الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تربية المشاعر

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2018 / 7 / 28
كتابات ساخرة


يتهمني بالغيرة، بالحقد، بالتّخلف، بالدونية، وبأشياء أخرى أخجل أن أتلفّظ بها.
أحبّه لأنه رجل. لم أدقق في هيئته يوماً. لدي جوع عاطفي أحلم أن يعوّضه لي، ومستمرّة في الأمل حيث أن جملة "محكومون بالأمل" أصبحت من المقدسات اليوم. قلت لابد أن قائل الجملة قد جرّب الأمل.
أرغب أن أقبّل قدمه كنوع من الوفاء بينما يشتم أمّي وأبي. وأقسمت بيني نفسي أن أحافظ على شرفه، فلا أبتسم في وجه رجل، ولا أظهر مفاتني، فأضع فوق القمطة التي أضعها على رأسي برقعاً كي لا يرى وجهي رجل م
يحب محشي الكوسا الصغير الحجم والذي يحتوي القليل من الرّز، والكثير من اللحم. البارحة ذهبت إلى الدكان اشتريت أربعة كلوات كوسا ،وبينما كنت أحفر الكوسا وقع ابني الصغير من السرير، وضعته على صدري يرضع بينما أطبخ المحشي. أنا أقدّسه ولو احتاج أحد أعضائي لوهبته- أعني زوجي-
بينما كان يأكل المحشي بنهم، ويقرأ الشّعر، ويرتشف بعض النبيذ. توقّف فجأة عن الأكل وقال لي أين المازة؟ أريد أن أتمتّع بالحياة أولاً ثم آكل. قلت له: لم يكن معي اليوم ثمن المكسّرات ، وهجمت على يده أريد أن أقبلها كي يغفر لي خطيئتي، قذف بصحن المحشي على وجهي، فاحترق الجلد حرقاً خفيفاً، بقيت واقفة أمامه. أرغب أن لا يزعج نفسه. أنا مذنبة لو شاء فليضربني أرغب أن تنتهي القصة هنا. لا أمانع أن يخرج ويتمتع مع امرأة أخرى، ذهني منفتح على عبادته.
لا زلت أعبده مع أنه طلّقني، وسحب أولادي مني، وأعطاهم لأمّه كي تربيهم، ولا أراهم. قال أهل الحيّ أنني أستحق الطلاق لأنّني لا أهتم به. أعني هو-أي زوجي- أسميه هو عند الحديث عنه لأنني أخجل أن أقول اسمه.
لم يمرّ وقت طويل حتى رأيت رجلاً في الشارع يمسك بزندي بقوة. قال لي: أحبّك. هل تتزوجينني؟ دقٌقت في وجهه. أعجبني. قلت : نعم . قال لي: ليس معي ثمن المهر. قلت: لا عليك فقد كان مهري ألف ليرة ذهبية ولم أتقاضى منها قرشاً، فقط أتمنى أن لا تطلقني. قال لي: لا أستطيع إعالتك. قلت حسناً أنا أتكفل بك وبنفسي كزوجي السابق. تزوجنا على شرع الله ورسوله زواجاً حلالاً لاريب فيه .
كلما كنا نشرب القهوة معاً يمسك بيديّ، ويقول لي أناملك كالحرير. كلما أتيت من الدّكان ومعي عدّة المحشي. يقول لي افتقدتك، وفي مرّة أتيت لأقبّل رجله، قال معاذ الله " بنت عمي أنت تاج رأسي"
أعطاني الحبّ السلام. وفي جلسة ودّية طلب مني أن أحترم نفسي أكثر، لم أفهم ما قال. سألته كيف يكون ذلك؟ قال: الأمر سهل. تمتّعي بالحياة. متى شعرت بالمتعة، وأحببت نفسك يتغير العالم حولك، وفي ليلة حبّ جميلة. رأيته يرتجف ثم يقع أرضاً ويظهر من بين الحطام أجهزة دقيقة. قرع جرس الباب، ظهر شاب في الثلاثين من عمره، وقال لي اخترعت هذا الروبوت الذي كان زوجك كي أقارن بين مشاعر الرّجل الرّوبوت والرجل الحقيقي، واليوم انتهى عمله فأتتني إشارة كي آتي وألملمه.
هل يمكن أن يكون الرّوبوت بكلّ تلك الرّقة؟
هل يمكن أن تعيد خلقه أيها الشّاب، وتعيده إليّ. لا يمكنني البقاء بدونه.
أجابني أن التجربة نجحت على النّطاق العاطفي، وفشلت على النطاق التقني، وتلك الحطام لا يمكن إعادتها للحياة، لكنه وعدني بمنتج حديث سيقدمه لي كتجربة ثانية، وإن نجحت التّجربة يمكن للمرأة أن تختار رجلاً تحافظ على شرفه وتخاف أن يطلّقها ، أو روبوت، والزواج نصيب، فقد يكون للروبوت شريراً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما