الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يعني فوز فرنسا بكأس العالم

يعقوب يوسف
كاتب مستقل

(Yaqoob Yuosuf)

2018 / 7 / 31
مواضيع وابحاث سياسية



كثرت الأحاديث بعد فوز فرنسا بالمونديال الأخير
أهمها اعتبار فوز فرنسا انتصار لقارة افريقيا نظرا لوجود نسبة كبيرة من اللاعبين من أصول غير فرنسية اغلبهم من القارة السمراء.
إلا انه للأسف تعودنا على تغليب الجانب السلبي وإعادة مسلسل التاريخ الاستعماري لفرنسا المنقرض منذ زمن بعيد.
انها كلمة حق يراد بها باطل والذي يخفي ورائه الكثير من المغالطات والتغطية المتعمدة على سلبيات الأنظمة الفاسدة في كل مناهج الحياة واحتوائها والالتفاف عليها لقتل واحباط كل تفكير انساني نحو الحرية والابداع الفردي.
.
لم تخجل فرنسا من وجود هذا التنوع المجتمعي والعرقي فيها ومثلها افتخرت المانيا الفائزة بكأس العالم سنة 2014 وقبل ذلك عند حصولها على المركز الثالث في كأس العالم للعام 2006 وأكدت ان المنجزات التي حققتها كانت بفضل التنوع المجتمعي الرائع في صفوف منتخبها، واهم ما تفكر فيه هو كيفية اختيار الأفضل لتمثيلها، استنادا لمبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب.
إذن ماذا يعني هذا التنوع (واقصد بالذات حرية التنوع وليس الاختلاف او النسبة)، ببساطة يعني أن هذه الشعوب استوعبت الدروس التاريخية البائدة والتي أقرت بقباحته ونضجت فيها روح وقيم مبادئ الثورة الفرنسية في الحرية وقبول الاخر، هذا التنوع المنعدم في دول افريقيا واسيا عدا بعض الاستثناءات.
جميع لاعبي المنتخبات اليوم اختاروا العمل بقناعاتهم فلم يستقدموا مقيدين بالأغلال كما كان يحصل في عصر العبيد، ففي ذلك العصر كانوا معدودين إن وجدوا اساسا والتاريخ الرياضي يشهد على ذلك. وهذا دليل على نضوج مفهوم التعايش في مكونات المجتمعات الغربية.
.
واليوم فإن العديد من اللاعبين اللذين اظهروا مواهبهم في بلدانهم وتمكنوا من التعاقد مع الأندية العملاقة التي زادت من مهاراتهم ومن ثم استقروا في البلدان الجديدة وحصلوا على جنسيتها وغالبا ان هؤلاء اللاعبين ممن تزوج في البلد واقتنع بالاستقرار فيها.
أو انهم ولدوا من ابوين او أحدهم ومن اللذين هاجروا الى أوروبا بسبب الاضطهاد او الملاحقة السياسية او الدينية او العنصرية أو البحث عن الحياة الأفضل ،وعاشوا في بلاد الحرية واستفادوا من الفرص المتوفرة لمن يمتلك المهارات وقادر على الابداع وتحقيق امانيهم التي ما كانت لترى النور لو كانوا في بلدانهم الاصلية.
.
ومع كل المغريات نجد من يصر على الاحتفاظ بهويته الوطنية، وافضل مثال على ذلك اللاعب الارجنتيني (مسي) الذي اختار منتخب بلاده بدل اسبانيا والتي تمنت ان يكون أحد افراد طاقمها الكروي رغم الدلال الذي يحظى به في برشلونة، ومثال آخر الاخوين الغانيين بواتنك Boateng(من غانا الافريقية) عندما اختار احدهم منتخب المانيا فيما اختار الاخر البقاء في صفوف منتخب بلاده رغم انهما كانا يلعبان في أوروبا،
إذن لم تكن المغريات المشتركة بل القرار الفردي الحر،
ولا ننسى ان نسبة كبيرة من لاعبي المنتخبات الافريقية وخاصة القوية منها، وكذلك العديد من اللاعبين الاسيويين يلعبون في الأندية الاوربية.
.
أن الإمكانات الكبيرة للدول الاوربية في المجالات المالية والفنية تغري العديد من اللاعبين من مختلف دول العالم في اللعب في صفوفها طمعا للشهرة او الثراء.
.
إذن لماذا لازالت الدول الافريقية والاسيوية غير قادرة على تقديم نتائج متميزة رغم ان نصف لاعبيها يلعبون في الأندية الاوربية، باستثناء منتخب دولة اليابان الديمقراطية وهو الوحيد الذي تمكن من الانتقال الى دور ال16
لأنها بصراحة مجتمعات تعيش في ظل أنظمة يطغى عليها الفساد وغير قادرة على اختيار الرياضي المناسب لان هناك معوقات قاهرة لا يمكن تجاوزها، فماذا تقول مثلا على فريق يسمي نفسه فريق السجادين او الساجدين!
.
وقد يقول البعض وماذا عن دول أمريكا اللاتينية فهي او اغلبها ليست دول ديمقراطية، نعم هذا صحيح لان معظم هذه الدول تعاني الفقر بسبب الفساد او سلطة الأنظمة الشمولية لكنها لا تعاني من عقدة التنوع المجتمعي فلم نسمع عن وجود اضطهاد او تمييز عنصري او طائفي على مستوى غير مقبول، وهذا بيت القصيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في جامعات أميركية على وقع الحرب في غزة | #مراسلو_سكا


.. طلبوا منه ماء فأحضر لهم طعاما.. غزي يقدم الطعام لصحفيين




.. اختتام اليوم الثاني من محاكمة ترمب بشأن قضية تزوير مستندات م


.. مجلس الشيوخ الأميركي يقر مساعدات بـ95 مليار دولار لإسرائيل و




.. شقيقة زعيم كوريا الشمالية: سنبني قوة عسكرية ساحقة