الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام صالح لكل زمان و مكان

مازن كم الماز

2018 / 7 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم يكن ابن جنبل أو تلميذه ابن تيمية و لا تلامذتهما المعاصرين هم الذين حاولوا "التوفيق" بين النقل ( النص المقدس ) و العقل بل المعتزلة .. و لم تكن تلك المرة الوحيدة التي يحاول فيهم أحدهم "التوفيق" بين "الإسلام" و بين الموضة الفكرية أو العلمية الدارجة .. الحقيقة أنه لا يوجد شيء لم نقم بمحاولة التوفيق بينه و بين "الإسلام" , كل شيء عمليا .. بدأ المعتزلة بالتوفيق بين الإسلام و بين العقل ليبتكروا فكرة تأويل كل ما ينافي العقل في النص المحمدي , و جاء بعدهم ابن رشد الذي بحث عما بين الحكمة ( الفلسفة ) و الشريعة من الاتصال , و بعد أن غزا نابليون القاهرة وجد من حاول التوفيق بين دين محمد و بين كل ما يوجد و وجد في العالم : الحداثة , التنوير , القومية , الاشتراكية , الديمقراطية , الماركسية , و طبعا و قبل أي شيء : العلم المعاصر بنظرياته و إنجازاته الهائلة فاكتشف بعضهم كل شيء في القرآن من كروية الأرض إلى النسبية انتهاءا بالهندسة الوراثية و أيضا أي شيء سيكشف عنه العلم في السنوات القادمة من أسرار العالم و الحياة .. الليبراليون العرب و المسلمون هم الذين يحاولون اليوم و بكل إصرار إثبات توافق الإسلام مع العلم أو الحداثة أو التنوير أو الليبرالية ( الموضة الفكرية و السياسية الدارجة ) أما رجال الدين بغالبيتهم العظمى و كل التيارات الإسلامية فهي غير مكترثة بهذا الموضوع أصلا بل و ترفض هذه المحاولات من أساسها و تكفرها و تعتبرها انتهاكا لقدسية النص و تطالب برأس من يقول بها رغم أنها تستثمر هذه المحاولات التي ترفضها و تنكرها و تكفرها لإثبات حقها في قمع الفكر و الإنسان .. المضحك المبكي أن يكفر ابن رشد و المعتزلة و كل من حاول و يحاول التوفيق بين دين محمد و الموضات الفكرية و العلمية الرائجة و تحرق كتبهم و يلاحقوا و يقتلوا في أحيان غير قليلة اعتمادا على النص الذي أصروا على قدسيته .. لم ينكر المعتزلة أو "يلحدوا" في صفات الله أو أسمائه و أقروا أن القرآن كلامه لكنهم حاولوا أن يفسروا كل ذلك بطريقة أكثر منطقية لذوي العقول النقدية و خاصة لمن ولد لأبوين غير مسلمين لكنهم كفروا لذلك ثم قمعوا و لوحقوا و لوحقت أفكارهم باسم النص المقدس الذين حاولوا حل تناقضاته و عقلنته تعزيزا لقدسيته .. وحدهم ابن الراوندي و الرازي و قلة تساءلوا : إذا كان العقل هو حجة التكليف و به يعرف الحق فإذا خالف ما جاء به النبي فهذا طعن في نبوته و إن وافقه فقد أغنانا العقل عنه , و إذا جاء الأنبياء بما يخالف العقول فهو بكل بساطة "مخاريق" و "أوهام" .. لكن معظم "المفكرين" لا يؤمنون بأن العقل مقدم أو سلطان على غيره كما قال ابن الراوندي و صحبه .. هكذا يمكن أن تجد أي شيء في دين محمد , و في نفس الوقت لا شيء إلا إهلاسات محمد و أفكاره القاتمة عن عالم هرمي تراتبي يقوم على قمع و تهميش الإنسان .. هكذا فقط يصبح صحيحا القول بأن الإسلام صالح لكل زمان و مكان , كل زمان و مكان يوجد فيه بشر يرددون "حسبنا ما وجدنا عليه آباؤنا أو لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا و لا يهتدون" ( سورة المائدة , 104 ) ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات | مكافآت لمن يذبح قربانه بالأقصى في عيد الفصح اليهودي


.. ماريشال: هل تريدون أوروبا إسلامية أم أوروبا أوروبية؟




.. بعد عزم أمريكا فرض عقوبات عليها.. غالانت يعلن دعمه لكتيبه ني


.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح




.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي