الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالف المكاسب تجربة مجربة

واثق الجابري

2018 / 7 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


تتسابق القوائم الفائزة بالإنتخابات، وقبل حسم العد والفرز اليدوي، للتفاهم والتحالف وتشكيل الكتلة الأكبر، أو إيجاد مدخل سلس بضمان شعبي ودستوري لتشكيل الحكومة، وفق برنامج تتفق عليه الكتل المتحالفة، لكنه ليس من الحق أن تجتمع بتحالف مكاسب للظفر برؤوس السلطة الثلاث، وفرق من تحقق القوى مشروعها من خلال السلطة، ومن أسم مشروع لأجل الظفر والإستئثار بالسلطة.
محاورات وتفاهمات إنهارت بسرعة، وشأن العملية السياسية تسابق واضح لكتلة أكبر تشكل الحكومة، وهنا طرق عدة منها المتوازية أو المتوازنة أو المتقاطعة أو المتتالية.
يُشاع من حديث القوى السياسية عن برامج وثوابت وتقارب وتباعد، وشروط تنازلات وسقوف عالية المطالب، وطي صفحات التسقيط قبل الإنتخابات وفي حينها، ولقاء الكل للكل يشير الى عدم ثابتية السياسة، ويعتقدها بعضهم تنازل عن كل وأن كانت مصلحة عامة وحاجة دولة ومطالب مواطن! وأن توازت فهي تسابق أما لنيل السلطة أو تحقيق برنامج، وإذا توازنت من حيث المكونات ودقة التحركات، فأنها ستبحث حل أمثل وحكومة فاعلة، وأن تقاطعت ستتطيح ببعضها، أما إذا توالت على الإلتحاق لنيل مكاسبها، فستعود للمحاصصة.
تنحصر التفاهمات بتوزيع المناصب والحصص والخوض، بآليات لا تختلف عن طرق تشكيل الحكومات السابقة، وحديث الأغلبية، لم يعد سوى شعار لا يقنع جمهور وُعد به سابقاً ولم يطبق حين تشكيل الحكومة، وعندها يبقى نضوج الديموقراطية وتبادل والسلطة سلمياً، وحكومة تديرها أغلبية ببرنامج ومعارضة مقومة؛ أشبه بالأمنيات على شفاه الإعلاميين والمحللين والمنظرين، وفي أروقة الأعلام السياسي أطار للضغط ينتهي عند طاولة تحالف المكاسب.
بات واضحاً أن بعض الإتفاقات المُعلن عنها في حكم الماضي، وحديث اليوم ألغى حديث الأمس وغداً حديث آخر، وفتح بابين أولها ترك مفتوح لدخول من يشاء، وآخر أغلق بابه على بعض، فالأول يفسح المجال للدخول الشامل بذريعة الإستحقاق الإنتخابي، والثاني رفض غيره لمجرد التخالف السياسي دون مقاربة البرامج ومتطلبات المرحلة.
عند دخول كل القوى بإستحقاقها الإنتخابي، سيعود العراق الى حكومة 2010م، وإتفاقية أربيل وما فيها من تنازلات وأزمات متلاحقة وفائض وزارات.
غاية الوصول للسلطة لا يبرر أية وسيلة، والوعود والتنازلات بين القوى السياسي أحياناً تكون على حساب مواطن ثائر من حرارة الصيف وإنعدام الخدمات، وبناء حكومة هشة متوسدة بالشكوك بين قواها، ومعتمدة على إتفاقات آنية مبطنة سرعان ما ينهار عقدها،عندما يتحرك بعضها بأفعال لا مسؤولة ولا اخلاقية وينهار تحالف المكاسب لتقاطع مصالح مكوناته، وحكومة الأغلبية نظرية حكم لا إقصائية تختلف عن التشاركية المحاصصاتية، التي جربت وفشلت، وكل حكومة يشترك بها الجميع سيكون مصيرها الفشل، ومنطلق لأزمات وإرضاءات تغيب فيها مصلحة العراق، ولا يحضر منطق بناء دولة في قوى لا تعرف معارضتها أم مشاركتها، وتخضع لمنطق القوة والأساليب الملتوية، وأمام القوى السياسية منعطف لإختبار مصداقيتها، وما تنادي به من شعارات، ومن جرّب المجرب حلّت به الندامة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد