الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية، إيربن هاوس

توفيق أبو شومر

2018 / 7 / 25
الادب والفن


قرأتُ للروائي، طلال أبو شاويش رواية فريدةً في مضمونها، إنها آخر إصدارات القاص والروائي، طلال أبو شاويش، وهي بعنوان: إيربن هاوس.
إيربن هاوس، ليست فتاة بريطانية جميلة، وليست نُزُلا، أو فندقا فخما، وهي بالتأكيد ليست مُنتجَعا سياحيا، أو حديقةً غنَّاء، بل هي كما وصفتْ الروايةُ عنوانها:
إيربن هاوس- شارع الحب- في ويكيفيلد، يوركشير.
مَن يقرأ هذه الأوصاف في الرواية، فإنه سيغوص في الأوهام والخيالات، غير أنه سرعان ما يكتشف الحقيقة، في أكثر من مائتي صفحة؛
إيربن هاوس، ليستْ سوى مركز احتجازٍ للمهاجرين في بريطانيا، أو سوقِ نخاسة لعبيد القرن العشرين، ممن تركوا الأوطان ليظفروا بالأمن والأمان.
قرَّر بطل الرواية، عاصم، الذي استنسخه القاصُ نسخةً أخرى من شخصيته، أن يكشفَ أستار هذا المركز الاعتقالي الرهيب، المحجوب في الركن السري للتاج البريطاني، خوفا من اكتشاف زيف شعارات الامبراطورية البريطانية؛ الحرية، العدل، المساواة!
أشعل بطل الرواية مصباحَ حروفه، كاشفا صورة عبودية اللاجئين، لم يكتفِ بطل الرواية بوصفِ طقوس التاج البريطاني في التعامل معه كفلسطيني (إرهابي)، يطلبُ حق اللجوء من ورثة، أرثر جيمس بلفور، بل وصفَ بدقِّة ما تعرَّضَ له من استجوابٍ، يصل إلى حدِّ الإرهاب، التعذيب ، استعمل بطلُ الرواية مصباحَه ليكشفَ به آليات تعذيب اللاجئين، الصوماليين، والتونسيين، والسوريين، وغيرهم.
تمكن بطلُ الرواية الفلسطيني، عاصم بإخلاصه، وتفانيه في خدمة هؤلاء المهاجرين أن يظفر بثقة المحتجزين في سوق رقيق القرن الحادي والعشرين، إيربن هاوس، تمكَّن من الحصول على كنوزٍ من القصصِ الصادقة، الصادمة المخبوءة في عقول هؤلاء المهاجرين، من فم المهاجر الصومالي، تيمبا، وأخته، ماريَّا، ومن شفتي الغانية التونسية، ريفال.
هذه الرواية وصفة علاجية ناجعة لكل عاشقي الهجرات، ممن لم يستيقظوا من أسطورة أحلامهم التقليدية، عن دول الغرب، دول العالم المتحضر، المتقدم، الدول التي تفتح ذراعيها لذوي البشرة البرونزية، وتحتضن ذوي البشرة السوداء، وتنام في أحضان الصحراويين العرب كلَّ مساء،
اقرأوا هذه الرواية لتستفيقوا على حقيقة صادمة!! 26-7-2018م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا