الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نموذجان من نماذج الدول

اسماعيل شاكر الرفاعي

2018 / 7 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


الاول : نموذج الدولة الاسلامية الذي بناه حزب الدعوة الشيعي والحزب الاسلامي السني في العراق : بمشاركة من التحالف الكردستاني ، وتحالف اياد علاوي ، والتيار الصدري ، وتيار اللاحكمة ، ودكاكين الاحزاب المدنية ، وكل ميليشيات الحشد الشعبي ، وكل المعممين والمكشيدين ، وبدعم إعلامي من كل الاقلام المسمومة التي هي بالفطرة تكره العدالة الاجتماعية وتكره مفهوم الوطن والوطنية وتناصر فوضى الطواءف والميليشيات ، وبمساندة دولية من حيتان الدول الكبيرة ، والحيتان الصغيرة التي تطمح الى ان تكون كبيرة وتلتهم الشرق الاوسط برمته كإيران وتركيا ومملكة ال سعود .. نموذج ( النور والعدالة والحق ) هذا : جعل الناس تخرج بمظاهرات غير مسبوقة من حيث عدد المشاركين فيها وتستجديه : كسرة خبز ، او قدح ماء صالح للشرب ، او زيادة في ضخ الكهرباء ، فترد عليهم دولة النموذج الاسلامي بالرصاص الحي القاتل ..
والنموذج الثاني هو النموذج الذي بنته أوربا منذ منتصف القرن الماضي : نموذج العدالة والمساواة امام القانون ، والمساعدات العينية الملموسة شهرياً بإحصاء دقيق لكل المحتاجين ، والتي تخلو خلواً تاماً من ظاهرة الفضائيين ، والمظاهرات التي تخرج فيها ليست مظاهرات كدية واستجداء لرغيف خبز ، وإنما هي مظاهرات ذات فحوى انساني او ذات مضمون رجعي شوفيني .. لقد تجاوز النموذج الأوربي المستوى الذي يجعل مواطنيه يطالبونه بسد الرمق او الكفاف ..
النموذج الاول ينظر الى الناس كغنم لا بد من عصا ومن راع يزجرها ليخيفها ويشكمها ويكبحها ، ويسترشد في علاقته بمحكوميه بالمثل الساءر : جوع كلبك يتبعك ، او في أفضل الأحوال ينظر نموذج الدولة الذي وضعت عليه اللمسات الاخيرة كل من عبقرية المالكي وسليم الجبوري والعبادي ، الى الناس كخيل مسروجة للركوب والذهاب بهم الى ميادين القتال ..
النموذج الاخر الأوربي ، تعزز حضوره عبر السنين ، وأخذت الكثير من الامم تنسج على منواله ، لما لمسته من مردود إيجابي على حالة المواطنين الذين تحولوا الى مبدعين ومبتكرين وفنانين وموسيقيين وراقصين واصحاب خيال مسافر : لا يخاف من فتوى يصدرها المعمم الشيعي او لابس الكشيدة السني ، او يخاف من سطوة مسلحي قيس الخزعلي وزياراته الليلية لبيوت الناس ، ولا يأبه لاعتذار هادي العامري او صراخ اللاحكيم في قاعات المباني التي اغتصبها في خطبه الأسبوعية ، او يخشى مفاجءات جنود الامام وهو جالس في اتحاد الأدباء مثلاً يحتسي شيءاً من همومه اليومية ...
نموذجان : نموذج قلق ورعب وخوف وحروب أهلية واعتقالات مستمرة ، ومقالات تكره قارءها وبرامج تلفوزيونية تستضيف صانعي هذه الماساة التاريخية ، ونموذج اوربي رغم التفاوت الضخم بين طبقاته : تعلم في صراعه البارد مع العملاق السوفياتي كيف يرضي مواطنيه ويوجههم عبر تعليم راق صوب خدمة الاقتصاد ، ليوفر لهم الوظائف ..
تجد نسخة سابقة لنموذج الدولة الاسلامي في العراق : في ايران ولاية الفقيه ، وفِي السعودية الوهابية ، وتجده ماثلاً بقوة في هذه الردة التاريخية التي يقودها اوردغان لبعث سلطنة ال عثمان من جديد لكن ببذلة حديثة ورباط عنق ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية