الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القيمة العلمية للأديان السماوية

محمد ابداح

2018 / 7 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قد تكون الشكوى من سياسة الدولة أمر ليس مُستغربا، وخصوصا بمشارق الأرض، وتزيد حدّتها كلما اشتدّ الجوع بالناس وافتقروا للأمن الإجتماعي، غير أن الشكوى من الديانة هو تعبير مُبتذل قد يكون من اللائق تلطيفه على الفور شرط الفصل بين بلادة الجبان وتسليم القوي. ربما لايزال الوقت مبكرا نسبيا لنضوج فكرة البحث عن القيمة العلمية للأديان السماوية، وتحديدا بعد كشف الأقنعة عن كافة المعابد الدينية المُختلفة، المنزوية تحت أكثر أشكال الحياة الإجتماعية التي عرفها التاريخ دنسا وانحطاطا فكريا وأخلاقيا، ولكن الوقت ليس مبكرا جدا لمعرفة ما إذا كانت تقنيّات الأديان السماوية في العلوم المادية تشبه نظيراتها عند علماء الطب والهندسة والفلك؟ حقيقة إن الإجابة على هذا السؤال يستأهل بحثا مُستقلا كوني لم أجد على الإطلاق أي كتاب أو حتى مقالة قد طرقت هذا الباب من قبل، لكن لاريب بأن لغة العلوم المادية بالكتب السماوية المعروفة لدينا في مُعظم ألفاظها المتعلقة بالطب الفيزيائي والكيميائي والنفسي؛ مدينة بالأصل إلى الطبابة الشعبية، فقبل ذكر العسل في القرآن الكريم، كان الناس قد ألِفوا فوائده قبل آلاف السنين، أما الخطاب الديني المتعلق بعلوم الفلك والهندسة والجيولوجيا والأحياء؛ فهو خطاب تحدي وإعجاز أكثر من كونه أُسُس ومناهج للبحث العلمي.
إلا أنه وعلى الرغم ممّا سبق فإنه ما من أحد يُمكنه الجزم بأن الأديان السماوية ماهي إلا دعاية سياسية (غابريال مارسيل)، في حين أن أي امرء يستطيع التمييز بين ما هو نظري وماهو عملي، تجد بإن أعظم أو أكبرعالم سلاح نووي على وجه الأرض؛ يتجرد من أسلحته أمام سلاح الطبيعة، وقد يكون في هذه الحالة بعض المُتعة لرجال الدين، في مقابل الكثير من المرارة لنابغة فلك ورياضيات يجد نفسه رغم دقة حساباته؛ عاجزا عن زحزحة أصغر الكواكب في نظامنا الشمسي عن مساره.
ربما يمنحنا التقدم المعرفي رقيا وسموا من خلال إقرارنا بمدى عجزنا، لكن في المقابل حين تتحدث الحقائق تصمت الأوهام! فثمة واقع يقول بأن سجل تاريخ ميلاد وتطورالعلوم المادية لم يأذن بعد بتسلل أي قيمة علمية للكتب السماوية بين نجوم وكواكب نظام المجموعة البشرية، لكن فيما نتحدث عن القيمة العلمية للأديان فإن ذات السجل يحتوي ملحقا هاما جدا للنتائج العملية الخطيرة لأثر الكتب السماوية في تمكين المشعوذين من التسلل لمبنى الطب البشري بكافة أقسامه العلاجية العضوية والنفسية، وذات الأمر لسماسرة الجنة وشيوخ البارات ومُنظري الملاهي الدينية، كما أن دخول نظريات الفقهة الديني إلى مجموعة النظام البشري أدت لنشوء نيازك بشرية ( جهاديين) واصطدام الكواكب (المجموعات البشرية) ببعضها البعض.
وغني عن التعريف بأن كشف سوء نية الآخرين في الخطاب الديني يتم بحسن نية! وعلى مسافة قريبة من انتشار البدع على أنه الدين الحق، وإن كان الأمر كذلك فلا ريب بأن الدين هو الوجه الآخر للسّياسة. وربما حان الوقت الآن لتعريف القيمة؛ قد تختلف النظرة الفلسفية لتعريف القيم الإنسانية بشقيها المادي والمعنوي، إلا أن قيمة الشيء لا ترتبط بذاته وإنما بمدى تأثيره على الواقع المُعاش، فقيمة العقاقير الطبية مثلا لا تتمثل في ذاتها بل في مدى قدرتها على علاج الأمراض، فهل للأديان السماوية قيمة علمية؟
إن الإسم العلمي للأديان والأيديولوجيات هي السياسة! غير أنه في العرف الإجتماعي السائد فإن السياسة هي سحر والسحرعقرُ بيت إبليس، وفي جميع حقول المعرفة فإن الخطاب الديني يكون مؤهلا قانونيا من السلطة! وربما تقلم أظافره من حين لآخر؛ إلاّ أن نظريات المؤامرة في الخطاب الديني وبشكل عجيب يبقى صامدا سياسيا على الدوام. فإن كانت السياسة هي الديانة البشرية الحقيقية؛ فإن الأنبياء والرُسل ليسوا أكثر من مجرد منشقين وثوريين ومعارضين سياسيين للسلطة أمثال ابن الرواندي وهيجل وماركس وجورج واشنطن.
قد لايكون ذلك تعريفا تمُرُّ حقيقته كما تُمرّرُ رسالة عبر البريد الإلكتروني؛ لكن لا عجب أن يكتشف مشتغل ما في السياسة أن خصما أو زعيما سياسيا لامعا ومتنفذا يصل لمرتبة شرير (شيطان) ليس في حقية الأمر سوى رهينة حزب سياسي (إبليسي من وجهة نظر الأديان). تلك رسالة أخرى في ذات البريد!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح


.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة




.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا