الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم

مراد زهري
(Mourad Zahri)

2018 / 7 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عالمنا اليوم أو بوضوح كوكب الأرض الذي نعيش فيه ، صار مهددا بكل الشرور : العنف ، الفقر أو التفقير ، وضده الغنى الفاحش ، أما الحروب الباردة و النارية لا يستطيع العقل السليم تصويرها و وصفها مهما حاول .
في شرق المتوسط حروب قاتلة وطاحنة في العراق و سوريا حيث الإبادة اليومية للبشر و التشريد و تقطيع الأجساد البشرية إربا إربا وحرقها . في دول الخليج الصراعات العنيفة و التحالف من أجل الحرب لا من أجل السلام ، كل هذا به تفطر و تتغذى و تتعشى ووسائل الإعلام العالمية فتسكبه كالقطران في أدمغة سكان العالم . هكذا أصبحت القرية الكونية أو مدينة الغلبة كما وصفها الفيلسوف ابن رشد عبارة عن حروب و قتل و لاأمل لمشروع سلام دائم الذي حلم به كانط و الفارابي أو المساواة بين الناس في الأرزاق أو الحقوق . صارت النقود سيد العالم تتحكم فيه و تلعب به مع ممارسة كل النزوات الشريرة كما حاول أن يفهم ذلك الفيلسوف المغربي خطورة هذا الإنقلاب المدمر في الكون أو العمران ، إنه ابن خلدون .
لانسمع إلى الحديث عن سادة العالم و يسميهم بوب ديلان سادة الحروب : دونالد ترامب يوقع الصفقات ببيع وشراء الأسلحة بالملايير و الفقراء يموتون جوعا و بالأمراض الفتاكة و التشرد . إيمانويل ماكرون يزور الدول لعقد صفقات من أجل النقود وحدها و الأسلحة و الحروب . فلاديمير بوتين يتحالف مع بشار الأسد و إيران ضد أعداء يصنعهم هو مهما كان و لو بالخيال . رئيس كوريا الشمالية يهدد العالم بقنابله و النووي و جيوشه المعرمرمة . رائحة هيروشيما تفوح من كل الجهات . إن أسباب كل الشرور في العالم هي الحب الجنوني للنقود و السلطة و التلذذ بقتل البشر عوض إحيائه .
في هذا العالم المجنون و المرعب ، ومن الفيسبوك الذي يعتبر أعظم نعمة ، نحلم و لو دقيقة ببديل آخر مفقود عكس هذا العالم الجهنمي : سفينتنا التفكير الواقعي و التآمل و استخدام العقل في زمان اللاعقل . بالمعقول نقول لا للا معقول . لماذا اختاروا تقسيم العالم بدقة و حساب و تحالفوا من أجل إبادته و تحويله إلى نيران و قتلى و مشردين و جوعى ؟ أيوجد فقط هذا الإختيار ؟ لماذا لم يقسموا العالم و يضبطوا من أجل تحويله إلى عالم معقول عادل و إحياء كل البشر الذي فيه و جعله سعيدا و القضاء على التفاوت الطبقي ؟ لماذا لم يختاروا هذا الإختيار و عوض صناعة الأسلحة و القتال يزرعون الشعير و القمح و يعملون في الحقول لإنتاج الخيرات أو الأطعمة و الأدوية و المنازل للمشردين و العراة الحفاة المرضى و ما أكثرهم ؟ أيوجد فقط الإختيار الشرير يقول الشاعر الإيطالي دانتي في قصيدته الخالدة الكوميديا الإلهية و في الجزء الأول المسمى جهنم : إن الإنسان تعود على الشر بدل الخير. أجل إن الشر مجرد عادات و غياب العقل الصحيح لا أقل و لا أكثر ، أيستطيع الإنسان التخلص من هذه العادة ؟ لنفكر و نحلم بإيمان مطلق و العقل و التفكير بهما نسير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س