الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يستمتعون بالجنس أكثر في ضواحي اللاشرعية ؟!

محمد القصبي

2018 / 7 / 28
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


كالعادة تذيلت الزحام أمام نافذة تذاكر المترو ..موحيا لمن حولي ان ثمة طابورا ..ينبغي أن يلتزموا به...
كِثر.. يندفعون من الجانبين نحو النافذة غير عابئين بإشارتي التي ظننتها تكفي..وثمة من يطلب ممن يواجه النافذة مباشرة أن يقطع له تذكرة .. وكالعادة أضطر إلى أن أنبه بهدوء إلى وجود طابور راجيا ان ينتظم الجميع به ..بعض من يتزاحمون يتراجع في خجل ويستجيب لندائي ..لكن آخرين يتفحصونني باستغراب وعيونهم تتساءل : ماهذا الذي يقوله هذا العجوز المخرف ؟!!
ألح مشفقا ..فكما قال أستاذ فنون جميلة في ندوة بدار أخبار اليوم شرفت بإدارتها منذ عدة أشهر حول القبح في حياتنا أن المشكلة ليست في اننا نرمي الزبالة أينما اتجهت أيدينا ..بل أننا تعودنا على القبح ..وما عدنا نرى فيه مشكلة ..ومن لم يتآلف مع القبح وينبه ..هو الذي يبدو غريبا إن لم يكن مستهجنا !!!
يخترق الزحام شاب متجها نحو النافذة ..لاحقته : لو سمحت التزم بالطابور ..
نظر نحوي ايضا باستغراب ثم واصل الاندفاع وهو يصيح :هوفين الطابور ده ؟ أغاظني ..انسحبت من الطابور وتوجهت إليه وخاطبته مكابدا في هدوء : حتى لو مفيش طابور خليك قدوة واعمل انت طابور

..صرخ في وجهي :وانت هتنظم الكون .!
قلت أيضا محاولا بمشقة أن أبتسم : --وليه لأ .. ننظم أنا وانت الكون ..الدنيا هتبقى أفضل ..
- ياحاج روح نظمه انت لوحدك ..انت مالك بي ؟
- شوف يا ابني إذا كانت مسألة أنا مالي وانت مالك ..فانت كده بتضرني ..بتسرق حقي ..أنا جيت قبلك أخدت دوري بعد اللي سبقوني ..وانت برضه تاخد دورك بعدي ..لأنك إذا كنت مستعجل انا كمان مستعجل ، واللي في الطابور دول كلهم وراهم أشغالهم ..يبقى اللي ييجي الأول يقطع تذكرته الأول..فهمت ..!
وفوجئت على غير العادة بأكثر من شخص ينهرونه ..ويطالبونه بالوقوف في الطابور ..لكنه لم يستجب ..وزاحم وقطع تذكرته ..ليغادر وهو ينظر إلينا وعيناه تزغردان بإشراقة غريبة !
على الرصيف رأيته يجلس مسترخيا على مقاعد الانتظار ..حين جاء المترو ..فوجئت به لايغادر مقعده ..كان منهمكا بالضغط على أرقام موبايله ..
إذا لماذا يزاحم على شباك التذاكر إن لم يكن متعجلا ..
الإجابة بدت في إشراقة عينيه ..وهو يغادر الشباك ..لذة الاستغفال ..لذة السرقة ..لذة أن تأخذ ماليس لك ..من كيس شبس في سوبر ماركت إلى مكان غيرك في طابور المترو ، إلى ..سرقة زوجة آخر !!!
نعم ..هذا ما أراه ..أن الغالبية ممن يمارسون الجنس في ضواحي اللاشرعية يعانون من مرض السرقة "الكليبتومانيا - Kleptomania " .
أن يسوق أحدهم إحداهن إلى مخدع سري في ضواحي اللاشرعية.. ليس بحثا عن المتعة الجنسية بشكلها التقليدي ..إرواء جسد ..بل إرواء أدغال مجهولة ومعقدة في النفس البشرية موبوءة بفيروس سرقة مالاينبغي سرقته جسد ..يخص آخر !!
وربما ..بل يقينا ..تنتقص تلك اللذة كثيرا ، بل قد تتردى إلى حد التلاشي ..لو كانت صاحبة هذا الجسد زوجته !! أما كونها زوجة آخر..ففيضانات اللذة تتدفق في صحاريه، بما يفوق لذة سرقة شيء آخر !
فالغالبية العظمى من الأشياء ..المال ..العقارات ..السيارات ..الأراضي ..الشركات.. قد يتشارك في ملكيتها أكثر من شخص ، إلا الزوجة ..في هذه الحالة تطل " ياء"فريدة في دلالاتها ، من نافذة مخدع الزوجية.. إنذارا بخطورة المشاركة !
أليس من الطبيعي ان أقول أخانا ، أبانا ،أمنا ..صديقنا ! لكن ليس من الطبيعي أبدا القول " زوجتنا " ..بل زوجتي ..ياء تمثل صرخة قوية وصارمة تجسد حالة الخصوصية الشديدة التي لاتباريها في قدسيتها وحرمتها أي خصوصية في أي علاقة انسانية !
لذا تستفحل لذة السرقة عند مرضى " "الكليبتومانيا " ، عندما يتعلق الأمر بالسرقات الجنسية ..قد يكونون مشبعين ..تماما في فراش الشرعية ،وقد تحظى زوجة أي منهم بقدر عال من الجمال ، إلا أن هدفه دوما غرفة نوم غيره ، يقذف زوجته بسهام الغواية ليسوقها إلى ضواحي اللاشرعية ، وقد تكون في جاذبيتها الأنثوية دون زوجته كثيرا !! إنه في هذه الحالة يبدو تماما مثل مرضى سرقة السلع حتى ضئيلة القيمة من السوبر ماركت ..لديهم من الثروات مايمكنهم من شراء مول ، وليس فقط سوبر ماركت ، لكنه يتلذذ باستغفال الأمن وكاميرات المراقبة ليسرق قطعة شيكولاته ،قد يلقي بها في أقرب صندوق قمامة بعد أن يغادر المول !!
ولأنني مشغول ب" تجميع مادة خام " لرواية تعالج هذه القضية فكثيرا ما اتحدث مع أصدقاء وصديقات في هذا الشأن ..ولقد أخبرني أحدهم بما روعني ، أنه أقام علاقة مع سيدة متزوجة أقل جمالا وجاذبية من زوجته ، وقد سعى سنوات خلف تلك المرأة حتى "أوقعها" ، وحين التقيا ،كابد بحثا عن مواطن إثارة في المشهد ، وحين أعياه البحث استحضر طيف زوجته !!!!
وكأن حديثي يفوح برائحة العنصرية.. أن مرضى ""الكليبتومانيا " من الرجال فقط ، وأن النساء مجرد ضحايا !!
الأمر لايبدو كذلك ، فإن كان الرجل الموبوء بفيروس السرقة يبلغ ذروة الانتشاء الحقيقية ، حين تقع الفريسة في شبكته " فتلك أيضا ذروة ا الانتشاء بالنسبة لها .. أن تقاوم ربما ببسالة ، حتى تنهك قواها ، لتغمرها لحظة السقوط بإحساس فائق بالنشوة ، إنها لحظة الأورجازم الحقيقية بالنسبة لها!
هو يستمتع كقناص بلذة الاصطياد ..وهي تستمتع كفريسة بلذة السقوط ..
وقد يكون الأمر معكوسا ..هي الصياد وهو الفريسة ، لذا تشيع في مجتمعاتنا عبارات على شاكلة " حرامية الرجالة " !!!
وحرامية الرجالة لاتزنزن نشاطها فقط في "علاقات الحرام " ، بل ربما تتأفف من هذا النوع من العلاقات ، إنما تحشد قواها لاصطياد زوج وتتزوجه رجل متزوج وتتزوجه ، وسواء ركزت نشاطها في الحلال أو الحرام ،فهي في الحالتين قد تكون موبوءة بفيروس "الكليبتومانيا "..وبتعبيرنا الشعبي " حرامية رجالة !
بالطبع – لاأستبعدهذا - إن قرأ أحدهم ..طبيب نفسي أو باحث في علم النفس سطوري السابقة قد يشعر بالدهشة وربما بالاستهجان ، ذلك أن الشائع لدى هذا الوسط العلمي أن المعني فقط بمرضى السرقة هؤلاء الذين يسرقون أموالا وأغراضا قد لايكونون في حاجة إليها .. ولاعلاقة للأمر بالجنس .
على أية حال هي رؤية شخصية تطفح من واقع ما أرى ..أن كثرا من بين المتسللين للمخادع السرية في ضواحي اللاشرعية يعربد في شرايينهم فيروس "الكليبتومانيا " !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قالوا عن: شهوة الدبيب، ولذة المسارقة 3
إبراهيم ( 2018 / 7 / 28 - 21:38 )
وراوي الخبر اهتم بإبراز أحاسيس الفرزدق، ولم يهتم ب-المرأة الواعظة-.
ولا داعي للتساؤل هل كانت هناك مرحلة تمهيدية (مداعبة، قبل، حديث، ...)؟ لأنه لو تم شيء من ذلك -لوقع شك- في نفس الفرزدق، ولكنه وقع على المرأة كما تقع البهيمة، وفق قول نقله الراغب الأصفهاني في محاضرات الأدباء عن أحدهم: أكثروا من مداعبة النساء ولا تكونوا كالبهيمة التي يطرقها الفحل بغتةً، والمداعبة للشهوة كالرعد والبرق للمطر.


