الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسألة الفلسطينية بعد انهيار حلم الدولة دراسة سسيولوجية مقارنة لنسق الوطنية الفلسطينية المعاصرة

صالح الشقباوي

2018 / 7 / 27
القضية الفلسطينية


المسألة الفلسطينية بعد انهيار حلم الدولة
دراسة سسيولوجية مقارنة لنسق الوطنية الفلسطينية المعاصرة

د صـــــــــــــالح الشقباوي**
استاذ محاضر بجامعة الجزائر2
" حلم الدولة الفلسطينية تلاشى كما يتلاشى الضباب عند بزوغ الشمس"
الوضع الفلسطيني في افق مسدود ، منذ اللحظة الاولى لمقتل رابين، تعيش القضية الفلسطينية مأزقا وجوديا قلقا على ذاتها , وتمارس حرب بقاء ضد العدم ، وضد التذويب والإزاحة المنظمة ، وضد بروز السلام ألاقتصادي بدل السلام السياسي ، كما ان مقتل الرئيس الفلسطيني ابو عمار كان علامة فارقة في التاريخ الفلسطيني المعاصر .
فكما تبدو المشاريع التي طرحت 1993 هباء منثورا ، وأصبح حل الدولة المستقلة ملازم لصيرورة التلاشي ، بدأ الفلسطيني يبحث عن الحل الممكن ، الذي ينطلق من استحالة مشروع الدولة الديمقراطية الذي طرح في نهاية الستينات من القرن الماضي ، كما طرح الحل المرحلي فيما بعد والذي قدم كبديل ممكن في ظل المعطيات الدولية والدي اضحى حلا استراتيجيا للقوى الفلسطينية ، بهدف اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والذي تحول كما اكدت سابقا الى حل المستحيل على ضوء ما توضح من خلال العقد الماضي من ممارسات الدولة الصهيونية ، التي تفكر بالعودة الى فكرة الدولة الواحدة حيث يجري تحويل اليهود فيها الى قومية متجانسة ، والغاء التعددية القومية التي تعيش بها دولة اسرائيل اليوم ، "يهود روس ، يهود امريكان ، يهود عرب ، يهود فلاشا، يهود اوروبا " وكل قسم منهم يعيش بثقافته وعاداته وتراثه ولغته ايضا... الخ .
وهنا أؤكد ان تفجير الشهيد الرئيس القائد ابو عمار ومعه القائد مروان البرغوثي فك الله اسره للانتفاضة الثانية انطلاقا من ايمانهم من استحالة اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف اذ حول الصهاينة الحل الذي جرى النشاط من اجله منذ اوسلو الى لحظة مقتل رابين الى وهما ، الآمر الذي يفرض اعادة بناء التصور حول المسألة الفلسطينية برمتها ..بالرغم من ان الكسر من الاطراف الفلسطينية حاربت هذا التوجه واتهمت ابو عمار بالعبث وإعادة مكونات ومؤسسات وأجهزة السلطة الى مربع الصفر التكتيكي .
ان النظر للمسألة الفلسطينية من زاوية الكم اي من زاوية حجم الارض التي يسمح ميزان القوى في ان تحصل عليها دون رؤية النوع الذي يتعلق في ان اسرائيل يشكل الحقيقة الاولى في النظام التراجعي ، فقد جرى الاعتقاد بأن المناورة في وضع الارض المحتلة 1967يمكن ان تسمح بتحقيق الدولة المستقلة في اطار التوافق الدولي وميزان القوى المختل حيث سيبدو الهدف ممكنا لأن المطلب محدد ومحدود ، لكن انقلاب الوضع الدولي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتحكم الاحادية الامريكية فقد ولدت اوسلو من هذا المناخ وهذا الرحم الدي سوف يفرض على الفلسطينيين القبول التدريجي بما تريده اسرائيل ، لهذا قامت تلك الاتفاقات على التوافق على التفاصيل او الجزئيات دون التطرق الى الاساسيات التي كانت محسومة صهيونيا...فكما علمتنا الدراسات المنهجية فان اي حل سياسي يقوم على مسارين...الرؤية، وموازين القوى، ..فإسرائيل قوية ووجودها يقوم على حق القوة لذا فتصورها ورؤيتها للحل يقوم على خمس مبادئ " لا انسحاب من القدس ، لا انسحاب من وادي الاردن ، لا لإزالة المستوطنات ، لا عودة للاجئين ، لا للدولة الفلسطينية المستقلة " وهدا يوصلنا للقول ان السياسة الصهيونية مندئد انبتت على فرض الحل النهائي من وجهة النظر الصهيونية والمتمثلة في تقطيع اوصال الضفة عبر الحواجز والكنتونات الاربع، وفرض نمط اقتصادي مجزءا وتحويل المدن الفلسطينية الى معازل مكتف داتيا ويحيط بها الجدار " ألآبارتهيد" كما ان التصور الصهيوني يعتبر ان ارض فلسطين كلها اراضي الدولة اليهودية ولا يحق لآي قائد اسرائيلي التنازل عنها فهي ارض اسرائيل التوراتية وحل المسألة الفلسطينية بشقيها التةاجد والتوالد يتم من خلال المنطلقات الصهيونية التي تعتبر ان الارض هي يهودية وعدم اعطاء صفة المواطنة للسكان الامر الذي يجعل الحكم الذاتي هو الشكل الاقصى الدي يمكن ان تصل اليه السلطة الفلسطينية في اطار دولة يهودية تسيطر على كل فلسطين ، هدة النتيجة هي التي ساعدت اسرائيل وقادتها لسن قانون القومية والتي بات يعني الدولة الواحدة في كل فلسطين ، لان الفصل بات مستحيلا " الاستيطان ، الجدار " وهذا ما جعل السيطرةالصهيونية على اراضي الضفه وغزة كاملا وجعلها غير صالحة لاقامة دولة .
بكلام نهائي أقول ان حل الدولتين ، تبخر وتلاشى واصبح مستحيلا ،كما ان حلها في اطار الدولة الواحدة " اسرائيل" مستحيل ايضا لأن الرؤية الصهيونية المهيمنة تنطلق من تكريس الطابع اليهودي للدولة وهذا يلغي الوجود الفلسطيني ذو البعذ السياسي وبالتالي لا يحقق حلا ولا ينتهي الصراع ..لان طبيعة الحل تتأسس على وعي طبيعة المشروع الصهيوني ذاته ..هل هو حل انساني للمسألة اليهودية ..هل هو حل يتعلق بفئة من اصل يهودي في الرأسمالية ؟
ثم هل فلسطين هي الهدف فقط انطلاقا من انها ارض اسرائيل ام ان المسألة تتعلق بوضع الوطن العربي عموما التي مزقته الآيادي الصهيونية ليتحول لقمة سهلة هو وماله وخيراته على الفم الصهيوني ؟

** استاذ محاضر بجامعة الجزائر2 وبومرداس للحقوق والعلوم السياسية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشكل طريف فهد يفشل في معرفة مثل مصري ????


.. إسرائيل وإيران.. الضربات كشفت حقيقة قدرات الجيشين




.. سيناريو يوم القيامة النووي.. بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم


.. المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائف من الجليل الأعلى على محيط بل




.. كتائب القسام تستهدف جرافة عسكرية بقذيفة -الياسين 105- وسط قط