماركس الذي قال ان اثمن راسمال هو الانسان، وندعو الطبقة العاملة والجماهير في العراق للالتفاف حول راية الحزب والانضمام اليه وتقوية صفوفه، انه صمام الامان للمضي قدما في بناء مجتمع حر ومرفه ومساواتي.
سمير عادل
سكرتير اللجنة المركزية
الحزب الشيوعي العمالي العراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال