الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل خان ترامب الغرب في هلسنكي؟؟ ولماذا استعرت الشوفينية الروسية بعد قمتها ؟؟

صافي الياسري

2018 / 7 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


هل خان ترامب الغرب في هلسنكي؟؟ ولماذا استعرت الشوفينية الروسية بعد قمتها ؟؟
متابعة – صافي الياسري يبدو ان الغرب وزعيمته اوربا تحديدا ،حملت الشيء الكثير والكبير والمؤثر من الغيظ من سعي ترامب لاذلالها تجاريا باجبارها على قطع علاقاتها التجارية مع ايران ،والوقوف في خندقه بالتخلي عن الاتفاق النووي الذي تخلى عنه حتى تستجيب ايران لطلباته بينما تحتفظ اوربا بالتزاماتها التي تعهدت بها في الانفاق النووي النهائي بين مجموعة الدول الست وايران ،حملت اوربا كل هذا الغيظ لتفجره باتهام ترامب بالخيانة لصالح بوتين وروسيا التي تحتفظ ضدها هي الاخرى بحقد سياسي وايديولوجي واقتصادي وعنصري تمتد جذوره الى ايام الاتحاد السوفيتي ولم تتخلص منه بل عززه خوفها المتنامي من ارتفاع رصيد روسيا العسكري في ميزان القوة عالميا وفي منطقة الشرق الاوسط التي بات الدور الروسي فيها عسكريا وسياسيا واقتصاديا هو الاول .

