الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كأنك يا بو زيد ما غزيت: لماذا لا يتغيّر النظام؟

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2018 / 8 / 1
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


كثير من المقولات الرائجة والسائدة عن النظام السوري كانت تقول بأنه نظام عصي على التغير ولا يمكن له أن يتغير، وإن حاول التغيير على أي صعيد بآلياته واستراتيجياته وطريقة عمله ونمط تعامله الفظ والعنجهي المتغطرس والصلف مع السوريين فهذا سيعني نهايته، وهو يدرك، ويعي، ذلك تماماً.

وللأسف فإن تجارب الزمن الممتدة لأكثر من نصف قرن كلها تنحو بهذا المنحى وتذهب بهذا الاتجاه وتؤكد كل تلك التصورات القائمة حول النظام، وما يحدث اليوم، يؤكد بكل أسف كل تلك المقولات.

وبداية لا بد من التذكير بأن موقف النشطاء والمعارضة الوطنية الداخلية، التي بقيت طول سنين الحرب بالداخل وبمواجهة الحرب والعدوان ورفضت الخروج والفرار كما فعل كثيرون حتى من أهل وعظام رقبة النظام الذين انشقوا عنه وتنكروا له مع أول مظاهرة في شوارع الشام، من الحرب على سوريا هو موقف وطني مشرف وأخلاقي ومبدئي ومبني على أسس قانونية وحقوقية إنسانية تراعي مصلحة الوطن والشعب بالدرجة الأولى وليس بناء على الاعتبارات النفعية والمصلحية ولايفكرون بتلك الطريقة الضحلة الخفيفة التي يفكر بها النظام وأهله، ولذا كان موقفهم الوطني المشرف من الإرهاب والإجرام، رغم التوجس والعلاقة المرتابة وغير الصحية التاريخية مع النظام واستهداف النظام لهؤلاء في لقمة عيشهم ومستقبلهم وحياتهم وبغض النظر عن كل تلك الإجراءات القاسية التي اتخذها بحقهم سابقاً فقد كان خيارهم وطنياً من دون أي اعتبار لما مضى ولما هو قادم من الأيام.

فأثناء احتدام الحرب على سوريا، وكان النظام مهددا فعلاً وعلى وشك السقوط، (وكان هذا يعني تهديداً مصيرياً ووجودياً وحياتياً لهذه المعارضة والنشطاء أنفسهم الذين سيتعرضون لعمليات ثأر وانتقام من الدواعش و"الثوار" في حال انتصارهم ولكن كل هذا لا يعني ولم يعن شيئاً ما لأهل النظام باعتباراتهم وحساباتهم المعروفة على الدوام)، وكان كل ذلك قبل التدخل الروسي في 30/09/ 2015، وكان المسلحون الإرهابيون المرتزقة "ثوار الناتو" يسيطرون، في حينه، على مساحات واسعة من أرض سوريا، فقبلها وأثناءها كان النظام "المقاوم" يحاول استمالة واسترضاء وتحشيد وتعبئة أكبر قدر من قوى ونشطاء ومعارضي الداخل ومحاولة كسبهم لصفه وإظهار نفسه كبوتقة وحاضنة للجميع وأنه "ديمقراطي" (رجاء ممنوع المسخرة)، وهو "أب" ويتقبل الجميع ومستعد للتفاوض ووو ولذا فقد غصـّت شاشاته بأصوات ووجوه المعارضين والنشطاء الوطنيين الذين ملؤوا الشاشات ورفعوا من سقف الحديث والانتقاد وكان النظام بحالة لا حول ولا قوة وهو ينظر إليهم ويراقبهم ويتوعدهم داخلياً، ولسان حاله وكأني به كان يقول بكل حسرة: "كل شيء بوقته حلو"، وقد خرق وانتهك أهم إحدى ركائز وجوده واستراتيجياته المتجسدة بأنانيته المريضة المفرطة وبسياسة الإقصاء والتهميش وكان على ما يبدو، يتربص بهم حتى يعود لسابق عهده وأيام مجده وقوته.

واليوم، وها هو قد عاد، وما كذّب خبراً، كما يقال، وكما يلاحظ ويتابع الجميع، وخاصة تلك المعارضة ونشطاؤها، وبعد أن شعر النظام بحالة من الاسترخاء وزال عنه عصاب ورهاب القلق الوجودي الذي ساكنه لخمس سنوات عجاف، فقد توقف عن كل هذا، ولم تعد ترى ضيفاً من خارج دوائر الأمن والمافيات الإعلامية اللبنانية والإيرانية المعروفة وبعض "المحظيات" الشهيرات المقرفات اللواتي لا يتمتعن بأي رصيد شعبي ولا حتى سمعة وتاريخ أخلاقي أو وطني ومن "العائدات" من حضن البغدادي إلى حضن الجنرالات، ومن تلك الأبواق والمخبرين والمخبرات وأعضاء مجلس النوام الذين يعملون ويداومون بالأفرع الأمنية والذين يبدون كناطقين رسميين باسم النظام وشارحين ومبررين وملمعين لكل سياساته أكثر من كونهم محللين وخبراء وكتاب، وغابت كل تلك الأسماء والمعارضة الوطنية لا بل والأنكى كانت هناك عملية ثأر وانتقام وتشف وعودة للأساليب الفاشية القديمة تجلت بالاستدعاءات للفروع الأمنية الخطيرة والمريبة والمرعبة، التي تتصرف خارج النظام والعدالة والقانون والدستور وتنتهك حقوق الإنسان، لبعض النشطاء الوطنيين والعلمانيين والتنويريين اليساريين تحديداً، الذين آزروا ووقفوا مع النظام في محنته، وشحطهم، كالعادة بتلفون آخر الليل من أحد العرفاء الأميين، ومرمطتهم غير القانونية وغير الشرعية، للفروع الأمنية، وكأنك يا بو زيد ما غزيت، بدل تكريمهم وتعويضهم والوقوف معهم بكل رجولة ونخوة الرجال كما وقفوا معه وآزروه وشدواً من عضده وهو ينازع ويكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة ويكابد آخر حشرجات البقاء...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحكم الديكتاتورى
على سالم ( 2018 / 8 / 1 - 17:08 )
لاشك ان عصابه الاسد شر وبلاء شديد وكارثه ابتلى به ابناء شعب سوريا , عقب بدأ ثورات الربيع العربى , كان نظام عصابه بشار الاسد اللقيط خائف ومذعورعلى فقدان الحكم وزمام الامور والسلطه , بعدها مباشره رأيت وجه الخنزير فاروق الشرع فى وسائل الاعلام وهو يتوعد الناس بعظائم الامور وتكسير العظام ان هم فكروا فى القيام بالتمرد على عصابه الاسد المجرمه اللصه والتى تم بلاء سوريا بها ويعتبرون سوريا عزبه وضيعه لهم , لازلت اتذكر جيدا تعابير هذا الافاق والمجرم الدموى القبيح فاروق الشرع هو وباقى افراد العصابه الداعره السارقه

اخر الافلام

.. لماذا استدعت الشرطة الفرنسية رئيسة الكتلة النيابية لحزب -فرن


.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح




.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا