الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لما النخب العربية وغير العربية يتخذون مواقف معادية من القضايا الكردية؟!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2018 / 7 / 23
القضية الكردية



بير رستم (أحمد مصطفى)
إننا ومن خلال المتابعة نلاحظ بأن أغلب الشخصيات والنخب الثقافية والسياسية العربية وغير العربية -وفي مختلف المجالات والتيارات- يقفون مواقف معارضة، إن لم نقل معادية من القضايا الكردية وهذه تتنافى مع أولى مفاهيم الديمقراطية والفكر الليبرالي من جهة ومن الجهة الأخرى فإن تلك المواقف العنصرية تتنافى مع القيم الوطنية والإنسانية، بل هي ليست من أخلاقيات النخب الثقافية -أو هكذا يفترض بهم على الأقل- ورغم ذلك فهي صفة عامة تقريباً بين تلك الغالبية المطلقة من نخب هذه الشعوب والدول الغاصبة لكردستان، مما يدعو للإستغراب والتساؤل حول الأسباب والحيثيات؟!

ما دعانا لطرح السؤال أو الإشكالية السابقة هو رحيل الفنانة السورية "مي سكاف" والتي أثارت زوبعة إعلامية على صفحات التواصل بين من يترحم عليها ومن يلعنها وذلك لما عرفت بمواقفها المعارضة للنظام وكذلك لمواقفها العنصرية المعادية من قضايا شعبنا الكردي .. وهكذا فقد أثار هذه الردود المتباينة بخصوص فنانة سورية عرفت بجديتها ومواقفها السياسية كصاحبة مبدء يدعو لحرية الإنسان السوري والخلاص من الإستبداد، لكن وبنفس الوقت تقف مواقف عنصرية من قضية شعب حري بها أن تسانده إنطلاقاً من قيمها الإنسانية أولاً ومبادئها الثورية آخراً، ناهيك عن الواجب الأخلاقي التي يجب أن تتمتع بها النخب الثقافية والفكرية وهي التي كانت نجمة في الدراما السورية .. نعم هي حالة يجب الوقوف عندها مطولاً؛ لما الآخرين لا يتعاطفون مع قضايا شعبنا؟!

ربما من السهولة أن نلقي اللوم على قضية العنصرية وأن نقول؛ بأن هذه الشعوب تحمل الحقد والكراهية لشعبنا وأن الدول الغاصبة قد زرعت فيهم وعبر حقود طويلة ثقافة قائمة على الكره والحقد والعنصرية وتلك واحدة من حقائق مجتمعاتنا ودولنا ومنظوماتنا السياسية في منطقة الشرق الأدنى والأوسط وأن الحكومات تخلق معارضات على شاكلتها وأن المعارضة السورية ليست استثناء، لكن رغم ذلك فإن الإجابة تبقى ناقصة بقناعتنا حيث وعلى الرغم من دور الحكومات والأحزاب في تأجيج الصراعات وخلق العدوات بين الشعوب والمكونات بهدف إشعار الجميع بخطر الآخرين وبالتالي حاجتهم لتلك الحكومات المستبدة للحماية، إلا أن للقضية وبقناعتي سببين إضافيين، ربما يكونا أهم من السبب الآخر الذي ذكرناه أو على الأقل يشكل ثلاثتهم ما يمكن تعريفه ب"مثلث الكراهية" في مجتمعاتنا.

ما نقصده؛ بأن إلى جانب دور الحكومات هناك دور الثراث أو ما يعرف بالثقافة المتوارثة وكذلك الضعف في الأداء السياسي والثقافي الكردي النخبوي حيث لو عدنا للثقافة وتراث المنطقة؛ الديني الإسلامي وأيضاً القومي العروبي وغير العروبي، لوجدنا مئات، بل آلاف النصوص والكتابات والشعارات التي تؤسس لثقافة الكراهية تجاه الآخر، مما يجعل البيئة والمناخ الثقافي مشبعاً بتلك الكراهية والعنصرية تجاه المختلف وبالمقابل نجد وللأسف ضعفاً في الجانب الكردي؛ إعلامياً وثقافياً سياسياً لشرح قضايانا الوطنية المحقة للآخرين في الأوساط الغير كردية، مما يجعل حلقات الطوق والتي تغلق دائرة الكراهية حولنا تستكمل لتفعل مفاعيلها في الواقع ورغم ذلك، فإن ما سبق ربما تغفر للجماهير الشعبية مثل هكذا سلوكيات، لكن وبكل تأكيد ان تغفر للنخب الفكرية والثقافية حيث حري بهؤلاء التأسيس لثقافة مغايرة وليس الركب في الغوغاء وعلى موجة القطيع .. ربما نحزن لمغادرة أي شخص، لكن لن نغفر لها ولغيرها هكذا سلوكيات حاقدة عنصرية وهي التي كانت يجب أن تكون القدوة في مجتمعاتها بقيمها الثقافية الإنسانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا