الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلطة المثقف ومراكمة راسماله

وليد يوسف عطو

2018 / 7 / 31
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


سلطة المثقف ومراكمة راسماله

السلطة الرمزية التي يمارسها المثقف هي مهنة ومصلحة ,لذا يحاول كل مثقف تحجيم المثقفين الاخرين وفرض سيطرته عليهم .المثقف لديه سلطة رمزية قد تكون سلطة الصحافة والاعلام والشاشة والانترنت لكنها سلطة مؤثرة بدرجة او باخرى .

وهكذا فللمثقف سلطته الخاصة وطقوسه في ممارسة سلطاته .يقول المفكر علي حرب في كتابه (اوهام النخبة ) ان المثقف يدعي انه يقارع السلطة السياسية ,بينما الحقيقة انه يعمل على منافستها على المشروعية .وهو يدعوك الى التحرر من سلطة راس المال ,في حين يقوم هو بمراكمة راسماله وتثبيت سلطته.

المثقف والسياسي كلاهما يسعى الى احتكار السلطة , كلاهما يمارس التمويه والاستبعاد في ميدان عمله . كلاهما يمارس التسلط والعنف المادي والمعنوي , فالمشروع الماركسي كمشروع تحرري بنسخته السوفييتية عمل على تراكم راس مال عقائدي مارس من خلاله استبداده الفكري وعنفه الجسدي . ان السياسي اقل ممارسة للعنف من المثقف .

اما النماذج والقوالب العقائدية فقد اثبتت هشاشتها وفقرها الفكري والمعرفي وانعزالها عن قاعدتها الشعبية وهذا ثمن التشبث بالثوابت المطلقة . وخلع القداسة والطهارة والعصمة على الافكار والاحداث وعلى الشخصيات .وهذا ادى بدوره الى فشل مشاريع اليسار لان المثقف الحزبي عاش في عالم صناعة الاوهام واتسم بوعيه الزائف ومارس الاغتراب وعدم فهمه للاحداث اليومية وتعطيل حاسة النقد الذاتي والعقلي لديه .ان المثقف يهتم بالسرديات والنظريات الكبرى ولا يهتم بالتفاصيل اليومية .

انه يهتم بنسق الافكار ويترك مجريات الامور ويهملها . لقد كانت محصلة هذا النوع من اللاهوت السياسي مزيد من محاصرة الحياة والقضاء على الليبرالية الفردية والابداع الفردي والحرية في التفكير وانعدام القدرة على الحوار والتبادل والانتاج , لذا يلجا المثقفون الى نوادي اتحاد الادباء لشرب الخمور فهذا هو مكانهم الذي يفضلونه حيث عالم صناعة الاوهام .

ان صناعة الافكار هي صناعة للمعنى وللواقع والذين يسهمون في صناعة الواقع والحياة هم الذين يستطيعون تغيير افكارهم او يحسنون ادائها .اما حراس الافكار من المثقفين المتمسكين بنظرياتهم المشوهة فلا يحصدون سوى الخيبة والفشل .

الشيوعيون الملكيون

ان العقل الدوغمائي للشيوعي العراقي جعله يقدس الاحداث والقادة والتاريخ ويضفي عليهم سمات القداسة والطهارة والعصمة وبذلك فقد حسه النقدي رغم ادعائه بالنظرية العلمية او توريث الشيوعية للابناء حيث يحيل الشيوعي الى اصولي وهي حالة تشبه معمودية الاطفال لدى الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية حيث تقوم المعمودية على تغطيس الطفل في الماء ووجود الاشبين , في حين تقوم المعمودية لدى البروتستانت والكنائس الانجيلية على التلمذة والتعلم ,ولا يدخل الشخص في المسيحية الا بعد سن البلوغ ودراسته وفهمه للاناجيل استنادا الى قول يسوع :

( اذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس).
وهكذا تحول التقدم لدى الشيوعيين الى محافظة حيث تعامل الشيوعيون مع الاحداث والافكار بعقل اصولي واسطوري وسحري . لم يستطع الشيوعيون العراقيون من تقديم مراجعة نقدية جذرية لتاريخهم السياسي وتاريخ الحكم الملكي والجمهوريات الانقلابية المتعاقبة .

من مظاهر الفصام لدى المثقفين في العراق انهم يطالبون الاخرين بحسن السلوك بينما يقومون هم بخرقها . انها كما يسميها الدكتور علي الوردي ازدواج الشخصية لدى الفرد العراقي .هنا يثار السؤال التالي :هل يلام العاقل ام المجنون لخرقه للقانون الاخلاقي ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي