الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهاجرو الدول المستبدة بين الوطنية والمواطنة

سمير دويكات

2018 / 7 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


مهاجرو الدول المستبدة بين الوطنية والمواطنة
المحامي سمير دويكات
"عندما نفوز نحن ألمان، وعندما نخسر نحن مهاجرون"، هذا ما قاله لاعب كرة القدم الشهير مسعود اوزيل، على اثر حملة شهرت به في المانيا من مستويات رسمية وشعبية ومنها اتحاد كرة القدم الالماني الذي يحمل جنسيتها، بعد خسارة المانيا في دور المجموعات وخروجها من المونديا، وكذلك لصورة عرضية اخذها الاعب مع الرئيس اردوغان رئيس تركيا، البلد التي ينتمي اليها اللاعب مسعود اصلا، بهذه العبارات القاسية التي عبر فيها اللاعب عما يدور في خاطره ونتيجة الهجوم الذي شنه البعض ضده ومن مستويات رسمية حتى، مما اضطر الحكومة الالمانية ان تعلق على الموضوع لتهدئة الامر، وقد اعادت ميركل التاكيد على حق المهاجرين في العيش بكرامة، والمانيا هي الدولة الاكثر تقبلا للمهاجرين في اوروبا وهم اي المهاجرون الاكثر فائدة لالمانيا حتى من الالمان انفسهم، فلقد كان الفضل لهؤلاء المهاجرون الكثير ولهذا اللاعب بالتحديد لحصول المانيا على المنديال سنة 2014، وهو ما قاله اللاعب بان اراقمي تقول لكم ماذا صنعت لالمانيا؟
والتحدي الاكبر الذي سيظهر هؤلاء هو قانون العنصرية الصهيوني الذي لم يلاقي ادانات كافية من تلك الدول ولم تعبر عن اسفها لاصداره وهو قانون لم يسبق له مثيل في نشر الكراهية وسيعزز القتل والتخريب عبر العالم كونه يضطهد شعب باكمله موجود عبر دول العالم اجمع.
وقبل ايام فقط فاز المنتخب الفرنسي بالمونديا بفعل مجهود الشبان ذوو الاصول الافريقية، اذ كان لهم الفضل الكبير في حصولها على كاس المونديال كذلك في سنة 1998، فهذا الكلام العنصري الذي يخرج من وقت لاخر يعبر عن حقد دفين في نفوس هؤلاء المرضى الذين لا يتوارون الا خلف عباراتهم العنصرية المقيتة.
وشعبنا الفلسطيني هو من الاكثر الشعوب المهاجرة في الوقت الحالي بفعل الهجرة القسيرية من اجراءات الاحتلال البغيض، ولكن هناك نسبة مهاجرة بفعل الاجراءات الحكومية التي ادت الى ازدياد الفقر ورفع مستويات البطالة الى حدود كبيرة، وخاصة كذلك الاجراءات المقيتة المطبقة في غزة والتي اخرجت الناس عن طورها الطبيعي.
بالتالي فان المهاجر من دولته المستبدة الى دولة اخرى لغرض العمل او الدراسة، وان كان قد نال الجنسية واصبح له حقوق متساوية مع المواطن الاصلي، فان الوطنية التي تشده بفعل الجينات الى بلده الام سيكون لها اصل لن ينساه.
لقد كنت امر في المطارات واجد المهاجرون الفلسطينيين (وخاصة ابناء غزة الحبيبة) وهم كثر وخاصة من الاصدقاء وابناء الجيل وهم قمة في الخلق والادب والابداع، وكانت هجرتهم بفعل الاجراءات الظالمة التي تنتهجها السلطات والمؤسسات في الدولة والتي يرافقها التعيين خارج القانون والفساد ووضع الشخص غير مناسب في مكان لا يصلح له، وهو ما نتج عن طريق التعامل الكبيرة في تلك الامور من حيث اهمال دور الشباب، والاوضاع الاخرى السيئة في قطاع غزة والتي شجعت الشباب على الهجرة وهم من ذوي العقول الكبيرة التي يمكن ان تخدم البلد وفق الاصول والقدرات الكبيرة.
فالدول التي تستقبل المهاجرين كان لها سياسة في الاستفادة منهم الى قدر كبير وقد نجحت منها امريكا وكندا واستراليا وكل دول اوروبا على عكس امريكا اللاتينية لم تستفد منهم لعدم استغلالها الامكانيات المناسبة.
اما الدول العربية في غير دول الخليج التي استفادت من العقول الفلسطينية فانها لم تقم على الاستفادة لا منهم ولا من مواطنيها وذلك كونها في اغلبها دول مستبدة وطاغية وليس لديها الحد الادني من احترام حق الناس وخاصة لبنان التي حرمت وما تزال تحرم الفلسطينيين من الكثير من الحقوق وحولتهم الى مستوى اقل من البشر.
لذلك وان كان كلامنا سيكون مصيره الهواء، نتطلع في فلسطين الى استيعاب هؤلاء الشباب وفتح المجالات اماهم وان الاحتلال ليس عقبة اذا ما وجدت الارادة الحقيقية في محاربة الفساد وتطوير الذات وفتح مجالات مناسبة للشباب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا