الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا شطبت الأمم المتحدة سوريا من كل المؤشرات وباتت خارج التصنيف؟

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2018 / 7 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لماذا شطبت الأمم المتحدة سوريا من كل المؤشرات وباتت خارج التصنيف؟
لم تعد الأمم المتحدة تدرج سوريا على أي من مؤشراتها المعروفة بين الدول كمستوى الدخل الفردي (لاشيء تقريبا بالدولار إذا ما وزع على عدد أفراد العائلة وبعد انهيار سعر صرف الليرة ورفض الدولة دعم المواطن وتقديم أية زيادة ورفع للرواتب والأجور) والنزاهة والشفافية والناتج المحلي ومعدل الأعمار والعدالة والمساواة والنظافة والتنمية والأمن والسعادة والحكومة الإليكترونية وووو إلخ حيث لم تعد سوريا وبعد عقود من ممارسات غير منضبطة وتحد لكل ما هو متعارف عليه من قيم ومعايير عامة وأسس عمل تلتزم بها أكثر المؤسسات و"الدكاكين" فشلا وخسارة وإفلاسا وانهيارا...
ولنأخذ على سبيل المثال موضوع العمل والوظائف العامة وهي المحتكرة لفئة ولتيار سياسي وسلطوي بعينه يحرم منع دون وجه حق، بقية أبناء الشعب الذين هجروا وطفشوا وتركوا البلد أو جلسوا فيه ينتظرون زيارة الرفيق عزرائيل بعد فشلوا بالحصول على متطلبات العيش الحر الكريم.
معظم الوظائف الهامة والحساسة والدسمة في سوريا محتكرة وتسند مزاجيا للخاصة والمحاسيب والأقرباء والذي منه وتوزع عليهم كهدايا وعطاءات ومكافآت شخصية لا تعتمد الكفاءة والنزاهة والخبرة والاختصاص قدر ما تعتمد التبعية والولاء الأعمى وأعلى درجات البلاهة والغباء وهي-أي توزيع الوظائف- محض محاصصات مافيوزية للسلب والنهب والوجاهة والتميز وتقاسم الأرباح والهبات والمغانم وممارسة النرجسية والعقد النفسية وليس للخدمة الوطنية والصالح العام ومصلحة المواطن البسيط والقاصي والداني يعلم هذا ويبقون بمناصبهم إلى أبد الآبدين ولا يحاسبون ولا يخضعون لقانون ولا لسلطة ولا يمكن مساءلتهم عما يقترفونه من تجاوزات ووووو فانهارت الخدمة العامة وتردت أحوال المواطنين وانتشرت مافيات وعصابات الرشوة والسلب ولكم في الفضائح الأخيرة المدوية التي اكتسحت الفيسبوك عن سرقات بمئات المليارات عبرة وخبرة يا أولي الألباب (تم مؤخرا تعيين أحد المسؤولين المقال بفضيحة مجلجلة تصل للخيانة العظمى مستشارا بنفس المؤسسة هذا انهيار وطني أخلاقي عام قبل أي شيء آخر وناهيكم عن توصيفاته وتعقيداته القانونية الأخرى) وتشي بأمر واحد وهو انهيار الدولة وتفككها وغياب أية آلية للمحاسبة ونهاية القضاء وأصبحت مؤسسات الدولة سائبة تماما ومستباحة وملكاً شخصياً مشاعاً بيد بعض الأفراد والمافيات والعصابات وكلها تعمل حت سمع وبصر القوى الأمنية وبحماية أجهزة المخابرات....وزراء وضباط كبار ومدراء عامون ووو كلهم متورطون بقضايا فساد تصل حد الخيانة العظمى ..
شيء مرعب وفظيع فبدلاً من أن يكون بيد القضاء والعدالة نراه يعود بقوة متحديا كل القيم والقوانين المعمول بها حتى بالغابات.....
ولذا فالأمم المتحدة شطبت سوريا من كل مؤشراتها ولم تعد موجودة على أي مؤشر من المؤشرات ولم تعد ترى اسما لها حتى مع أفقر الدول وأكثرها فسادا وترهلا وترديا وانحطاطا وووو (يعني الصومال قبلنا بدرجات) ولم تعد سوريا تلبي أي من معايير ومتطلبات التصنيف ثم يخرج أحدهم ليخطب ويندب ويشتكي ويلطم في منبر أممي ويتحسر على القانون الدولي ويقول عن نفسه إنه من المقاومين علها تغطي شيئا من فضائحه ور"يحته" الطالعة (مقاومة مين يا روح أمك أنت وياه)؟؟؟
والسؤال ما معنى أن يبقى مسؤول في منصبه لعقود ولعشرات السنين دون أن يتزحزح من منصبه وبعد أن يفقد معظم ملكاته العقلية ويصاب بالخرف والزهايمر والسلس البولي ودون أن يقدّم أية خدمة تذكر للشعب أو يترك أثراً طيباً وذكرى طيبة في نفوس الشعب والجماهير ودون أن يعلم أي إنسان لماذا هو هناك كل هذه العقود والسنين وبعد أن يكون قد غرف وراكم مليارات وثروات لا تأكلها النيران؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة