الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكرى ثورة 23 يوليو 1952

محيى الدين غريب

2018 / 7 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


تحية في الذكري السادسة والستين لثورة 23 يوليو 1952 ، تحية لهذا الثورة التي غيرت مجري التاريخ والتي حققت لأول مرة أكبر تحول اجتماعي عرفته مصر في تاريخ الحكم وحققت دفعه حضارية مثالية إلي الأمام.

جاءت الثورة لترسي قواعد الحرية والعدالة والاطمئنان إلي المستقبل والاستقرار الداخلي ، ثم تطورت إلي ثورة اشتراكية تدعو إلي الكفاية والعدل في تجربة الخطأ والصواب.

إن إيجابيات الثورة حقائق ثابتة في التاريخ لابد من إحقاقها قبل أن ننقد أخطاءها ، ولابد من تقييم ايجابيات وسلبيات كل مرحلة بحيدة وموضوعية. ونحن هنا لسنا بصدد عرض أو حصر إيجابيات أو سلبيات الثورة ، ولسنا بصدد عقد المقارنات بين إدعاءات البعض للنيل من الثورة أو إدعاءات نجاحها. فإحقاق إنجازاتها ليس اعترافا بنجاحها الكامل ، وانتقاد أخطائها ليس انتقاصا للثورة أو إجحادا لدوافعها.

فنحن الذين دعونا لقيامها قبل أن تقوم وأيدناها في كل معاركها وأشدنا بأمجادها ، ونحن أيضا الذين قصرنا في تحديد موعد تنتهي عنده الإجراءات الثورية ليبدأ بعد ذلك حكما مدنيا غير ثوري ، ونحن الذين تجاوزنا الأخطاء في التطبيق ونحن الذين صفقنا لحكم الفرد وحكم الجيش.

نحن هنا في ذكري الثورة نحيي مبادئها وأهدافها ونحيى شعب مصر الذي أخرج رجالا أحرارا ضحوا بعقولهم وأرواحهم من أجل أهداف نبيلة ، ومن أجل تحرير الإنسان المصري في عهود كان الحكم بلا رقابة شعبية أو قيود دستورية ، في عهد سابق باع فيه الخديوى إسماعيل حصة مصر فى قناة السويس لينفق منها على رحلة صيد فى فرنسا ، وفي عهد لاحق كان فيه اعتذار السفير البريطاني عن عدم مقابلة رئيس وزراء مصر كفيلا باستقلال الوزارة بعد ساعة واحده ( كما حدث في وزارة علي ماهر). وكانت فيه جميع الأستثمارات والصناعات على الاطلاق فى أيد أجنبية (باستثناء بنك مصر فقط).

إنه ولاشك من الصعب أن نقيم إيجابيات وسلبيات تجربة الثورة التي حدثت منذ أثنين وستين عاما بمقاييس ومعايير تختلف عما كانت عليه في ذلك الوقت. فالديمقراطية السليمة وتعدد الأحزاب والحرية الشخصية وحرية التعبير كانت بالقطع أهداف لاحقة لتحرير البلاد من الاستعمار ومن الفساد وإعادة الكرامة للبلاد وتقريب الفوارق والقضاء علي الإقطاع وزيادة الإنتاج وما إلى ذلك ، وهو ما كان طبيعيا شاغل الثورة في مراحلها الأولي.
لقد ارتكبت الثورة في مراحلها التالية أخطاء بحكم بشريتها وتحت وطأة الحصار الخارجي وتفاعله.
كان الخطأ الاكبر هو التستر علي هذه الأخطاء ليحرم الشعب المصرى من دولة مدنية حديثة عندما ورث للمرة الأولى الحكم للجيش برئاسة السادات ، ثم مرة ثانية للجيش برئاسة مبارك.

ويصبح من واجبنا إنصافا للتاريخ وإحقاقا للحق وإخلااصا للأجيال القادمة أن نكون صادقين فى شهادتنا على تجربة حكم الجيش التى امتدت إلى ستين عام قادتها النخبة العسكرية وأن كانت خالعة للزى العسكرى. وفيما عدا العشرة أعوام الأولى من حكم عبد الناصر ،الذى استطاع فيها تحرير مصر من الأستعمار والقضاء على الأستعمار وتأميم قناة السويس وبناء السد العالى ، إلا أنها تخبطتت بين نجاح وفشل ، وكانت النتائج النهائية وبعد ستين عام إلى دولة مصرية تفشى فيها الفقر والأمية والمرض والفساد والعشوائيات وتدهور الأقتصاد وتضاعفت المديونيات ، كما نعلم جميعا ، ما أدى إلى ثورة 25 يناير2011.

لقد نجح الشعب المصرى العظيم مؤخرا من إنهاء حكم الجبش وخلع مبارك ونظامه الفاسد بثورة 25 يناير ، وتألق نجاحه عندما استطاع التخلص من الإسلام السياسى ومن أقحام الدين فى السياسة وعزل محمد مرسى بأنتفاضة 30 يونيو.

ولكن فى هذه المرة استطاع الجيش أن يعود للحياة السياسية ربما لضرورة ارساء الأمن والأمان ، وهو خطأ سيحاسبنا عليه التاريخ إذا لم نستطع فى أقرب فرصة وبعد أن يستقر الأمن تحقيق الهدف الأساسى للثورات ، ألا وهو دولة مدنية ديمقراطية حديثة.

إن إيجابيات ثورة 23 يوليو مهما قل حجمها فإنها كانت بمثابة حجرا أساسيا لإرساء المراحل اللاحقة لقواعد الحرية والعدالة والديمقراطية وكانت الأساس فى ثورة 25 يناير وإنتفاضة 30/6 وفى أى ثورات لاحقة لتحقيق المزيد من الديمقراطية المنشودة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي