الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البدايات

ماجد الحداد

2018 / 8 / 1
الطب , والعلوم


للمنصفين فقط ...اطرح تساؤلي.....
إن المنظومة الوجودية القائمة على نسيج سببي مناسب لبنائها المادي وعلاقاته التي تتواصل عناصره بالطاقة ....والغريزة الدافعة لدى الإنسان للمعرفة التي تشبع من اكتشاف قوانين هذا الوجود ، ليلقي نورا على ظلام الغموض في بيته الكوني ، وليطور طرقا تكنولوجية جديدة في حضارته على هذا الكوكب تيسر له حياته وتزيد من رفاهية جنسه محاولة منه للبحث عن حياة مثالية أفضل....
لكن عندما يفكر الإنسان في أصل الوجود وتفسيره لماذا خلق على ذلك الشكل بالذات دون غيره ؟ ...
وهل فعلا أن قوانين الكون لابد أن تكون ماهي عليه ، ولا يمكن أن تأخذ علاقات أخرى - أقصد الحتمية - أم هي وجدت على تلك المنظومة لأسباب لا نعلمها وممكن ان تأخذ علاقات أخرى ؟
لو اتبعنا قانون الإحتمالات القائم على الصدفة ...لكان علينا أن نأتي بتفسير مستحيل عن تناسب الوقت القصير منذ إنفجار الكتلة الأولى العظيمة للكون مع الإحتمالات اللا نهائية التي ممكن أن يكون عليها شكل الحياة ، والعلاقات السببية وما يجعل عناصر الكون تتفق مع بعضها لتكونها ...وقد يأخذ تشكل تلك العلاقات زمنا أزليا دون أن يتحقق ...وهذا يتناقض مع ما نجده في تصرف الكون المدروس بما فعله بعد الإنفجار ...بطريقة تجعلنا نظن لدرجة اليقين أنه يعرف ما يجب عليه فعله ...كأنه موجه لنظام سببي يتحتم حدوثه على تلك الكيفية ...واعتقد أن السبب الرئيس في انعدام رؤيتنا العلمية عما قبل الإنفجار العظيم هو هذا الدفع التوجيهي لهدف الكون ذاته ، سواء من عدم معرفتنا عن علة وجوده بسبب أننا لم نستطيع أن نفسر لماذا ؟...أو تغافلنا المتعمد عن الإجابة ....
لكن توجه الكون المتعمد بمنظومته السببية تلك تخبرنا أن ما بعد الإنفجار أي ما بعد الوجود المادي يستحيل منطقيا تفسير اختيار العلاقات السببية داخله تفسيرا كميا - أي يفسر وجود الأسباب بفيزياء الكم - لأن الوجود قد تم فعلا بالمنظومة السببية كما نراها ....
لكننا قد نقحم التفسير الكمومي للوجود في زمن ما قبل الوجود ، لنضع قانون الإحتمالات اللانهائي حول ما يمكن أن يكون عليه الوجود وعلاقاته السببية ، لكننا عندئذ لن نستطيع أبدا تحديد الزمن الذي استغرقه الوجود في التخبط في الصدفة العشوائية حتى يصل لإتفاق ما حول نظام مناسب يخرج به في حيز الإمكان .....لكن هنا ستصدمنا مفارقة عجيبة جدا.....حيث أنه قبل الوجود .....لا وجود.....وحتى لا نعرف ماهية العدم الذي كان قبل الإمكان ....ولا مجال لقياس الزمن الذي استغرقه الكون للوصول للمنظومة المتفق عليها قبل الإنفجار ، لسبب بسيط ...لأنه لم يكن هناك زمن أصلا ، فالزمان والمكان تشكلا مع أو لحظة في الإنفجار وليس قبله....
ومن هذه المفارقة العجيبة نكتشف ألا يمكن استخدام أدوات القياس الكونية القائمة على منظومته السببية ، لأنك لا يمكن استخدام ما هو قائم على السبب في قياس ما لا سبب له ....وبما أن العلم قائم أساسا على القياس فمن المستحيل بأي طريقة أن نعرف شيئا عن طريق العلم فيما قبل الوجود أو وصفه......
