الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق الى اين ؟؟

صافي الياسري

2018 / 7 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


العراق الى اين ؟؟

((إذا ما كانت الأحزاب الحاكمة تراهن على الحماية الإيرانية في الحد من تأثير تلك الاحتجاجات فإن تطورات الصراع الأميركي ــ الإيراني تشير إلى أن تلك الحماية لن تستمر طويلا وانها ستسقط او تنسحب عنها وهو ما يعني ان نظام الحكم الفاسد في العراق اذا لم تسقطه تظاهرات الجنوب التي ستمتد الى بغداد فالغربية فالشرقية فالشمال و التي ستتحول حتما الى انتفاضة فثورة عارمة تشعلها كل مكونات العراق في كل مدنه وقراه وقصباته ، فان سحب غطاء الحماية الايرانية لظروف الملالي الذاتية المهزومة والمنكسرة محليا ودوليا وسياسيا واقتصاديا بشكل مروع والمستقبل الكالح لولاية الفقيه الذي تنذر به تطورات ذلك الصراع سيؤدي الى اختفائه كسراب في رمال الضياع بعد ان يفر الفاسدون والعملاء بسبب هوياتهم وانتماءاتهم غير العراقيه – وسيعدون فرارهم بما نهبوا وسلبوا انجازا بامتياز لبقية العمر وليشرب العراق والعراقيون من البحر ، وليركب من شاء اعلى ما في خيله ))
صافي الياسري




هذا السؤال بات لكثرة تكراره وطول عمره ومرافقته متغيرات العراق واحداثه ممجوجا الى حد بعيد ،وهو في اتجاهاته وخلاصته انما يعبر في اغلب الاحيان عن وجهتي نظر سياسيتين ،اما وجهة نظر الموالاة والدفاع عن النظام السائد او وجهة نظر المعارضة ،واذا اردنا ان نتوسع قلنا انه يعبر عن وجهة نظر من يدفع وهو المستفيد من توجيه الامور الوجهة التي يريد ،اما وجهة النظر الحيادية الموضوعية الواقعية وهي المطلوبة دائما فان ندرتها وكثرة استهدافها لشتى الاسباب تجعل مقاربتها قراءة ونقدا وتمييزا من الامور غير المتاحة دائما ،وانا هنا احاول قراءة هذا السؤال على وفق حياديتي ،
واحدد ابتداءا هذه القراءة بانها تتوجه للنظام السياسي والمنظومة الاجتماعية الحاكمة والمحكومة بتفرعات انتماءاتها الجغرافية والعرقية والعقائدية وولاءاتها ، واساليب تعامل الانا مع الاخر ،والى متحركات الساحة العراقية والاهواء السياسية اللاعبة فيها برياحها المتقاطعة ،وربما غلبت الحلم والاماني احيانا ،خارجا على موضوعيتي انما بمشروعية تتيحها الرومانسية الثورية التي اعدها المحرك الاول والفاعل القادر للواقعية التحليلية والرؤية النقدية السديدة فضلا على الواقعية السياسيه والمطلوبة ايضا .
مشهد عام ولقطات متناثرة للصورة العراقية السياسية راهنا- اليوم – ((اواخر تموز))
ما زالت التظاهرات تعم المحافظات الجنوبية وقد وشملت بغداد مؤخرا بعد صمت يسير،وعلى طريقة التظاهر كل جمعه التي كانت سببا في اسقاط الاحتجاجات الشعبية السابقه ،وسط تعامل حكومي وحزبي شرس معها اذ تشعر الحكومة واحزاب العملية السياسية ان المستهدف هو سلطتها ومغانمها ونظام المحاصصة وتقاسمها دكاكين التجارة الرائجة اليوم – الوطنية المدعاة – علما ان اغلب اصحابها بضائعهم اجنبية ،
لذلك حين يهتف المتظاهر العراقي ضد البضاعة الاجنبية يشعر صاحب الدكان انه هو المستهدف وما من وسيلة لديه غير ان يخرج رشاشته الايرانية او الخليجية او الاميركية او التركية ليطوق بالنار حمى الدار.
دون جدل الطبقة السياسية المتسلطة وكراسي الحكام بددت ثروة العراق هدرا – عمدا وعن غير عمد كما قال الايراني هادي العاملي المرشح لرئاسة الوزارة العراقية المقبلة كما تأمل وتعمل ايران – ولم تبق شيئا للعراقيين لا في مضمار الخدمات ولا في تحجيم البطالة والغلاء والتضم ولا في مضمار ردم الخنادق المتقابلة طائفيا وعرقيا وثقافيا فما زالت مفردات سني وشيعي ومسيحي ويزيدي وشبكي وعربي وكردي وتركماني واشوري وما الى ذلك هي السائدة ليس على ساحة التوصيفات الاعلامية وحسب بل وايضا وبقوة على الساحة السياسية والمجتمعيه
وفي تقرير تداولته مواقع وصفحات الميديا الاجتماعية كرأي فيه من الصحة ما فيه كما ان فيه ما يمكنني ان اتحفظ عليه او ان اكتب بديله على وفق موضوعيتي وهي الخط الاستراتيجي والشاقول الذي لا اريد ان احيد عنه .
فمن وجهة نظر قادة الأحزاب والميليشيات الشيعية – واعتذر لاهلي العراقيين من استخدام هذه المفردة – فهي هنا ليست للتفرقة والتمييز الطائفي الذي اعدني اشد اعدائه، وانما للتاشير الواقعي وحسب - الحاكمة في العراق فإن الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها مدن الجنوب ذات الأغلبية الشيعية هي نذير شؤم يشير إلى اقتراب لحظة الهروب العظيم. قد لا تنجح تلك الاحتجاجات السلمية في إسقاط نظام الحكم الذي يتمتع بحماية إيرانية ومباركة أميركية غير أنها بالتأكيد أنهت أسطورة الحكم الشيعي الأبدي.
لم يعد مقنعا بالنسبة للشيعة أن يكون الحاكم شيعيا. لقد ضاعت عراقيتهم ولم تنفعهم شيعيتهم في شيء. لم يربحوا شيئا مقابل ما خسروه.
بعد أن استعملهم قطاع الطرق غطاء لعمليات النهب العظمى التي مارسوها وهم يسرقون ثروات العراق ها هم يطلقون الرصاص على شبابهم المحتجين على انعدام الخدمات وانهيار البنية التحتية والبطالة والفساد الذي ضرب كل مفصل من مفاصل الدولة.
ألحق حكام العراق الخزي التاريخي بشيعته من غير أن يهبوهم شيئا من متاع الدنيا. وهي قسمة ظالمة صار الشباب الذين لم يعاصروا حكم نظام البعث يترحمون بسببها على زمن الرئيس الراحل صدام حسين. على الأقل كانت رؤوس آبائهم مرفوعة في ذلك الزمن كونهم عراقيين.