ويقول نقرير اعلامي بهذا الخصوص تم تداوله في مواقع الميديا الاجتماعية وتناقلته ايضا بعض الوكالات الاوربية والاميركية والصحافة الروسية ، انه لم يتبق اليوم من "نصر" بوتين في هلسنكي ما يُذكر أكثر من حدث اللقاء ، الذي كان هو بذاته الهدف والغاية بالنسبة للكرملين . فقد لاحظ معلقون روس قبل انعقاد لقاء هلسنكي ، أن مجرد عقد اللقاء هو انتصار دبلوماسي أكيد لبوتين ، يوازي تماماً إنتصار الديكتاتور كيم جونغ أون في لقائه مع دونالد ترامب . ولهذا سادت في الخطاب الرسمي والإعلامي الروسي قبل اللقاء لغة انتصارية جامحة ، بلغ السعار الشوفيني الروسي فيها أوجه ، واستعاد فيها ترامب صورته ، التي كانت له حين انتخابه في خريف العام 2016 ، وأصبح من جديد "الرفيق" ترامب .
لكن الخطاب الإنتصاري هذا اضطر للإنكفاء جزئياً أمام العاصفة ، التي ثارت في الغرب بوجه "خيانة" ترامب في هلسنكي وتخاذله أمام بوتين . ولم يؤدِ الإنكفاء الجزئي للخطاب الروسي إلى تراجع حدة العاصفة الغربية ، بل هي مستمرة في التصعيد وتتخذ أشكالاً مهينة أحياناً . فقد ظهر رئيس جهاز المخابرات القومية الأميركية دانييل كوتس على شاشة NBC مستغرقاً بالضحك ، لدى سماعه نبأ دعوة بوتين لزيارة واشنطن في الخريف القادم . وقال كوتس ،حسب صحيفة "RBK" الروسية ، أنه هو نفسه لا يعلم بما دار بين ترامب وبوتين في لقائهما الثنائي في هلسنكي ، وأكد على مطالبة أحد أعضاء الكونغرس الجمهوريين بضرورة التحقق من كرة المونديال ، التي قدمها بوتين هدية رمزية إلى ترامب في هلسنكي . وكان عضو الكونغرس المذكور قد طالب بعدم إدخال هدية بوتين البيت الأبيض ، خشية احتوائها أجهزة تنصت ، على غرار الرمز القومي الأميركي ، الذي قدم هدية للسفير الأميركي في موسكو العام 1945 من قبل شبيبة مخيم كشفي سوفياتي آنذاك ، ولم يكتشف جهاز التنصت فيه سوى في العام 1952 .
الإنكفاء الجزئي للخطاب الإنتصاري الروسي أمام العاصفة الغربية المستمرة على "خيانة" ترامب وعلى لقاء هلسنكي ككل ، يوظفه الكرملين في اتجاهين متلازمين : تصعيد السعار الشوفيني الروسي ، واتهام السياسيين الغربيين بمعاداة مصالح شعوبهم الأمنية والإقتصادية . يصور الإعلام الروسي العاصفة الغربية الراهنة على لقاء هلسنكي بأنها تأكيد على عداء غربي مستحكم تجاه روسيا ، وأن روسيا هي فعلاً "قاعدة محاصرة " بالإعداء من كل الجهات ، ولا صديق لها سوى سلاحها النووي ، على قول الكاتب الشوفيني المعروف إدوارد ليمونوف . ويقول الكاتب السياسي المعارض ألكسندر غولتس ، أن السلاح النووي هو المجال الوحيد ، الذي لا يمكن لبوتين أن يقدم أي تنازل بشأنه ، إذ أنه المجال الوحيد ، الذي يتساوى به مع الولايات المتحدة .
من جانب آخر ، وفي إطار الرد على العاصفة الغربية الراهنة ، يقول مراسل صحيفة "KOMMERSANT" ، في معرض تغطيته لاجتماع السفراء الروس في العالم الخميس المنصرم في 19 الجاري ، أن الرئيس الروسي بوتين ، وفي إطار دفاعه عن نتائج لقاء هلسنكي ، شن هجوماً لاذعاً على "التافهين ومثيري الشفقة" من السياسيين الأميركيين المناهضين لترامب ، والذين هم على استعداد للتضحية بسهولة بالعلاقات الأميركية الروسية وحتى بمصالحهم الخاصة في سبيل طموحاتهم السياسية .
وإذ يدرك الدبلوماسيون الروس حجم القوى في العالم ، التي كانت تتخوف من توصل لقاء هلسنكي إلى اتفاقات محددة بشأن القضايا ، التي كان يفترض أن يتعرض لها ، تحاشوا جميعهم ، حسب المراسل ، مجرد التلفظ بكلمة اتفاقات أثناء ذكرهم لقاء هلسنكي ، وتفرد الرئيس بوتين وحده بالحديث عن اتفاقات ما أسفر عنها اللقاء .
ولعل إيران تأتي في طليعة القوى والدول ، التي كانت تخشى أن يسفر لقاء هلسنكي عن اتفاقات محددة وملموسة ، إذ أنها هي نفسها تشكل الموضوع الرئيسي للمساومات بين الطرفين . وهي تدرك أن وضعها الراهن يشبه وضع البجعة السوداء في الحكايات الشعبية الروسية ، التي يتشاءم منها الجميع ويتحاشى الإقتراب منها .
لم تخفِ إيران ، منذ الإعلان عن لقاء هلسنكي ، قلقها وموقفها الحاسم ضده . وهي تدرك أنه ليس بوسعها منع انعقاده ، لكنها تدرك أيضاً أنها تملك من الوسائل ما يجعلها تتحكم بمصير أي توافق أميركي روسي بشأن سوريا ، على قول صحيفة "KOMMERSANT" الروسية المعروفة بقربها من وارة الدفاع. لكن الوسائل ، التي لم تكن تسمح لإيران بتعطيل عقد هلسنكي ، كانت تسمح لها ، بالتأكيد ، بالتشويش عليه . ويربط العديد من المراقبين بين إمكانيات إيران هذه في التشويش على هلسنكي ، وبين بؤر التوتر ، التي اشتعلت بقوة إضافية في المنطقة بالتزامن مع الإعداد لهذا اللقاء ، من غزة إلى اليمن وسواها .
لا شك أن "خيانة" روسيا لإيران في الجنوب السوري قد أثارت سخط القيادة الإيرانية ، ودفعها لإرسال مستشار قائدها الأعلى على أكبر ولايتي إلى موسكو عشية انعقاد لقاء هلسنكي ، للإطلاع على حقيقة ما ينوي الكرملين طرحه في هذا اللقاء بشأن إيران. لكن الإجابة الصريحة والواضحة استخلصتها إيران من كلام رئيس الوزراء الإسرائيلي ، الذي تزامنت زيارته موسكو مع زيارة ولايتي ، ومن كلام المسؤولين الإسرائيليين ، الذي تلى انعقاد لقاء هلسنكي .
في مقابلة لوزير الدفاع الإسرائيلي مع صحيفة "NEWS.RU" الروسية فيي 19 من الجاري ، قال ليبرمان ، ليس أمراً عادياً أن تتمكن دولة صغيرة مثل إسرائيل من التواصل بحرية مع رئيس روسيا ورئيس الولايات المتحدة الأميركية ، وهي على اتصال أسبوعي مع وزراء الدفاع في البلدين . ليست كثيرة في العالم الدول التي تمتلك مثل هذا الوضع . وليس أمراً بديهياً ، أن يجتمع رئيسا دولتين عظميين ، ويكرسان القسم الأعظم من محادثاتهما لإسرائيل .
ويقول ليبرمان ، إن إسرائيل تقدر حقيقة أن روسيا قد اعتمدت مفهومها ، الذي تردده باستمرار ، وهو أن إسرائيل لا تتدخل في شؤون سوريا الداخلية ، وكل ما يعنيها هو أمن مواطنيها والإلتزام باتفاقية فصل القوات للعام 1974 .
إن كلام ليبرمان هذا عن مستوى العلاقة ، التي تربط إسرائيل بروسيا ، والتزام الأخيرة بموقف إسرائيل من الحرب السورية ، بما فيها ، بالتأكيد موقفها من الوجود الإيراني في الجنوب السوري وفي جميع الأراضي السورية ، قد يكون من بين أكثر الأسباب في كون إيران البجعة السوداء ، التي يتشاءم منها الجميع ويبتعد عنها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طيران الاحتلال الإسرائيلي يستهدف سيارتين في بلدة الشهابية جن


.. 11 شهيدا وعدد من الجرحى في قصف إسرائيلي استهدف سوق مخيم المغ




.. احتجاجات ضخمة في جورجيا ضد قانون -النفوذ الأجنبي- الذي يسعى


.. بصوت مدوٍّ وضوء قوي.. صاعقة تضرب مدينة شخبوط في إمارة أبوظبي




.. خارج الصندوق | مخاوف من رد إسرائيلي يستهدف مفاعل آراك