لذلك قد يجعلنا غرورنا العلمي نتجرأ بتفسير ما قبل الوجود تفسيرا كموميا ....ونقول ان الإنفجار كان مجرد قفزة كمومية عملاقة أدت للوجود المادي أن يظهر في حيز الإمكان ...لكن قواعد ميكانيكا الكم وفسها ستقف حائلا بيننا وبين دقة تفسيرنا بل واستحالته أيضا ....لماذا ؟....لأن من قرأ أو درس مفاجئات ميكيانيكا الكم يعرف جيدا أن الرصد يؤثر في وضع وحالة المادة ، بل قد يؤثر على تاريخها أيضا....
وهذا يجعلنا نجزم باستحالة المعرفة العلمية لما قبل الإنفجار العظيم ...أي لما قبل الوجود ذاته....
والكون كما نعرفه ، قلنا مسبقا أنه يسير من أول لحظة في انفجاره إلى حالة منظمة تخضع لسببية حتمية لا تتملص منها إلا الحالة الكمومية في الجسيمات ما دون الذرية ، وهذا الدفع المحموم نحو المصير الذي يتسابق إليه الكون في تمدده منذ لحظة انفجاره ....يؤكد لنا شيئا يحوم على عقولنا منذ أول مرة حاول الإنسان التفكير فيها ، وهي أن ماهية الأشياء تسبق وجودها ، وأن جوهر الشئ وفكرته موجوده قبل ظهوره في حيز الإمكان ....وهي حالة تفسر تصرف الكون العجيب منذ لحظة وجوده إلى الآن ....فما الدافع الذي يجعل الوجود له نفس المنظومة السببية في كل مراحل وجوده الزمكاني ....وهي معضلة حلتها النسبية في أي ركن من أركان الفضاء ....
إن من يجعل للكون ماهية محددة يسير عليها بتلك الدقة لا بد له من وجود هو أيضا ، لأن الماهية لها كينونة من الطاقة الجاذبة لتصنع تقوسا أو تشوها في نسيج الوجود - على حد تعبير أينشتين - وبتلك الكيفية تنجذب الذرات المكونة لصفات الكينونة أو جوهر الشئ ، وهو ما احتاجه الوجود للتشخص.....
ومادمنا لن نعرف ما حقيقة الكون قبل الوجود ، ولماذا وجد على تلك الشاكلة السببية ....وعرفنا أيضا أن لابد له من ماهية تسيره كالخريطة الجينية المسبقة لدى أي كائن حي ....سنضطر لإستخدام المنطق الإستنباطي العقلي وشئ آخر حول معرفة ماهية ذلك الذي وضع تلك المنظومة نسميه بالإيمان لكنه ليس مصحوبا بدليل فعو اكمال الجزء الناقص المعرفي الغيبي يعتمد على شعور بتقديس السبب الذي يحرك المنظومة من بعيد او بمعنى ادق الشعور ناحيته بطمانينة بوجوده لكن اختفاءه عيانيا والخوف منه انه مرهوب الجانب لأنه لا نعرف مزاجيته وقراراته فدخل في حيز المجهول فتسبب في شعور الخوف لدينا ومن هذا الخوف كانت بذرة التقديس والجثو امام تلك العظمة الخفية
ولكن يا ترى .....من الوحيد الذي أدعى أنه أوجد تلك المنظومة السببية ا ؟؟؟؟
هو ليس وحيدا الحقيقة إنهم آلاف ...

#انسان_يفكر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماية الحياة البحريّة #3 | ناشونال أكواريوم أبوظبي | ناشونال


.. حماية الحياة البحريّة #4 | ناشونال أكواريوم أبوظبي | ناشونال




.. الأقمار الاصطناعية تكشف الكذب الأميركي والإسرائيلي حول اسقاط


.. العالم الليلة | مشروع قانون في بريطانيا يثير الجدل.. هل تنجح




.. العالم الليلة | صواريخ طهران فخر الصناعة الإيرانية تعتمد على