اليوم يشعر شيعة العراق بالعار لأنهم وبسبب احتماء الحكم بشيعيته كانوا سببا في تفكيك العراق وإبادة جزء من شعبه وتدمير عدد من مدنه ووضع آثار حضاراته بين أيدي الهمج وتبديد ثرواته النفطية وطي صفحته بلدا زراعيا وصناعيا إلى الأبد وتسليمه إلى التصحر والجفاف وتشويه سمعته عالميا كونه البلد الأكثر فسادا في قائمة البلدان الميؤوس من إصلاحها.
تظاهر الشباب في مدن الجنوب العراقي ذات الأغلبية الشيعية تحت لافتات توحي بمحدودية مطالبهم. غير أن الحقيقة تكمن في مكان آخر. فالكهرباء والماء وسواهما من الخدمات الأساسية ليست سوى ذريعة لإطلاق صرخة الاحتجاج الأكبر التي تتعلق بالإهانة التاريخية التي لحقت بالشيعة وهم يرون أنفسهم ممثلين في السلطة من خلال الأميين والجهلة واللصوص وقطاع الطرق والعملاء وأصحاب العمائم المرتجلة والأفاقين والمحتالين وأصحاب السجلات الإجرامية والمعتوهين وأرباب السوابق. لقد فجع شيعة العراق - مثل وقبل كل العراقيين - بمَن صار يمثلهم ويحكمهم في الوقت نفسه.
عبر أكثر من اثنتي عشرة سنة من الحكم الشيعي لم يتبوأ رجل شيعي نزيه، كفء، منصف ووطني منصبا رفيعا في الدولة العراقية. أهذا ما تريده إيران؟ أن يظهر شيعة العراق باعتبارهم مجرد لصوص وقطاع طرق وفاسدين وخونة للأمانة وفاقدي الذمة وغير وطنيين، وأولا وأخيرا قتلة.
ثورة العراقيين اليوم ليست ثورة جياع. تلك إهانة مضافة تقربهم من الحيوانات التي إذا ما جاعت ثارت.
هناك أسباب عظيمة للثورة، كان الفقر المقصود واحدا منها. ما دفع بالعراقيين الشيعة إلى الثورة شعورهم بأن الجانب الإنساني فيهم قد أهين بطريقة مدروسة ومخطط لها من قبل نظام آيات الله وهو الراعي للنظام العراقي.
لقد صار واضحا أن حكام العراق قد بددوا ثروة العراق من خلال توزيعها حصصا بين شيعتهم فلم يبق منها شيء للعراقيين، شيعة أم سنة أم أكرادا على حد سواء. وهو ما جعل شيعة العراق على تماس مباشر مع الكذبة التي تقول بأنهم صاروا يحكمون العراق بعد ما يزيد على ألف سنة من الحكم السني. فحين اختطفت الأحزاب الموالية لإيران الحكم لم تعد للعراقي شاء ما يكون مذهبه حصة في الثروة الوطنية.
تفننت تلك الأحزاب في ابتكار ممرات تتسرب من خلالها ثروة العراقيين فلا يصل منها إلى أيديهم شيء. هناك المجاهدون والسجناء السياسيون ولاجئو مخيم رفحة سيء الصيت والمنفيون ممن غادروا العراق قبل أربعين سنة وشملت مكرمات حزب الدعوة كل من انتسب إليه في بداية الغزو من عراقيي الداخل.
في حقيقة ما فعله نوري المالكي وسواه من زعماء الأحزاب الشيعية لم يكن الهدف بناء حياة كريمة للعراقيين ومن ضمنهم الشيعة بل كان ذلك الهدف يكمن في إلحاق أكبر ضرر معنوي ومادي بالعراقيين، الشيعة منهم بشكل خاص. وهو ما سعت إليه إيران ونجحت فيه.
تعرف إيران أن شيعة الداخل العراقي حاربوها بصدق وطني. وهو ما لن تغفره لهم. لذلك عملت ولا تزال تعمل على حماية الفاسدين منهم . وعن طريقهم تتمكن من سحق العراقيين إذلالا وتشريدا وتجويعا وإفسادا.
وهو ما صار الشباب المنتفضون على يقين منه حين تزامن احتجاجهم على غياب الخدمات وفساد الطبقة الحاكمة مع رفضهم لاستمرار الهيمنة الإيرانية على العراق.
((وإذا ما كانت الأحزاب الحاكمة تراهن على الحماية الإيرانية في الحد من تأثير تلك الاحتجاجات فإن تطورات الصراع الأميركي ــ الإيراني تشير إلى أن تلك الحماية لن تستمر طويلا وانها ستسقط او تنسحب عنها وهو ما يعني ان نظام الحكم الفاسد في العراق اذا لم تسقطه تظاهرات الجنوب التي ستمتد الى بغداد فالغربية فالشرقية فالشمال حتما و التي ستتحول يقينا الى انتفاضة فثورة عارمة تشعلها كل مكونات العراق في كل مدنه وقراه وقصباته ، فان سحب غطاء الحماية الايرانية لظروف الملالي الذاتية المهزومة والمنكسرة محليا ودوليا وسياسيا واقتصاديا بشكل مروع والمستقبل الكالح لولاية الفقيه الذي تنذر به تطورات ذلك الصراع سيؤدي الى اختفائه كسراب في رمال الضياع بعد ان يفر الفاسدون والعملاء بسبب هوياتهم وانتماءاتهم غير العراقيه – وسيعدون فرارهم بما نهبوا وسلبوا انجازا بامتياز لبقية العمر وليشرب العراق والعراقيون من البحر ، وليركب من شاء اعلى ما في خيله ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء