الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتحاد الأوروبي يروم الانتقال إلى اليورو في مشتريات النفط الإيراني

سعد السعيدي

2018 / 7 / 31
السياسة والعلاقات الدولية


من موقع ترو بابليكا *
ترجمة سعد السعيدي

قررت إيران التي تواجه التهديد المتجدد بعودة العقوبات الأمريكية ، قبل شهرين بالتحول عن استخدام الدولار الأمريكي كعملة معتمدة في وارداتها ومنعت جميع المتداولين من استخدامه. جاء هذا حسب توجيه من وزارة الصناعة والمعادن والتعدين الايرانية. وتواجه ايران خطر الحصار عند تلاشي إمكانية الوصول إلى التعاملات بالدولار بسبب العقوبات الامريكية. لهذا السبب فقد قررت إزالة هذا التهديد. والآن فبدلاً من استخدام المصارف ، يتعين عليها استخدام شبكة من مكاتب الصرف الأجنبي. بل إنها ذهبت إلى أبعد من ذلك بقولها إنها لا تريد اجراء أية تعاملات بالدولار الأمريكي على الإطلاق.

وقد جرت متابعة هذا الأمر بسرعة وبهدوء مع تقرير لرويترز في آذار في نفس الوقت يقول بأن الصين تستعد الآن لبدء اختبار نظامها الجديد وان المنظمين قد طلبوا من مجموعة صغيرة من المؤسسات المالية التهيؤ لتسعير واردات الصين من النفط الخام باليوان. ومنذ إطلاقه في ايار ، ازداد الاهتمام بالعقود النفطية المدعومة بالرينمينبي بشكل مضطرد. ووصلت أحجام التداول اليومية إلى 250 الف عقد في غضون أسبوعين. والمفاجأة هي أن نصيب عقود اليوان في التجارة العالمية قد قفز إلى 12 من 8 بالمئة قبل ثمانية أسابيع فقط.

بعد ذلك ، افاد مصدر إخباري في صناعة النفط والغاز في 9 نيسان بأن روسيا تدرس استبدال الدولار الأمريكي لدفع اثمان النفط الخام في صفقات مع تركيا وإيران حسب قول وزير الطاقة الكسندر نوفاك.

فوفقا لنوفاك " فان هناك فهم مشترك بأننا بحاجة للتحرك نحو استخدام العملات الوطنية في اتفاقياتنا. ثمة حاجة لهذا التحرك مثلما هي رغبة الأطراف الاخرى. ويتعلق هذا الأمر بكل من تركيا وإيران ، إذ اننا ندرس خيار الدفع بالعملات الوطنية معهم. وهذا يتطلب بعض التعديلات في القطاعات المالية والاقتصادية والمصرفية ".

بعد أسبوعين من ذلك ، اعلن نوفاك بان روسيا قد هيأت برنامج للنفط مقابل السلع مع إيران وأكد بأن الشحنات الأولى قد تم ارسالها. تهدف الصفقة إلى التجارة لخمس سنوات بعيدا عن التعاملات مع الدولار الأمريكي.

حتى الآن ، ينبغي الا يندهش القاريء من ان روسيا وتركيا وإيران قد قرروا التخلص من الدولار . وقد يكون الخبر الجديد هو تهيؤ الصين لاتباع نفس هذا الطريق أيضا.

ومع ذلك ، فإن نقطة تحول رئيسية في العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ليست بعيدة عن لحظة الإعلان. فبعد إثارة غضب الاتحاد الأوروبي بشأن سلسلة من الاتفاقات مثل اتفاق المناخ في باريس ، واتفاقية التجارة الاطلسية الحرة وغيرها ، جاءت القشة الأخيرة عندما قرر دونالد ترامب بعد اثني عشر عامًا من مشاركة المفاوضين الأوروبيين كالسند الاهم للاتفاق النووي الإيراني ، بان أفضل طريقة للعمل هو الانسحاب من الصفقة وفرض عقوبات اشد صرامة.

مع إعطاء الولايات المتحدة في ظل ادارة أوباما للضوء الأخضر في عام 2015 للسماح بالتجارة مع ايران ، قام الاتحاد الأوروبي بإبرام صفقات مربحة قدرت بعشرات المليارات. ففي عام 2017 ، ازداد حجم التجارة بين الاتحاد الأوروبي وإيران بنسبة 45 بالمئة مقارنة بالعام السابق ، مع توقع تحقيق نفس نسبة النمو بحلول عام 2020. وعلى النقيض من ذلك ، لم تفلح الولايات المتحدة إلا بالحصول على اقل من عُشر التجارة المتاحة.

لم تقم الولايات المتحدة الآن بإفشال خطط النمو في الاتحاد الأوروبي فحسب ، بل وتسببت بشكل خطير في حدوث ارتفاع في اسعار النفط ادى الى تضخم ، مما يعني ان الاتحاد الأوروبي يتعرض لضربة مضاعفة من ضغوط التضخم ، مع خطط النمو الاقتصادي وقد تحولت إلى إحصاءات عن البطالة.

وكما ذكرنا في الأسبوع الماضي ، فقد الاتحاد الأوروبي صبره واعلن انه قد اصبح الآن على مسار صدام اقتصادي مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال مصدر لوكالة ريا نوفوستي " أنا على دراية بالمعلومات التي مفادها بان الاتحاد الأوروبي سيتحول من الدولار إلى اليورو لدفع ثمن الخام من إيران ".

في الساعات القليلة الماضية ، افاد موقع اويل برايس كوم ، مركز اخبار قطاع الصناعة النفطية بأنه " يمكن للاتحاد الأوروبي أن يتحول إلى اليورو في تجارة النفط مع إيران " وفعل مثله موقع انترناشنال بيزنس تايمز.

ويجري النظر في تدابير أخرى. إذ قد يعاد العمل بقانون الحظر الأساسي لعام 1996 الذي يحظر على الشركات الأوروبية الالتزام بالقوانين الأمريكية خارج الحدود. فقبل عشرين عاماً ، عندما هددت إدارة كلينتون بفرض عقوبات على الشركات الأوروبية في نفس معركة العقوبات الايرانية التي فرضت على أوروبا ، مرر الاتحاد الأوروبي قوانين الحظر هذه لتوفير الغطاء للشركات للاستمرار في العمل كالمعتاد مما اضطر كلينتون للتراجع. بينما أبقت إدارة جورج دبليو بوش على العقوبات لكنها لم تفرضها خوفا من إثارة حرب تجارية مع أوروبا.

وقد أعلنت بعض البنوك في الاتحاد الأوروبي ان بامكانها تقديم خدمات تجارية للشركات الأوروبية الراغبة في التجارة مع إيران.


* نشرت هذه المقالة باللغة الانجليزية بتاريخ 17 ايار 2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد -الإساءة لدورها-.. هل يتم استبدال دور قطر بتركيا في الوس


.. «مستعدون لإطلاق الصواريخ».. إيران تهدد إسرائيل بـ«النووي» إل




.. مساعد وزير الخارجية الفلسطيني لسكاي نيوز عربية: الاعتراف بفل


.. ما هي السيناريوهات في حال ردت إسرائيل وهل ستشمل ضرب مفاعلات




.. شبكات | بالفيديو.. سيول جارفة في اليمن غمرت الشوارع وسحبت مر