2 - قالوا عن: شهوة الدبيب، ولذة المسارقة 2
إبراهيم ( 2018 / 7 / 28 - 21:39 )
ومن الأخبار المصنّعة،المثيرة للشكوك، ما جاء عند الأصبهاني في: الأغاني 21: 363
كان الفرزدق قد أراد امرأة شريفة على نفسها، فامتنعت عليه، وتهددها بالهجاء والفضيحة، فاستغاثت بالنوار امرأته، وقصت عليها القصة، فقالت لها: واعديه ليلة ثم أعلميني. ففعلت. وجاءت النوار، فدخلت الحجلة مع المرأة. فلما دخل الفرزدق البيت أمرت الجارية فأطفأت السراج، وغادرت المرأة الحجلة، واتبعتها الفرزدق فصار إلى الحجلة - وقد انسلت المرأة خلف الحجلة - وبقيت فيها النوار. فوقع بالنوار وهو لا يشك أنها صاحبته. فلما فرغ، قالت له: يا عدو الله، يا فاسق. فعرف نغمتها وأنه خدع، فقال لها: وأنت هي؟ يا سبحان الله-;- ما أطيبك حرامًا وأردأك حلالاً-;-. [الحجلة: ساتر القبة، أو ستر يضرب في جوف البيت.]
يبدو أن الفرزدق انخرط في -وهْم- الاشتراك قي مغامرة جنسية خارج إطار الزوجية، ومن ثم منح لنفسه كل -مقومات- المغامر: الجرأة، الإقدام، الفحولة، الغموض/الاكتشاف، التلذذ، إرضاء الغرور، ..


3 - قالوا عن: شهوة الدبيب، ولذة المسارقة 1
إبراهيم ( 2018 / 7 / 28 - 21:40 )
قيل لمحمد بن زياد: أنفقت [على] جارية فلان خمسة آلاف دينار، وكان يمكنك أن تحصلها شراء بألف دينار! فقال: يا أحمق وأين شهوة الدبيب، ولذة المسارقة، والانتظار الخفي؟ وأين برد الحلال وفتوره، من حرارة الحرام؟ ألم تسمع إلى قول أبي النواس *:
ألذ النيك ما كان اخـــــــــــــتلاساً بمنع الحب أو مـــــنــــــع الرقيب
من: محاضرات الأدباء - الراغب الأصفهاني
* عند العاملي في المخلاة، قال أبو نواس:
إذا هجع النيام فــــــــــــــخل عني وعــــــــــــمن كان يصلح للدبيب
ألذ النيك ما كان اغـــــــــــــتصابا بمنع الحب أو خــــــــوف الرقيب

اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف